كتاب ومقالات

شروط عقد الزواج تُحد من ظاهرة الطلاق

بشرى فيصل السباعي

حسب دراسة لجامعة الملك عبدالعزيز فنسبة الطلاق بالسعودية: 60% «الشرق الأوسط، العدد/‏‏9961» رغم عسر الإجراءات وقسوة الوصمة الاجتماعية، والأسباب تتلخص بمبدأ واحد وهو؛ عدم معرفة الآخر، فالزواج التقليدي يتم على أساس كون للزوج دخل مالي والزوجة مقبولة شكليا واجتماعيا، ولهذا لا يجدي للتقليل من الطلاق كل التهويل حوله بمجلس الشورى ومقالات التجني الظالم والميسوجيني ضد النساء- الميسوجينية: كره واحتقار ومعاداة واستنقاص النساء- والثقافة الميسوجينية سبب رئيسي لتزايد الطلاق؛ فالذكر تمت قولبته على توقع أن يكون بمثابة السيد والزوجة بمثابة العبد والزوجية علاقة سيد بعبد، وبالطبع ما عادت هناك امرأة تحترم ذاتها تقبل بهذة الصيغة، ولهذا الحل الذي يمكنه خفض نسب الطلاق هو؛ نشر ثقافة الاشتراط بعقود الزواج، فبكتابة الطرفين لقائمة بالشروط التي يريدان تضمينها بالعقد سيتعرف كل طرف على ماهية عقلية ونفسية وشخصية الآخر ومدى توافقه واختلافه عنه، وزواج المتوافقين هو أهم ما يضمن استمرارية الزواج، وصدقت الأمثال الشعبية؛ «الذي أوله شرط آخره نور» «الذي أوله شرط آخره سلامة»، مع وجوب توعية النساء بالاشتراطات التي تضمن استمرارية الزواج فمثلا؛ حسب دراسة لجامعة الملك سعود وأخرى لجامعة الملك عبدالعزيز؛ 55% من الطلاق بالسعودية سببه تعدد الزوجات «صحيفة اليوم، العدد/‏‏11005»، وأضعافه من المعلقات، ولذا يمكن وضع شرط بعدم تعدد الزوجات، واشترطته صحابيات وأقر عليه كبار الصحابة والتابعين وأبرزهم؛ عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص، ومعاوية، وشريح، وعمر بن عبدالعزيز، وهو رأي أحمد بن حنبل والأوزاعي، واشتراط عدم ضربها وأولادها وعدم منعها من التعليم والعمل وزيارة أهلها، ومن حقها شرعا التنازل عن المهر ويستحسن؛ دفعا للمفهوم الخاطئ عنه كثمن لتملكها، وللوقاية من «المرمطة» بالمحاكم يمكن تضمين شروط تتعلق بالطلاق بعقد الزواج كاشتراط الزوجة أن يكون طلاقها بيدها تطلق نفسها متى شاءت «المذهب الحنفي»، ويجدر بيان أن هناك ثلاثة طرق للانفصال؛ الطلاق: وهو بيد الزوج، الخلع: وهو بيد الزوجة وترد المهر/‏‏العوض المالي، وفسخ العقد: ويقوم به القاضي رغما عن الزوج بناء على طلب الزوجة ولا يكون عليها رد المهر/‏‏عوض مالي، ويحق للمرأة طلب فسخ عقد الزواج إن خالف الزوج شروطها. وأمور أخرى مساعدة: إلزامية فحص الإدمان، مطالعة السجل الأمني للخاطب، مطالعة سبب الطلاق السابق، إنتاج سلسلة إرشاد زوجي نفسي وبيولوجي كبديل لكون مصدر ثقافة الكثيرين هو المواد الإباحية الميسوجينية والمشوهة، نشر ثقافة مراجعة الأطباء النفسيين المختصين بالعلاقات الزوجية وتوفيرها بشكل مجاني.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com