فقه التغيير .. قيم المواطنة
السبت / 09 / ذو الحجة / 1440 هـ السبت 10 أغسطس 2019 01:19
يحيى الامير
أغلقنا ربما كل الملفات التي ظلت تمثل قضايا يستخدمها العالم ضدنا ويصفنا بها كأبرز ما كنا نختلف به عن العالم.
لقد ظلت قضايا مثل الولاية وقيادة المرأة للسيارة تفتح بابا لوصم هذا الكيان الكبير العظيم بأوصاف التشدد والقوانين التي لا أساس لها، وهو ما مثل ملعبا كبيرا للخصوم وأسلحة مجانية نضعها في أيديهم.
إن أفضل وصف لتلك الفترة هو ما جاء على لسان سمو ولي العهد بأنها الحقبة التي لا يمكن تبريرها.
كل ما يحدث اليوم لا علاقة له بالغرب ولا بمواقفه ولا بتلك التناولات الإعلامية لتلك القضايا، فالهجوم على المملكة وتربص الخصوم بنا لا علاقة له بالحريات ولا بالمرأة ولا بالمساواة ومهما حدث من تطورات ستظل تلك الهجمات قائمة وستبحث لها في كل مرة عن موضوع جديد.
لكن العامل الأبرز والأهم لكل هذه الخطوات التحديثية الجبارة التي تشهدها المملكة هو استكمال بناء المواطنة وتعزيز قيم ومعاني الدولة الوطنية المدنية الحديثة التي وصلت زمنياً واجتماعياً وإقليمياً لذلك الاستحقاق.
حالة من النضج والتنوع والانفتاح الواعي، وقيادة لديها من الخبرة في قراءة التجربة السعودية من بدايتها، ولديها الشباب والشغف والطموح والإيمان بالمستقبل، والقيادات السياسية الواعية هي التي تستشعر المراحل وتؤمن بإحداث التحولات وعدم الوقوف عند نمط أو مرحلة، والخروج المستمر من الثبات والجمود إلى التغيير والتحديث، وكل القيادات، التي صنعت واقعا ومستقبلا عظيما بكياناتها، هي المؤمنة بالتغيير المستمر والتحديث بصفته قيمة كبرى في الدولة الوطنية الحديثة.
يرتبط التحديث المتسمر بالمواطنة على مستوى القيمة وعلى مستوى الشعور أيضا، الكيانات التي لا تتغير وتحدث واقعها باستمرار هي كيانات بلا مشروع ولا رؤية وبالتالي بلا مستقبل، وأبرز عوامل تأسيس وترسيخ المواطنة تتمثل في كون الوطن مشروعا مستقبليا وحيويا ولديه استيعاب للمراحل والتحولات، أيضا الكيانات التي لا تتغير باستمرار هي إما كيانات تقليدية مؤقتة -القبيلة مثلا- أو كيانات أيديولوجية دعوية، وبالتالي ليست كيانات وطنية ذات مشروع وطني كالنظام الإيراني مثلا.
الذين ظلوا يرفعون شعار الممانعة أمام كل خطوة هم إما أصحاب توجه تقليدي وهذا يطمئن بالواقع حين يرى أن كل تغيير يحمل الأفضل للحياة، وإما مؤدلج حركي يرى الدولة كيانا دعويا أيديولوجيا وفي كل النموذجين نجد أننا أمام عوائق كبرى في بناء مشروع الدولة.
السياسي الوطني يدرك أن قراءة المراحل واستيعابها وإجراء التحولات الكبرى والاحتفاء بالتنوع والاختلاف وفرض القانون والنظام وبناء المساواة في الحقوق بين المواطنين هو المحور الحقيقي في بناء دولة حديثة، وهو الضامن أيضا لبناء مواطنة جديدة يصبح فيه الجميع شركاء في كل شيء.
