الصياد حكمي: وجدت صعوبة في البر بعد 60 عاما في البحر
روى لـ عكاظ مواجهته الموت بصراع القرش وغرق مركبه
السبت / 01 / محرم / 1441 هـ السبت 31 أغسطس 2019 02:01
خضر الخيرات (جازان) khdr09@
يرتبط علي حكمي مع البحر منذ 60 عاما، اكتشف خلالها أسراره وخفاياه، وتمرس على التعامل معه، ومعرفة سكونه وهيجانه، والأهوال التي عاشها بصراع سمك القرش وغرق مركبه، بدأت العلاقة بينهما منذ أن كان في العاشرة من عمره حين كان يرافق والده بصفته أكبر أشقائه إلى البحر ليساعده في الصيد، فتعلم مبكرا المهنة، وبعد أن أتقن أبجديات نزول البحر، تركه لكسب رزقه بمفرده.
وجد علي نفسه أمام البحر بعظمته فصنع قاربا صغيرا (هوري) من الخشب ومجاديف وبدأ الصيد، في وقت لم يكن الصيادون كثرا كما هو الحال حاليا، ومضت سنوات عدة يعمل بالهوري، ثم تطور الوضع وحصل على مولد (ماطور) بالوقود، وتعلم إعداد شباك الصيد بالأثقال، وواصل رحلات الصيد حتى تطور المركب لفلوكة من الفايبرغلاس وماطور أقوى وتنوعت رحلات الصيد إلى الجزر البعيدة.
وعن المكاسب يقول حكمي في فترة سابقة كانت مكاسب البحر وفيرة فلا شركات ولا كثرة صيادين، استطعت أن أختار شريكة الحياة والزواج وشراء الأرض وبناء البيت وربيت أولادي (3 بنات و5 أولاد) من دخل صيد الأسماك وبيعها، أدخلتهم للمدرسة ونالوا التعليم حتى حقق كل واحد رغبته في الحياة. واستدرك حكمي قائلا: لكن في السنوات الأخيرة ضاق البحر بمراكب شركات الصيد التي تسحب كل ما في البحر بشباكها حتى شباك الصيادين أمثالي، ثم ترمي الكثير منه لتأخذ ما تريد فقط. هذا الجشع الذي عم البحر حرمنا بركته وصيده الوفير مع هذا لم نتركه، فهو مصدر رزقنا الوحيد.
وعاش حكمي طيلة 6 عقود مواقف مرعبة في البحر أبرزها حين كان في رحلة صيد بالهوري يريد جزيرة رأس الطرفة فانلقب القارب رأسا على عقب وتلاعبت به الأمواج، ووجد صعوبة بالغة في إعادته إلى وضعه الطبيعي، وبعدها استلقى وسطه ورفع المجداف عاليا حتى جاء من أنقذه وكانت تلك العلامة البحرية المتعارف عليها قبل أن تأتي العلامات الضوئية، والإسعافات البحرية.
ولا ينسى حكمي حين صاد قرشا ضخما وعندما وضعه داخل القارب كان ما يزال يتحرك فانطلق نحو قدمه فتراجع للخلف هاربا فسقط في البحر وقد ضغطت يده على جهاز السرعة وانطلق القارب وظل يدور بسرعة حوله حتى كاد يقتله، وهرع بعض الصيادين وساعدوه على الخروج، مضيفا: «أستطيع أن أطلق على يوميات البحر ولياليه (صراع مع الموت) لكثرة مواقفها الصعبة وظلام لياليها ودعاء الله بالنجاة والرزق».
وخرج حكمي الذي بلغ 70 عاما، من البحر تدريجيا، بأن يقلص ساعات العمل في الصيد، وعاد لقضاء كثير من وقته في البر رغم صعوبة المهمة، كما أن ضعف البصر أجبره على مغادرة البحر نهائيا، ولم يعد يستطيع قيادة السيارة ذهابا للبحر هناك حيث ترك مركبه بجميع معداته التي لم يعد يبصرها.
وجد علي نفسه أمام البحر بعظمته فصنع قاربا صغيرا (هوري) من الخشب ومجاديف وبدأ الصيد، في وقت لم يكن الصيادون كثرا كما هو الحال حاليا، ومضت سنوات عدة يعمل بالهوري، ثم تطور الوضع وحصل على مولد (ماطور) بالوقود، وتعلم إعداد شباك الصيد بالأثقال، وواصل رحلات الصيد حتى تطور المركب لفلوكة من الفايبرغلاس وماطور أقوى وتنوعت رحلات الصيد إلى الجزر البعيدة.
وعن المكاسب يقول حكمي في فترة سابقة كانت مكاسب البحر وفيرة فلا شركات ولا كثرة صيادين، استطعت أن أختار شريكة الحياة والزواج وشراء الأرض وبناء البيت وربيت أولادي (3 بنات و5 أولاد) من دخل صيد الأسماك وبيعها، أدخلتهم للمدرسة ونالوا التعليم حتى حقق كل واحد رغبته في الحياة. واستدرك حكمي قائلا: لكن في السنوات الأخيرة ضاق البحر بمراكب شركات الصيد التي تسحب كل ما في البحر بشباكها حتى شباك الصيادين أمثالي، ثم ترمي الكثير منه لتأخذ ما تريد فقط. هذا الجشع الذي عم البحر حرمنا بركته وصيده الوفير مع هذا لم نتركه، فهو مصدر رزقنا الوحيد.
وعاش حكمي طيلة 6 عقود مواقف مرعبة في البحر أبرزها حين كان في رحلة صيد بالهوري يريد جزيرة رأس الطرفة فانلقب القارب رأسا على عقب وتلاعبت به الأمواج، ووجد صعوبة بالغة في إعادته إلى وضعه الطبيعي، وبعدها استلقى وسطه ورفع المجداف عاليا حتى جاء من أنقذه وكانت تلك العلامة البحرية المتعارف عليها قبل أن تأتي العلامات الضوئية، والإسعافات البحرية.
ولا ينسى حكمي حين صاد قرشا ضخما وعندما وضعه داخل القارب كان ما يزال يتحرك فانطلق نحو قدمه فتراجع للخلف هاربا فسقط في البحر وقد ضغطت يده على جهاز السرعة وانطلق القارب وظل يدور بسرعة حوله حتى كاد يقتله، وهرع بعض الصيادين وساعدوه على الخروج، مضيفا: «أستطيع أن أطلق على يوميات البحر ولياليه (صراع مع الموت) لكثرة مواقفها الصعبة وظلام لياليها ودعاء الله بالنجاة والرزق».
وخرج حكمي الذي بلغ 70 عاما، من البحر تدريجيا، بأن يقلص ساعات العمل في الصيد، وعاد لقضاء كثير من وقته في البر رغم صعوبة المهمة، كما أن ضعف البصر أجبره على مغادرة البحر نهائيا، ولم يعد يستطيع قيادة السيارة ذهابا للبحر هناك حيث ترك مركبه بجميع معداته التي لم يعد يبصرها.