لغتنا والترف الفكري
من الحياة
الجمعة / 22 / ذو الحجة / 1440 هـ الجمعة 23 أغسطس 2019 01:46
رشيد بن حويل البيضاني
معرفة لغات الأمم والشعوب سنة من سنن الله تعالى في الكون. قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ». فالتعارف لا يتم إلا بمعرفة المرء للغة الآخر. واختلاف الألسنة/اللغات آية من آيات الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ». وقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بعض الصحابة بتعلم لغات بعض الأمم والشعوب، وما أظن أن رحلة الشتاء والصيف، جنوبا وشمالا، ما كانت لتؤتي ثمارها، دون أن يعرف تجار قريش لغات أهل الشمال وأهل الجنوب.
وقد أدرك الغرب منذ قرون أهمية وضرورة معرفة اللغة العربية، إذ كانت لغة العلوم والفنون والفلسفة والحضارة ذات يوم، فتعلموها، ونقلوا ذخائر العربية إلى لغاتهم، بل قاموا بترجمة القرآن الكريم لفهم هذا الكتاب، ومعرفة أتباعه.
وفي عصرنا الراهن، بات أمر تعلم اللغات الأجنبية ضرورة حياتية، في زمن ضاقت فيه الفواصل، وقصرت المسافات، وتعددت العلوم والاختراعات، ومن ثم – وحتى نلحق بركب التقدم التكنولوجي والعلمي – أصبح تعلم لغات الدول المتقدمة واجبا على الأمة العربية، وهذا أمر طيب ومرغوب، وليتنا نوليه اهتماما أكبر وأكثر تنظيما.
لكن، لا ننكر على الإطلاق أن ثمة مواقع ومواقف في حياتنا وفي مجتمعنا العربي الأصيل، ينبغي أن تنزوي فيها كل اللغات، وتبرز فيها لغتنا، لغة ديننا، وتراثنا، وآبائنا، وأجدادنا.
وإني لأعجب أشد العجب من أولئك الآباء والأمهات، الذين يخاطبون أولادهم في البيوت والمناسبات الخاصة بلغات أجنبية، فحلت yes (يس) محل نعم، وكذلك O.K (أوكي) محل تمام، وغيرها كثير مما نستهين به، بل لقد سألت أحد الشباب عن معنى كلمة «تمام» فلم يعرفه، تلك الأسر، تظن أن التخاطب في المنزل أو المنتديات هو من باب الثقافة والأرستقراطية، دون أن يقدروا خطر ذلك على اللغة القومية، والأدهى من ذلك أن بات الأطفال يتحدثون مع الخادمات بلغاتهن، بدلا من أن تتعلم الخادمات لغة البلاد التي يعملن بها.
المسألة ليست من باب الترف الفكري، إنها قضية خطيرة بجد، وبخاصة على المدى البعيد، إذ سينشأ جيل لا يتقن العربية، ومن ثم لا يفهم دينه، ولا يعرف تراثه، وسيفقد التواصل الاجتماعي المنشود.
ظاهرة سلبية أخرى، تتجسد في أبنائنا العائدين من الخارج، بعد أن حصلوا على الدرجات العلمية العالية، إذ لا يستطيع أحدهم الحديث مع صديقه أو مع والديه لدقائق معدودة، بلغة عربية، حتى ولو بلهجتنا المحلية، وتراه يتوقف لبرهة بحثا عن الكلمة العربية المناسبة، فلا يصل إليها، فيستعيض عنها بكلمة أجنبية.
أناشد كل الآباء والأمهات بتدارك هذه الظاهرة الخطيرة، كما أناشد كل المسؤولين ووسائل الإعلام بتدشين حملات قومية عنوانها: «حافظ على لغتك»، وإذا أردنا التشبه بالغرب ومجاراته، فعلينا أن نحذو حذوهم في الاختراع والابتكار والنظام والجد في العمل، والحفاظ على ممتلكات الدولة.
ارحموا لغة قرآنكم ودينكم وتراثكم، يرحمكم الله.
وقد أدرك الغرب منذ قرون أهمية وضرورة معرفة اللغة العربية، إذ كانت لغة العلوم والفنون والفلسفة والحضارة ذات يوم، فتعلموها، ونقلوا ذخائر العربية إلى لغاتهم، بل قاموا بترجمة القرآن الكريم لفهم هذا الكتاب، ومعرفة أتباعه.
وفي عصرنا الراهن، بات أمر تعلم اللغات الأجنبية ضرورة حياتية، في زمن ضاقت فيه الفواصل، وقصرت المسافات، وتعددت العلوم والاختراعات، ومن ثم – وحتى نلحق بركب التقدم التكنولوجي والعلمي – أصبح تعلم لغات الدول المتقدمة واجبا على الأمة العربية، وهذا أمر طيب ومرغوب، وليتنا نوليه اهتماما أكبر وأكثر تنظيما.
لكن، لا ننكر على الإطلاق أن ثمة مواقع ومواقف في حياتنا وفي مجتمعنا العربي الأصيل، ينبغي أن تنزوي فيها كل اللغات، وتبرز فيها لغتنا، لغة ديننا، وتراثنا، وآبائنا، وأجدادنا.
وإني لأعجب أشد العجب من أولئك الآباء والأمهات، الذين يخاطبون أولادهم في البيوت والمناسبات الخاصة بلغات أجنبية، فحلت yes (يس) محل نعم، وكذلك O.K (أوكي) محل تمام، وغيرها كثير مما نستهين به، بل لقد سألت أحد الشباب عن معنى كلمة «تمام» فلم يعرفه، تلك الأسر، تظن أن التخاطب في المنزل أو المنتديات هو من باب الثقافة والأرستقراطية، دون أن يقدروا خطر ذلك على اللغة القومية، والأدهى من ذلك أن بات الأطفال يتحدثون مع الخادمات بلغاتهن، بدلا من أن تتعلم الخادمات لغة البلاد التي يعملن بها.
المسألة ليست من باب الترف الفكري، إنها قضية خطيرة بجد، وبخاصة على المدى البعيد، إذ سينشأ جيل لا يتقن العربية، ومن ثم لا يفهم دينه، ولا يعرف تراثه، وسيفقد التواصل الاجتماعي المنشود.
ظاهرة سلبية أخرى، تتجسد في أبنائنا العائدين من الخارج، بعد أن حصلوا على الدرجات العلمية العالية، إذ لا يستطيع أحدهم الحديث مع صديقه أو مع والديه لدقائق معدودة، بلغة عربية، حتى ولو بلهجتنا المحلية، وتراه يتوقف لبرهة بحثا عن الكلمة العربية المناسبة، فلا يصل إليها، فيستعيض عنها بكلمة أجنبية.
أناشد كل الآباء والأمهات بتدارك هذه الظاهرة الخطيرة، كما أناشد كل المسؤولين ووسائل الإعلام بتدشين حملات قومية عنوانها: «حافظ على لغتك»، وإذا أردنا التشبه بالغرب ومجاراته، فعلينا أن نحذو حذوهم في الاختراع والابتكار والنظام والجد في العمل، والحفاظ على ممتلكات الدولة.
ارحموا لغة قرآنكم ودينكم وتراثكم، يرحمكم الله.