دراسة: الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يزيد من الاكتئاب
الخميس / 28 / ذو الحجة / 1440 هـ الخميس 29 أغسطس 2019 12:20
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)
كثر الحديث منذ سنوات عن العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبين الاكتئاب والشعور بالوحدة، غير أنه لم يثبت وجود علاقة سببية.
ولكن لأول مرة، فإن أبحاث جامعة بنسلفانيا تربط بين استخدام Facebook وSnapchat وInstagram وبين الإحساس بالتعاسة، وفقا للموقع الرسمي للجامعة. وفسرت عالمة النفس بكلية الآداب والعلوم في جامعة بنسلفانيا، ميليسيا جي هانت، نتائج الدراسة بقولها «عندما لا تكون منشغلا بالانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي، فإنك ستقضي وقتا أطول في فعل الأشياء التي من المرجح أن تجعلك تشعر بتحسن حقيقي حيال حياتك».
وأضافت: «بما أن هذه وسائل التواصل الاجتماعي وجدت لتبقى، فيتعين علىنا كأفراد معرفة كيفية استخدامها بطريقة تحد من تأثيراتها الضارة، وبشكل عام أود أن أقول، ضع هاتفك جانبا وكن أكثر اندماجا مع الأشخاص الذين تعيش معهم».
وقام فريق البحث المكون من 3 طلبة جامعيين بجامعة بنسلفانيا، بتصميم الدراسة العلمية، بحيث تشمل المنصات الاجتماعية الثلاث الأكثر شعبية بين أوساط طلاب الجامعة، ثم جمعت بيانات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تتبع التطبيقات النشطة أي التي تستخدم فعليا على هواتف الـiPhone الخاصة بالمشاركين في الدراسة.
وتم اختيار المشاركين الذين بلغ عددهم 143 مشاركا، الغالبية من الإناث 108، و35 من الذكور، من بين طلبة قسم علم النفس بجامعة بنسلفانيا، وكانت الشروط الواجب توفرها في المشاركين هي امتلاك حسابات على Facebook وInstagram وSnapchat، واقتناء جهاز iPhone.
وفي بداية الدراسة ملأ المشاركون استبيانا لتحديد الحالة المزاجية والنفسية، إضافة إلى تقديم لقطات شاشة (screenshots) لهواتفهم المحمولة تظهر معدلات الاستخدام الأسبوعية لوسائل التواصل الاجتماعي، ثم تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتين، الأولى كان المشاركون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بنفس المعدل الذي اعتادوا عليه والذي تراوح بين 60 و75 دقيقة يوميا، والمجموعة الثانية التي تم تحديد وقت استخدام Facebook وSnapchat وInstagram فيها لمدة 10 دقائق لكل منصة في اليوم الواحد بمجمل 30 دقيقة لكل المنصات.
وعلى مدار 3 أسابيع تالية، شارك المستخدمون لقطات شاشة تبين السجلات الأسبوعية لاستخدام المنصات الاجتماعية الثلاث لكل فرد، وقام الباحثون بقياس بعض مؤشرات الحالة النفسية للمشاركين من خلال استبيانات تقيس القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة والدعم الاجتماعي والخوف من الفقد واحترام الذات وقبولها.
وحوت الدراسة استبيانا لقياس درجة القلق كانت الأسئلة فيه من قبيل «أشعر بالقلق» أم «أشعر بالهدوء»، واستبيان قياس الاكتئاب شمل 4 خيارات كانت كالتالي «أستمتع كثيرا بالأشياء التي اعتدت على فعلها والاستمتاع بها من قبل»، «لا أستمتع بالأشياء بقدر ما اعتدت على ذلك»، «أحصل على القليل من المتعة من الأشياء التي اعتدت على الاستمتاع بها»، «أصبحت لا أشعر بأي متعة من الأشياء التي اعتدت على الاستمتاع بها من قبل».
وكانت أسئلة استبيان قياس الدعم الاجتماعي على نمط «إذا كنت تريد أن تذهب في رحلة ليوم واحد إلى وسط المدينة، سيكون لدي صعوبة في العثور علي شخص يذهب معي»، و«عندما أشعر بالوحدة، هناك العديد من الأشخاص الذين يمكنني التحدث إليهم»، و«إذا قررت في أحد الأيام أنني أود أن أذهب إلى فيلم في المساء، يمكن أن أجد بسهولة شخص ما للذهاب معي».
بينما كانت أسئلة استبيان الخوف من الفقد مثل «أشعر بالقلق عندما لا أعرف ما ستؤول إليه علاقتي مع أصدقائي»، «أحيانا، أتساءل عما إذا كنت أبذل الكثير من المجهود لمواكبة ما يفعله الآخرون»، و«أخشى أن يكون لدى الآخرين علاقات اجتماعية أفضل مني».
وتبين من الاستبيانات النتيجة الجوهرية للدراسة التي أكدت أن «استخدام وسائل تواصل اجتماعي أقل من المعتاد يؤدي إلى انخفاض كبير في كل من الاكتئاب والوحدة، وتتضح هذه التأثيرات بشكل خاص على الناس الذين كانوا أكثر اكتئابا عندما دخلوا الدراسة».
وأكدت هانت أن النتائج لا تحث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما على وجوب التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تماما، فقد تجنبت الدراسة وضع أهداف غير واقعية، وإنما هي تدعو فقط إلى الحد من وقت استخدام هذه التطبيقات.
وقالت هانت «للوهلة الأولى قد تبدو حقيقة أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سيقلل من الشعور بالوحدة، مثيرة للسخرية، لكن التمعن في هذا الشأن أثبت منطقية النتائج، حيث يعقد قدر هائل من المقارنة الاجتماعية على هذه المنصات الاجتماعية، فعندما تنظر إلى حياة الآخرين، لاسيما على Instagram، من السهل أن تستنتج أن حياة كل شخص آخر أكثر روعة وأفضل من حياتك».
ونظرًا لأن هذه الدراسة العلمية تحديدا لم تتناول إلا Facebook وInstagram وSnapchat، فليس من الواضح ما إذا كان سينطبق الأمر نفسه على وسائل تواصل اجتماعي أخرى أم لا.