الداخل مفقود والخارج مولود !
محطات
الأربعاء / 06 / ذو الحجة / 1440 هـ الأربعاء 07 أغسطس 2019 02:03
ريهام زامكه
كثيراً ما تدفعني (لقافتي) للبحث والقراءة في عالم الجن الغامض خصوصاً لأنهم يشاركوننا كوكب الأرض.
ولا يغركم هذا (الهياط) بالحديث، فأنا لست بعيدة عن ابن الحجاج حين قال لمُضيفه: «قد جُن أضيافك من جوعهم، فاقرأ عليهم سورة المائدة»، ومع اختلاف المقام سوف أقرأ عليكم المعوذات وأحصنكم ثم ندخل جميعنا في صلب هذا المقال الممسُوس بالجن والعفاريت عل وعسى أن نخرج منه سالمين.
كما تعلمون الجان هم كائنات لا نراها وتستوطن عوالم الخفاء وهم معنا وحوالينا في كل مكان، ولكن إن (تحمست) عزيزي القارئ وأردت أن تراهم فهذا أحد (الدجالين) يبشرك ويقول لك: إذا أردت رؤيتهم فيمكن ذلك خلال الفترة المتراوحة ما بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والواحدة صباحاً، لأن تلك الأوقات هي من أسعد أوقاتهم بل وتعتبر لحظات ابتهاج بالنسبة لهم، فيستغلونها للفرح والمرح والاحتفال والتسكع في عالمنا حتى الصباح!
ومن أجل الحلول في عالم المرئي ليراه الإنسي يضطر (سعادة الجنّي) المحترم إلى التقليد والاختباء بصورة أخرى على طريقة فناني المحبوب -اسم الله عليه- عبدالمجيد عبدالله حين غنى: (انتحل شخصيتك) فينتحل الجنّي شخصية حيوان بغاية التنكر، فيظهر لك مرة على هيئة كلب، ومرة أخرى على هيئة قط أسود غلبان !
ولأن هذا العالم مليء بالأكاذيب والشعوذة والأساطير يقول دجّال آخر إن الجن يأكلون العظام ويشربون الدم ويحلون بريش النعام، وإن حاولوا التنويع في أكلاتهم فهم لا يأكلون سوى الطعام الذي لا يوجد به ذرة من الملح، ولا أدري كيف علم بذلك وأرجح أنه طيب القلب (مخاوي) لهم ويخاف عليهم من ارتفاع ضغط الدم.
وكما للدجالين أكاذيب، فللشعوب أيضاً وجهة نظر (خربوطية) في عالم الجان، ففي اليمن يحدثنا (أحد الثقات) أن الصيادين في موسم الصيد يحرصون على أن يكون صيدهم وفيراً وموسمهم عامراً، لذلك يلجأون إلى (الخزعبلات) والممارسات الخرافية، فيأتون بكبش أسود اللون ويدفعونه إلى البحر حتى يتخبط في شباكهم ثم يذبحونه من قفاه ويقطعونه قطعاً صغيرة (ليدسموا) شارب الجنّي ويرضونه ويملأون (كرشته) من باب «اطعم الفم تستحي العين» فيستحي الجنّي من كرمهم ويساعدهم في الصيد.
وأما أحد الثقات في السودان فيحدثنا أن الجنون يقع بسبب الجن، وبناء عليه يقوم البعض بربط المجنون وتقييده وعزله في مكان خاص ثم (عينكم ما تشوف إلا النور) ينهالون عليه بالضرب (ويمردغونه) حتى يصيح ويستغيث ويخرج منه الجنّي ومن فين يوجعك يا حبيبي!
أما أحد الثقات في الهند يجزم ويحلف أن الجن يسكن في البطيخ، ويستشهد بذلك قائلاً إنه قد جلب معه عدداً من (البطيخات) ونسي أن يأكلها لعدة أيام، وفي إحدى الليالي المشؤومة إذا به يرى (البطيخة) لها أرجل وأيدٍ وتتحرك كالمجنونة في أرجاء المنزل !
وليته يقرأ مقالي هذا لأخبره وأحدثه وأحسبني والله حسيبي إني من أهل الثقات أن تلك (البطيخة) كانت زوجته وهي تحاول أن (تُكفخه) لأنه قد كان مؤجراً للطابق العلوي من (نافوخه)، وكما يقولون اللي يخاف من العفريت يطلع له، لذا اسمعوا واتعظوا يا أولي الألباب.
