أخبار

خطيب المسجد الحرام: السكينة تمنع الفوضى

مليونا حاج في رحاب البيت العتيق

جموع المصلين في المسجد الحرام أمس.

«عكاظ» (مكة المكرمة، المدينة المنورة) okaz_online@

أدى جموع المصلين ومليونا حاج أمس صلاة الجمعة في المسجد الحرام، وسط منظومة متكاملة من الخدمات وفي أجواء روحانية خاشعة، إذ شهد صباح أمس إقبال وتوافد المصلين منذ الساعات الأولى للحرم المكي، حيث امتلأت بهم ساحاته وأروقته وأدواره. وسخرت جميع القطاعات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن كافة إمكاناتها وطاقاتها البشرية والآلية لتقديم أفضل وأرقى الخدمات وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء شعائرهم بكل يسر وأمان وسهولة، إذ وفرت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين لقاصدي بيت الله الحرام العديد من الخدمات التوجيهية والإرشادية التي تعنى بتوعيتهم بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح، كما وفرت المصاحف والمطبوعات والكتيبات الدينية، وترجمة خطبة الجمعة لعدد من اللغات. كما وفرت الرئاسة؛ ممثلة في إدارة سقيا زمزم أكثر من 27 ألف حافظة لماء زمزم، إضافة إلى 216 خزان إستيل، و555 مشربية رخامية، وحقائب محمولة على الظهر داخل صحن المطاف يُقدم من خلالها العاملون ماء زمزم مبردا للطائفين، كما هيأت الرئاسة جميع الأبواب والسلالم البالغ عددها 210 أبواب، و28 سلماً كهربائياً، و38 مدخلاً خاصاً لذوي الاحتياجات الخاصة، وتم تجهيز 600 مروحة تلطيف هواء بالمسجد الحرام وساحاته لخدمة حجاج بيت الله الحرام، كما كثفت إدارة النظافة والفرش بالرئاسة جهودها بالمسجد الحرام وساحاته.

فيما قدمت الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة خدماتها الصحية والعلاجية المتكاملة لحجاج بيت الله الحرام من خلال المراكز الطبية المنتشرة داخل المسجد الحرام وساحاته، إضافة إلى تقديم الخدمات السريعة للحالات الإسعافية الطارئة، من خلال فرق هيئة الهلال الأحمر، ونقل الحالات الحرجة إلى عدد من المستشفيات.

وعبر عدد من حجاج بيت الله الحرام عن شكرهم وتقديرهم لكافة الخدمات والاستعدادات التي وفرت لهم لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن وأمان والتي تدل دلالة واضحة على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بضيوف الرحمن والسهر على راحتهم.

وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة أمس أن التزام السكينة أمر نبوي، يدل على خلق كريم علمه إياه ربه جل جلاله، مشيرا إلى أن السكينة تفصل بين الأناة والعجلة وتدفع الفوضى وتنفي الغضب والعنف وتمنح المرء رضا وتوكلا وانشراحا وقناعة بأنه ليس ثمة ما يستدعي العجلة والإرباك، ولا الندم والحزن، وتساءل كم كانت الندامة في العجلة، والسلامة في التأني، فإن في السكينة الخشوع والتواضع والرزانة، وفي العجلة القسوة والكبر والطيش. وقال الدكتور الشريم: إن المرء ما دام ذا روح يتنفس بها فهو يعيش على أمر قد قُدِر، تعتريه المنح والمحن، وأنسه في الحياة ذو فتح وذو إغلاق، ونسيمه لا يهب عليلا على الدوام، إذ يخالطه لفح السموم فيقتر شيئا من صفوه، ويُنبِت له منغصات كثيرة يراها في أسرته وصحبه ومعاشه ومن حوله، ولربما استوحش من نفسه ذاتها فضاقت به الوسيعة، وطوق به هاجس قلق لا ينفك يفزع قلبه، فكان إلى السكينة والطمأنينة أحوج، ولو علم أن بهما هناءه ورضاه لمشى إليهما ولو حبوا. وأكد الشريم أن الشرع علمنا أن الهم والقلق المفرطين خطر على مجموع الأمة وإنتاجها؛ لأن من الخير لكل مجتمع مسلم أن يستقبل يومه ببشر وفأل وأمل كي يستفيد ذووه من أوقاتهم ويغتالوا القعود والقنوط قبل أن يجهز عليهم؛ إذ لا يظن بعاقل أن يزهد في السكينة والأنس والرضا، والمرء إذا ما غلبته أعراضٌ قاهرة سلبته الطمأنينة والرضا، فإنه يجب عليه أن يعجل بالتداوي الناجع الذي دل عليه الدين الحنيف لئلا يستسلم لقوارع الهموم.

وفي المدينة المنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أن أفضل الدعاء دعاء عرفة وهذا يعم الحاج والمقيم والحاج يختص بمزيد الفضل، وقال: «علمنا الله تعالى الأعمال التي ترضيه وحذرنا من الأعمال التي يبغضها وتؤذيه وعلمنا الأوقات التي يتفاضل فيها العمل»، وأكد أن يوم عرفة يوم عظيم جليل يعم خيره وبركاته هذه الأمة لما يتنزل فيه من الرحمة وما يغفر الله فيه من الذنوب العظام للحاج ولمن شفع فيه وللمقيم على الطاعة. وحذر خطيب المسجد النبوي المصلين من المعاصي، فإبليس لعن وخلد في النار ونزل من الملأ الأعلى بذنب واحد إلى أسفل سافلين.