موظفونا في الخارج

جبير بن محمد بن جبير

يوم كنا طلبة في الجامعة، كنا نمني النفس بالعمل في إحدى سفارات المملكة أو احد ملحقياتها بعد التخرج، لاعتقادنا بأن الموظف السعودي "على وجه التحديد" يتمتع بمزايا وظيفية هامة وامتيازات مالية كبيرة، وحتى وقت قريب كنت مؤمنا بمثل هذا الاعتقاد إلا أنني تفاجأت بأن غالبية موظفينا "وبالذات في الدول الأوروبية" يعانون من أزمات مالية خانقة جدا تحد من أداء مهامهم على الوجه الأكمل، نظرا لارتفاع الظروف المعيشية في تلك الدول من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم الأبناء ومواصلات... الخ..
إضافة إلى فرق صرف العملة الأوروبية مقابل الريال المرتبط بالدولار، الذي يتناقص كل عام مما يضاعف من حدة المشكلة.
المعطيات آنفة الذكر لم تراعها المميزات المالية التي يتقاضاها الموظف السعودي بالخارج، فهي كما هي دون تغيير منذ سنوات عدة ماعدا زيادة طفيفة جرت على بدل التمثيل تقدر بـ30 بالمائة أقرت عام 2000م، مما يجعلهم يعيشون ظروفا سيئة للغاية.
والأسوأ من ذلك كله "في اعتقادي" أن الامتيازات المالية التي يتقاضاها الموظف السعودي أقل بكثير من بعض موظفي البلدان الفقيرة كبنغلادش مثلا.
إن الوضع المالي الذي يعيشه أبناؤنا وإخواننا العاملون بالخارج لا يسر إطلاقا، ويؤمل أن يكون هناك تدخل سريع وعاجل جدا في حل معضلتين رئيسيتين لهم وهي إيجاد سكن مناسب للموظفين وعائلاتهم أو رفع بدل السكن المقرر حاليا إلى الضعف ودفع كامل الرسوم الدراسية لأبنائهم أسوة بالطلبة السعوديين المبتعثين للخارج، وليس لهم من مخرج في هذا الشأن إلا أن يعاد النظر في تلك الأوضاع من قبل اللجنة المشكلة سابقا لهذا الغرض أو تشكيل لجنة جديدة لتقييم الوضع من جديد ورفع نتائجها للمقام السامي لاتخاذ ما يراه مناسبا.
إن ما يقوم به موظفو السفارة السعودية والملحقيات التابعة لها تجاه بلدهم ومواطنيهم مشرف ويقومون بأعمالهم بمهنية رفيعة، لكن هذا لا يستوجب عليهم أن يصرفوا من تحويشة العمر ليظهروا بمظهر يليق وتمثيل المملكة، وكل ما نخشاه أن تتسرب الكوادر المؤهلة إلى مختلف الجهات بعد أن استثمر فيها الشيء الكثير.
dr.jobair@gmail.com