* كاتبة سعودية
ولا يغركم هذا (الهياط) بالحديث، فأنا لست بعيدة عن ابن الحجاج حين قال لمُضيفه: «قد جُن أضيافك من جوعهم، فاقرأ عليهم سورة المائدة»، ومع اختلاف المقام سوف أقرأ عليكم المعوذات وأحصنكم ثم ندخل جميعنا في صلب هذا المقال الممسُوس بالجن والعفاريت عل وعسى أن نخرج منه سالمين.
كما تعلمون الجان هم كائنات لا نراها وتستوطن عوالم الخفاء وهم معنا وحوالينا في كل مكان، ولكن إن (تحمست) عزيزي القارئ وأردت أن تراهم فهذا أحد (الدجالين) يبشرك ويقول لك: إذا أردت رؤيتهم فيمكن ذلك خلال الفترة المتراوحة ما بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والواحدة صباحاً، لأن تلك الأوقات هي من أسعد أوقاتهم بل وتعتبر لحظات ابتهاج بالنسبة لهم، فيستغلونها للفرح والمرح والاحتفال والتسكع في عالمنا حتى الصباح!
ومن أجل الحلول في عالم المرئي ليراه الإنسي يضطر (سعادة الجنّي) المحترم إلى التقليد والاختباء بصورة أخرى على طريقة فناني المحبوب -اسم الله عليه- عبدالمجيد عبدالله حين غنى: (انتحل شخصيتك) فينتحل الجنّي شخصية حيوان بغاية التنكر، فيظهر لك مرة على هيئة كلب، ومرة أخرى على هيئة قط أسود غلبان !
ولأن هذا العالم مليء بالأكاذيب والشعوذة والأساطير يقول دجّال آخر إن الجن يأكلون العظام ويشربون الدم ويحلون بريش النعام، وإن حاولوا التنويع في أكلاتهم فهم لا يأكلون سوى الطعام الذي لا يوجد به ذرة من الملح، ولا أدري كيف علم بذلك وأرجح أنه طيب القلب (مخاوي) لهم ويخاف عليهم من ارتفاع ضغط الدم.
وكما للدجالين أكاذيب، فللشعوب أيضاً وجهة نظر (خربوطية) في عالم الجان، ففي اليمن يحدثنا (أحد الثقات) أن الصيادين في موسم الصيد يحرصون على أن يكون صيدهم وفيراً وموسمهم عامراً، لذلك يلجأون إلى (الخزعبلات) والممارسات الخرافية، فيأتون بكبش أسود اللون ويدفعونه إلى البحر حتى يتخبط في شباكهم ثم يذبحونه من قفاه ويقطعونه قطعاً صغيرة (ليدسموا) شارب الجنّي ويرضونه ويملأون (كرشته) من باب «اطعم الفم تستحي العين» فيستحي الجنّي من كرمهم ويساعدهم في الصيد.
وأما أحد الثقات في السودان فيحدثنا أن الجنون يقع بسبب الجن، وبناء عليه يقوم البعض بربط المجنون وتقييده وعزله في مكان خاص ثم (عينكم ما تشوف إلا النور) ينهالون عليه بالضرب (ويمردغونه) حتى يصيح ويستغيث ويخرج منه الجنّي ومن فين يوجعك يا حبيبي!
أما أحد الثقات في الهند يجزم ويحلف أن الجن يسكن في البطيخ، ويستشهد بذلك قائلاً إنه قد جلب معه عدداً من (البطيخات) ونسي أن يأكلها لعدة أيام، وفي إحدى الليالي المشؤومة إذا به يرى (البطيخة) لها أرجل وأيدٍ وتتحرك كالمجنونة في أرجاء المنزل !
وليته يقرأ مقالي هذا لأخبره وأحدثه وأحسبني والله حسيبي إني من أهل الثقات أن تلك (البطيخة) كانت زوجته وهي تحاول أن (تُكفخه) لأنه قد كان مؤجراً للطابق العلوي من (نافوخه)، وكما يقولون اللي يخاف من العفريت يطلع له، لذا اسمعوا واتعظوا يا أولي الألباب.
* كاتبة سعودية