وماذا لو باع «بابا يعقوب» مكتبته؟
تلميح وتصريح
الخميس / 29 / ذو القعدة / 1440 هـ الخميس 01 أغسطس 2019 01:43
حمود أبو طالب
بشرتنا صحيفة «عكاظ» على لسان أستاذنا يعقوب إسحاق «بابا يعقوب»، شفاه الله، أن مسؤولي وزارة الثقافة تواصلوا معه تمهيداً لترتيب علاجه على نفقة الوزارة بعد إعلانه عزمه بيع مكتبته لتدبر نفقة علاجه، هذا خبر جيد يؤكد الانطباع المتنامي لدينا بأن وزارة الثقافة مستمرة في حضورها إلى جانب المثقفين في أزماتهم، فخلال فترة قصيرة بادرت بلمسات إنسانية تجاه بعضهم وغيرهم من رموز الفن الذين هزمتهم الصحة ومخالب الحياة، وقد كانت لي تجربة شخصية عندما عرضت حالة أحدهم عبر تغريدة في تويتر ليبادر سمو وزير الثقافة بالتجاوب الفوري معها والتواصل الشخصي مع الشخص المعني.
ولكن في مثل قصة بابا يعقوب لدينا جانب آخر أقرب إلى التراجيديا، فلو افترضنا أنه لم تبادر الوزارة أو جهة أخرى للتدخل لعلاجه، فمن بالله سيشتري مكتبته في هذا الزمن المادي الشرس الذي لم تعد فيه الثقافة مطلباً، وإذا قرر أحد شراءها فبكم سيشتريها، وهل ما سيدفعه الشاري من ثمن بخس سوف يكفي نفقات العلاج في زمن تجارة الطب. هناك حكايات مشابهة لأدباء ومثقفين مروا بظروف صعبة وقرروا بيع مكتباتهم التي أفنوا أعمارهم في تشييدها بنفائس المعرفة لكن بضاعتهم لم تجذب أحداً، لقد كانوا يعرضون للبيع أرواحهم وهم يعرضون مكتباتهم ومع ذلك اكتشفوا أن لا أحد يعنيه هذا الأمر. إنها مأساة الأديب والمثقف الذي لا يحسن اقتناء شيء غير الكتب وعندما يجور عليه الزمن يكتشف أنه كان يعاقر صنعةً لا تقيم أوده ولا تسعفه إذا داهمته المتاعب.
جميل أن تتابع وزارة الثقافة حالات الأدباء والمثقفين والفنانين، لكننا بحاجة إلى آلية مؤسسية أكثر شمولية وتنظيما وسرعة للعناية بمثل هذه الحالات، والوزارة مؤهلة لإنجاز مشروع كهذا؛ لأن لديها الشعور الإنساني الذي يمكنه تأطير عمل مؤسسي.
ولكن في مثل قصة بابا يعقوب لدينا جانب آخر أقرب إلى التراجيديا، فلو افترضنا أنه لم تبادر الوزارة أو جهة أخرى للتدخل لعلاجه، فمن بالله سيشتري مكتبته في هذا الزمن المادي الشرس الذي لم تعد فيه الثقافة مطلباً، وإذا قرر أحد شراءها فبكم سيشتريها، وهل ما سيدفعه الشاري من ثمن بخس سوف يكفي نفقات العلاج في زمن تجارة الطب. هناك حكايات مشابهة لأدباء ومثقفين مروا بظروف صعبة وقرروا بيع مكتباتهم التي أفنوا أعمارهم في تشييدها بنفائس المعرفة لكن بضاعتهم لم تجذب أحداً، لقد كانوا يعرضون للبيع أرواحهم وهم يعرضون مكتباتهم ومع ذلك اكتشفوا أن لا أحد يعنيه هذا الأمر. إنها مأساة الأديب والمثقف الذي لا يحسن اقتناء شيء غير الكتب وعندما يجور عليه الزمن يكتشف أنه كان يعاقر صنعةً لا تقيم أوده ولا تسعفه إذا داهمته المتاعب.
جميل أن تتابع وزارة الثقافة حالات الأدباء والمثقفين والفنانين، لكننا بحاجة إلى آلية مؤسسية أكثر شمولية وتنظيما وسرعة للعناية بمثل هذه الحالات، والوزارة مؤهلة لإنجاز مشروع كهذا؛ لأن لديها الشعور الإنساني الذي يمكنه تأطير عمل مؤسسي.