كتاب ومقالات

ضد التمكين!

ماء الكلام

منى المالكي

في زمن التحولات العظيمة في حياة الأمم والشعوب، تكثر المزايدات ويظهر المتسلقون ويبدأ الخائفون من التغيير جولاتهم للوقوف في وجه قادم غريب لم يألفوه، إلى هنا وهذه حالة إنسانية طبيعية «فالإنسان عدو ما يجهل» حتى وإن كان الجاهل في مرتبة كاتب أو دكتور أو مثقف لا فرق فكل يغني على ليلاه !

الكارثة الحقيقية عندما يتصدر المشهد من يعطي آراء عن خطورة تمكين المرأة وظيفيا لأنه يرى أن ذلك يؤثر على توظيف الشباب «الذكور» يقدم رأيه العظيم دون دعمه بلغة الأرقام، تلك اللغة التي كانت مغيبة في موضوع المرأة، وكل ما كان يخص المرأة كان يمر في ممرات ضيقة ملغومة، فأصبحت تخصصاتها محدودة جامعياً، ومحدودة جدا وظيفياً، فهل علم ذلك من يقول إن تمكينها خطر على شبابنا ! ولكني أعتقد أن موضوع المرأة منصة رائعة للانطلاق نحو الشهرة المجتمعية ونجومية الخطاب الشعبوي.

تمكين المرأة لمن لا يعلم هو مشروع رائد لتحقيق العدالة الغائبة في موضوع المرأة الشائك، المرأة التي صارعت تيارا شرسا وحيدة، وكان يقف بجانبها ملوكنا الكرام، وحكومة عظيمة متقدمة سنوات ضوئية في التفكير عن مجتمع غيبته بعض الأفكار الدخيلة علينا، ولنا في موضوع «تعليم المرأة» مثال عظيم، ولكنها في كل مرة كانت تصطدم بعقليات تغذت بأفكار خارجة عن دين يرى «النساء شقائق الرجال» أفكار قيمية وافدة من فكر إخواني وجد الباب مشرعاً له في مجتمع متدين بالفطرة، هذا كله حدث وانتهى، ولكن أن يستمر تحت أسباب أخرى مثل الشهرة أو ما يطلبه الجمهور فهذا تجاوز لا يمكن السكوت عنه، فكل من يعتقد ذلك أزعم أنه أخطأ التوقيت، فالزمن يشير الآن إلى زمن الحزم والعزم، فهل سينتبه طالبو الشهرة لذلك!.

* كاتبة سعودية