أخبار

صراعات الأجنحة والمخدرات تقتل شقيق زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية

أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@

يأتي مقتل شقيق زعيم مليشيات الحوثي أمس كدليل واضح على وجود خلافات جذرية وانهيارات داخل المليشيات الانقلابية، خصوصا أن المليشيا الحوثية اعترفت أمس (الجمعة) بمقتل القيادي إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المليشيا الإرهابي عبدالملك الحوثي، ووفقا لبيان وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب فإن إبراهيم الحوثي قتل بعملية اغتيال.

وبحسب المصادر، يؤكد اغتيال شقيق الحوثي صحة ما تداول مسبقا عن وجود تصفيات داخلية بين قيادات الانقلاب، إضافة إلى وجود محاولات سابقة بالانقلاب على عبدالملك الحوثي.

ولمحاولة تغطية ما جرى، توعد الحوثيون بزعمهم في البيان من وصفوهم بالخونة الذين نفذوا عملية الاغتيال الغادر، على حد وصف البيان. ويعد شقيق زعيم المليشيا من قيادات الصف الأول ويشرف على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في صنعاء وتحاط تحركاته بالسرية الكاملة، كما أنه ضالع في جرائم الإبادة التي تعرض لها المدنيون في محافظات عدن ولحج وتعز خلال السنوات الأولى من الانقلاب، وأشرف على عمليات التعذيب والاختطافات للمدنيين في صنعاء.

وأكدت مصادر في الدوائر الحكومية والأمنية في صنعاء، أن مقتل شقيق الحوثي يندرج في إطار التصفيات الداخلية بين المليشيا الحوثية، مشيرة إلى أن رئيس اللجنة الثورية الثورية العليا الانقلابية محمد علي الحوثي ضالع في عملية الاغتيال، إذ يعد القتيل من الأجنحة الموالية لرئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط ودخل في خلاف قوي مع محمد الحوثي وأبو علي الحاكم خلال اليومين الماضيين على عائدات المخدرات بعد إطلاق عشرات من تجار المخدرات من أبناء محافظة صعدة.

وذكرت المصادر أن الشقيق الأصغر للحوثي جرت تصفيته من قبل المليشيا على الطريق الرابط بين محافظتي صنعاء وعمران بكمين محكم يوم الأربعاء الماضي، إذ كان في طريقه إلى محافظة صعدة للضغط على تجار مخدرات للحصول على حصته كشريك ومسؤول عن تأمينهم أمنياً، لافتة إلى أن وزارة الداخلية تلقت توجيهات من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي بنشر النعي كونه مرتبطا بشكل مباشر بالإشراف على وزارة الداخلية وأجهزة الاستخبارات، وشدد عليها بإخفاء الأسباب الرئيسية وراء اغتياله وعلاقتها بمكاسب المخدرات.

فيما تزايدت حدة الصراع بشكل لافت بين قيادات مليشيا الحوثي الانقلابية، التي بدأت تأخذ أشكالاً جديدة ومتعددة، أبرزها التصفيات الجسدية والاعتقالات، وتدور أسبابها حول خلافات تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ فيما تبقى من مناطق سيطرتها.

هذا وكانت مقاتلات التحالف العربي قد نفذت خلال اليومين الماضيين عمليات عسكرية قوية استهدفت اجتماعاً سرياً لقيادات المليشيا في معسكر 48 بمنطقة حزيز جنوب صنعاء، ولا تزال المليشيا تتكتم على خسائرها، وأكد حينها شهود عيان لـ«عكاظ» أن سيارات الإسعاف شوهدت تدخل المعسكر وتخرج مسرعة نحو مستشفى 48، وأن هناك حالة ارتباك كبير في أوساط الحوثيين الذين انتشروا بجوار المعسكر الذي ظل تتصاعد منه النيران وتتفجر مخازنه لساعات طويلة.