محطة أخيرة

استبدال صافرة الإنذار التقليدية بـ «صوت الأم» لانقاذ الطفل من الحريق

«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

توصلت دراسة أمريكية حديثة سعت إلى تطوير إنذارات حريق أكثر فعالية مع الأطفال الصغار إلى أن تسجيل إنذار حريق يتضمن صوت الأم يكون إجراءا أكثر فعالية من إنذارات الحريق العادية بالنسبة للأطفال النائمين.

وقارنت الدراسة بين نتائج تجربتين على الأطفال المشاركين والذين بلغ عددهم 176 طفلا، قامت التجربة الأولى على تسجيل صوت الأم وتخصيصه كإنذار للحريق، والثانية تقوم على الاعتماد على إنذار حريق سكني تقليدي عالي التردد والذي يشيع استخدامه في كل أنظمة التحذير من الحرائق.

وكشفت نتائج التجربتين عن اختلاف واسع، حيث أيقظت إنذارات صوت الأمهات ما بين 86٪ -91٪ من الأطفال، ودفعت 84٪ -86٪ من الأطفال للهروب، مقارنة بـ 53٪ أوقظوا و 51٪ دفعوا للهروب بفعل إنذار الصافرة، بما يعني احتمالية أكبر بنسبة 2.9% إلى 3.4% للاستيقاظ بواسطة إنذار صوت الأم مقارنة بإنذار الصافرة.

وكانت الأزمنة المتوسطة للإيقاظ والهرب مختلفة بشكل ملحوظ عند مقارنة الإنذارات الصوتية الخاصة بالأم (2 ثانية و 18-27.5 ثانية) وإنذار الصافرة (156 ثانية و 282 ثانية)، وفق موقع “jpeds”، وهدفت الدراسة التي نشرت تحت عنوان “فاعلية استخدام اسم الطفل كإنذار صوتي للتحذير من الحريق بالنسبة للأطفال النائمين”، إلى اختبار فعالية صوت الإنذار الأمومي وتحديد ما إذا كان تخصيص رسالة إنذار صوت الأم مع اسم الطفل الأول يحسن من فعاليته أم لا.

وقام الباحثون بتنويع صوت الإنذار الأمومي على هيئة ثلاثة أشكال، الأول تنادي فيه الأم على الطفل باسمه فقط، والثاني تعطي فيه تعليمات مثل “استيقظ”، “اهرب”، والثالث جمع بين الاثنين، وكشفت نتائج الدراسة عن أن ادراج اسم الطفل في الإنذار لم يكن أمرا مهما ولم يكشف عن فعالية أكبر، حيث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بهذا الشأن.

وأجريت التجربة في ظروف مشابهة للظروف السكنية المعتادة التي يعيش في ظلها الأطفال ببيوتهم، حيث نام كل طفل في غرفة اختبارية تشبه غرفة نوم حقيقية، وتأكد القائمون على التجربة من أن الإنذار بدأ عندما كان الأطفال في مرحلة النوم نفسها كل مرة، وعرضت على الأطفال تعليمات عن كيفية الهروب من الغرفة قبل أن يذهبوا إلى الفراش، وهو الأمر الذي يرى الباحثون أنه ربما يكون قد أثر على النتائج وقد يكون غير مشابه لظروف العالم الحقيقي، حتى بين الأسر التي تتدرب على خطة الهروب من الحريق مع أطفالها.

والغرض من إجراء الدراسات العلمية هو محاولة تطوير أجهزة إنذار الحريق لتحمي الأطفال بشكل أكبر، حيث يرى الباحثون أن دراسات قليلة فقط هي التي قامت بالبحث في هذا الأمر، في حين أن الحاجة إلى تحسين أنظمة مكافحة الحريق فيما يخص الأطفال أصبحت أكثر إلحاحا طبقا لحقائق كثيرة في هذا الشأن، حيث تظهر الاحصائيات أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 12 عاما يكون معدل وفاتهم نتيجة للحرائق أعلى من معدل الوفيات بالنسبة للمراهقين والبالغين، وترى الدراسة أن هذه الفئة العمرية تستحق الانتباه لأنهم قادرون على إنقاذ أنفسهم من حريق سكني، ولكن من غير المحتمل أن يستيقظوا بشكل عادي.

وتشكل أجهزة الإنذارات السمعية للحريق عنصرا أساسيا في الاستراتيجية الأمريكية الوطنية لمنع الوفيات والإصابات بسبب الحرائق المنزلية، ولكي تكون هذه الأجهزة فعالة يجب أن تكون قادرة على إيقاظ الأفراد النائمين بعمق وتنبيههم إلى حالة الطوارئ، وعلى الرغم من إن أجهزة الإنذار السمعية ستوقظ معظم البالغين النائمين، إلا أن الأطفال تكون مقاومتهم للأصوات أكبر من البالغين، حيث ينبغي أن تكون كثافة التحفيز السمعي المطلوبة لاستثارتهم أكبر من تلك المطلوبة بالنسبة للبالغين، لذلك يكون الأطفال أقل عرضة للاستيقاظ أثناء الحريق الليلي.

وحسبما يقول الباحثون فإن هذه النتائج لها آثار هامة لتطوير إنذار حريق فعال وعملي للأطفال، والإنذار الأمومي الذي لا يحتاج إلى أن يكون مخصصا باسم الطفل يتميز بأنه يمكن استخدامه لعدة أطفال ينامون بالقرب من بعضهم البعض في المنزل.