حين يتضافر مع ذلك مشروع تحديثي كبير كمشروع الرؤية السعودية نصبح أمام نموذج حقيقي لاستيعاب ماذا تعني الدولة الوطنية الحديثة.
* كاتب سعودي
لقد ظلت قضايا مثل الولاية وقيادة المرأة للسيارة تفتح بابا لوصم هذا الكيان الكبير العظيم بأوصاف التشدد والقوانين التي لا أساس لها، وهو ما مثل ملعبا كبيرا للخصوم وأسلحة مجانية نضعها في أيديهم.
إن أفضل وصف لتلك الفترة هو ما جاء على لسان سمو ولي العهد بأنها الحقبة التي لا يمكن تبريرها.
كل ما يحدث اليوم لا علاقة له بالغرب ولا بمواقفه ولا بتلك التناولات الإعلامية لتلك القضايا، فالهجوم على المملكة وتربص الخصوم بنا لا علاقة له بالحريات ولا بالمرأة ولا بالمساواة ومهما حدث من تطورات ستظل تلك الهجمات قائمة وستبحث لها في كل مرة عن موضوع جديد.
لكن العامل الأبرز والأهم لكل هذه الخطوات التحديثية الجبارة التي تشهدها المملكة هو استكمال بناء المواطنة وتعزيز قيم ومعاني الدولة الوطنية المدنية الحديثة التي وصلت زمنياً واجتماعياً وإقليمياً لذلك الاستحقاق.
حالة من النضج والتنوع والانفتاح الواعي، وقيادة لديها من الخبرة في قراءة التجربة السعودية من بدايتها، ولديها الشباب والشغف والطموح والإيمان بالمستقبل، والقيادات السياسية الواعية هي التي تستشعر المراحل وتؤمن بإحداث التحولات وعدم الوقوف عند نمط أو مرحلة، والخروج المستمر من الثبات والجمود إلى التغيير والتحديث، وكل القيادات، التي صنعت واقعا ومستقبلا عظيما بكياناتها، هي المؤمنة بالتغيير المستمر والتحديث بصفته قيمة كبرى في الدولة الوطنية الحديثة.
يرتبط التحديث المتسمر بالمواطنة على مستوى القيمة وعلى مستوى الشعور أيضا، الكيانات التي لا تتغير وتحدث واقعها باستمرار هي كيانات بلا مشروع ولا رؤية وبالتالي بلا مستقبل، وأبرز عوامل تأسيس وترسيخ المواطنة تتمثل في كون الوطن مشروعا مستقبليا وحيويا ولديه استيعاب للمراحل والتحولات، أيضا الكيانات التي لا تتغير باستمرار هي إما كيانات تقليدية مؤقتة -القبيلة مثلا- أو كيانات أيديولوجية دعوية، وبالتالي ليست كيانات وطنية ذات مشروع وطني كالنظام الإيراني مثلا.
الذين ظلوا يرفعون شعار الممانعة أمام كل خطوة هم إما أصحاب توجه تقليدي وهذا يطمئن بالواقع حين يرى أن كل تغيير يحمل الأفضل للحياة، وإما مؤدلج حركي يرى الدولة كيانا دعويا أيديولوجيا وفي كل النموذجين نجد أننا أمام عوائق كبرى في بناء مشروع الدولة.
السياسي الوطني يدرك أن قراءة المراحل واستيعابها وإجراء التحولات الكبرى والاحتفاء بالتنوع والاختلاف وفرض القانون والنظام وبناء المساواة في الحقوق بين المواطنين هو المحور الحقيقي في بناء دولة حديثة، وهو الضامن أيضا لبناء مواطنة جديدة يصبح فيه الجميع شركاء في كل شيء.
حين يتضافر مع ذلك مشروع تحديثي كبير كمشروع الرؤية السعودية نصبح أمام نموذج حقيقي لاستيعاب ماذا تعني الدولة الوطنية الحديثة.
* كاتب سعودي