أكسبوجر غايتس

بدر بن سعود

لعبت مقاطع البلوتوث دوراً محلياً مهماً في ضبط بعض التجاوزات الاجتماعية، وأقصد ما وضع منها على الانترنت وانتشر بين الناس، والممارسة نفسها بدأت برصد زلات وفضائح السياسيين والشخصيات العامة في أمريكا وأوروبا خصوصاً في مـــواسم الانتخابات، وهذا التوثيق المجتمعي عن طريق كاميرا الموبايل، غير في المعادلة الاعلامية، وعرض بالدليل بعض التجاوزات ومخالفاتها، وقدم خدمة كبيرة للصحافة، بالذات في حالة القضايا الملتبسة أو غير المؤكدة، والمسألة تدخل ضمن ما يعرف بـ"الإعلام الجديد" وتضم الى جانب البلوتوث، رسائل الموبايل النصية، ومعها المدونات الإلكترونية والايميل ومواقع الانترنت كـ"يوتيوب"، او ما اصطلح على تسميته في أمريكا بـ"اكسبوجرغايتس".
بالتالي فالصيغة الجديدة للإعلام، او بالإنجليزية "يوزر جانريتد كونتانت- يو.جي.سي" أثرت في دورة الخبر وأساليب الحصول عليه، وأمنت فضاءً مجانياً للنشر الالكتروني، وتركت مساحات ممتدة للتجريب الكتابي والاذاعي والتلفزيوني، وضاعفت التزامات ومسؤوليات الاعلام المؤسسي، والأهم انها خففت نسبياً من احتكار النخب وسيطرتها على قنوات الاعلام والنشر، وعززت فكرة المراقبة الشعبية والمنافسة بين الناس والصحافة، بل وأجبرت الاعلام على مراجعة اولوياته و تـأسيس مواقع إلكترونية، تستقبل تعليقات ووجهات نظر الجمهور، حتى لا يخسر زبائنه ومتابعيه اولاً، وللاستفادة منهم في تزويده بالأخبار والمواد الصحافية الصالحة للنشر في بعض الاحيان، ووفق تورين دوغلاس(2006) فان المواد التي وفرها الجمهور لشبكة "بي.بي.سي" بعد تفجيرات النقل العام في لندن سنة 2005، وصلت الى ما يقارب 22 الف ايميل ورسالة موبايل، وثلاثمائة مقطع وصورة مأخوذة بكاميرا الموبايل. وفي زيمبابوي تمثل المدونات ورسائل الموبايل المصدر الاخباري الوحيد، لمتابعة ما يجري فعلاً في هذا البلد، ومن بركات الاعلام الجديد في السعودية، انه قدم حلولاً ذكية للمتسولين، ومهد لثورة المعاريض الإلكترونية..!
من زاوية ثانية، التقنية خطيرة جداً، اذا وظفت بشكل متهور، ولو ان جون بافليك يرى في: الاعلام الجديد والصحافة(2001) أنها فتحت باباً واسعاً للحوار الديموقراطي والفاعل بين المجتمع والاعلام المؤسسي. وطبعاً هذه التصورات المتفائلة ليست صحيحة دائماً، لأن الفائض المعلوماتي الذي أصبح واقعاً يومياً بفضل الاعلام الجديد، قابل للاستثمار بصورة سيئة، و من ثم استمالة الناس الى مواقف منحازة واقناعهم بها، كما حدث ويحدث في المواقع المتطرفة، أو عندما تعرض المشاهد المصورة مجتزأة أو بعيدة عن سياقها الفعلي، والأمر إذن يتعارض مع أبسط المعايير الديموقراطية، التي يفترض أن الاعلام الجديد يمهد لها، لان القاعدة الديموقراطية بصيغتها الغربية، على الاقل نظرياً، لا تقبل بعملية الاختيار المسبق والفلترة، في المواد الاعلامية المقترحة على الناس، وتعطيهم كامل الحرية في اختيار اخبارهم، وعلى اساس التجارب المشتركة والتاريخ الواحد، او مثلما قال كاس سنستاين(2001)، ووجدت ربيكا ماكانين (2007) في دراسة اجرتها على الصحافيين في الصين وموقفهم من المدونات، انهم يعتبرون الإطلاع عليها مفيداً، ولكنهم لا يثقون بما ينشر فيها، ورأوا بأن مصداقية المدونة تحكمها سمعة المدون وتاريخه الإخباري. وقرأت رأياً مختلفاً يقول إنها تكرس للتفاهة وتقفز في الفراغ وتعمم للقناعات الشخصية، وان اصحابها لا يملكون أدوات النقد الموضوعي.
الرأي السابق لا يلغي فكرة أن الإعلام الجديد، زاد من مكاسب الإعلام حول العالم، بالذات في جانب اختيار موضوع المادة الصحافية ومصادرها، استناداً الى شعبيتها وحضورها السلبي او الإيجابي بين الناس في حواراتهم الإلكترونية، وتحديداً في المتابعات الإعلامية للأحداث والمناسبات الساخنة، ومن مواقع الاعلام الجديد الجيدة "غلوبل فويسز اون لاين" وهو موقع محسوب على وكالة رويترز، يجتهد لتشجيع صحافة الناس وتعويض النقص والتحيز في تغطيات الاعلام الجماهيري، والصحافي الغربي قد يلجأ الى المدونات لمعرفة آخر الاخبار، او لالتقاط أفكار صالحة للكتابة، أو قياس الرأي العام حول قضية معينة، وربما استخدم محركات البحث في المؤتمرات الصحافية، لرصد التناقض بين تصريحات المسؤولين السابقة والحالية، وطرح اسئلة محرجة عليهم، وللتذكير فالمشاركة بين الإعلام والمجتمع لم تخرج الصوت الرسمي من الصورة الا جزئياً.
* * *
- عبدالعزيز الحربي، يطلب براءة اختراع وحماية كاملة داخل وخارج السعودية، لجهاز موبايل ابتكره، ويقول بأن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تهتم بإصدار الشهادات المحلية ولا تسوق الابتكارات او تدعمها، كما هو الحال في دول الاتحاد الاوروبي وامريكا، ومني الى المدينة الموقرة...
- مرسلة كريمة تسأل عن "العباية الخليجية" ولا أدري هل تقصد العباية "المخصرة ام "غير المخصرة" وصاحبة الايميل المحت الى بعض الاجتهادات الدينية في الأماكن العامة، واستفسرت عن استثناء نساء دون غيرهم لاسباب اجتماعية، واعتقد بأن القضية عامة ومعقدة، ولست مختصاً في الشأن الديني حتى اتكلم بارتياح، وأنصحها بالعودة لما نشر في جريدة الحياة يوم 26 مارس 2008، فقد ذكرت الجريدة بأن الدبلوماسيين الأجانب لهم حصانة..
binsaudb@ yahoo.com