كتاب ومقالات

الاستقرار بين التفاؤل والتشاؤم

بعد السلام

سلطان الزايدي

قبل بداية كل موسم «كروي» تجد المتفائل والمتشائم من الجمهور الرياضي، فالمشجع الذي يشعر بأن فريقه قد استعد بشكل كبير للموسم سيكون متفائلا بالنتائج الإيجابية، والمشجع الذي يرى أن فريقه لم يستعد كما يجب، لن تكون طموحاته كبيرة، وربما هذا التصور يترك تأثيرا سلبيا على المدرج بالنسبة للجمهور المتشائم وفق المعطيات التي تجعله يتشاءم حسب تصوره، وعلى النقيض الجمهور المتفائل، وفي النهاية هي آراء جماهير تحركهم العاطفة، فربما الفريق الذي اعتقد مشجعوه أنه لم يكن جاهزا يصبح هو البطل؛ لذا من المهم أن ينتظر الجميع نتائج العمل، ولا أظنها تظهر من المباراة الأولى لكل فريق، فعلى سبيل المثال برشلونة بطل الليغا الإسبانية في الموسم الماضي خسر مباراته الأولى في افتتاح بطولة الدوري هذا الموسم، هل نستطيع القول إن برشلونة خارج حسابات المنافسة على الدوري في هذا الموسم؟ بالطبع لا!

في كرة القدم الحديثة أصبح كل شيء متغيرا، وهذا التغيير يشمل فترات الإعداد؛ لأن أسلوب التجهيز والتحضير للموسم قد تغير، وأصبحت طرق التدريب الحديثة تختصر الكثير من الوقت، ففي السابق كانت معسكرات الإعداد تمتد لفترات طويلة، اليوم قد يكتفي أي فريق بفترة 20 يوما لمعسكر خارجي أو داخلي لتجهيز الفريق والتعرف على إمكانياته. اليوم حتى نوعية المدربين اختلفت، بدليل أن نسبة تأثيرهم الفني والمعنوي على الفريق قد ارتفعت وفق الإحصائيات العالمية التي تهتم بهذا الأمر، فالمدير الفني القدير أصبح مطلبا لأي فريق يرغب في تحقيق إنجازات، فعلى سبيل المثال: المدرب الألماني المميز «يورجن كلوب» مدرب ليفربول، الفريق الذي غاب عن تحقيق لقب أبطال أوروبا سنوات طويلة، وكذلك كأس السوبر الأوروبي، اليوم يقدم لأوروبا فريقا قويا ينافس بشراسة، وهنا لا ألغي الدور الإداري في هذا الجانب، إذ من الضروري أن تتوفر لكل مدرب عناصر تصنع النجاح، وهذا أيضا لا يكفي، فالاستقرار الفني مطلب بعد أن تنتهي عملية اختيار المدير الفني الجيد، وفي تصوري استمرار المدربين فترة 4 سنوات في مهمتهم أمر مهم يجب أن تنتبه له الأندية العربية، وبالخصوص الأندية السعودية، هذا الفكر مطلب حتى نجد أندية قوية ومنافسات أقوى، ورغم أن الأمثلة التي تؤكد فعالية الاستقرار الفني كثيرة، إلا أن الأمر لا يبدو مقبولا عند كثير من الأندية، فقرارات إقالة المدربين في الدوري السعودي كثيرة، ونتائج هذه القرارات عادة ما تكون سيئة من خلال النتائج نهاية الموسم، ولعل ما حدث للهلال الموسم الماضي بعد إقالة المدرب العالمي «جيسوس» يكشف حقيقة الأمر للمتابع الرياضي؛ لذا من المهم أن تتغير ثقافة الجمهور في هذا الخصوص، وحين تتغير هذه الثقافة لن يضطر رؤساء الأندية لإقالة المدربين قبل أن يكتمل عملهم. وقد يكون من الأفضل الآن بالنسبة للنصر تجديد عقد المدرب «روي فيتوريا» لموسمين قادمين، إن أراد النصر أن يبقى منافسا وبطلا في السنوات القادمة.