الشيخ العبيكان.. ودعاة الغلو والتشدد !
الأحد / 22 / ربيع الأول / 1429 هـ الاحد 30 مارس 2008 19:56
تركي العسيري
أثارت مشاركة الشيخ/ عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي بوزارة العدل، وعضو مجلس الشورى في أداء العرضة في احد الاحتفالات امتعاض بعض المتشددين من الذين يرون أن قيام عالم ديني وواعظ معروف بأداء العرضة أمر لا يجوز وفيه انتقاص من مكانة العلماء الشرعيين.. ورغم أن الشيخ «العبيكان» لم يصمت فقد ردّ بعقلانية على من سماهم بالمتشددين الذين «يريدون أن يقلبوا أفراحنا إلى مآتم وإلى أحزان» مشيراً إلى من يريد ادخال الوعظ والإرشاد في حفلات الزواج بأنهم يأتون بـ«بدعة». وقال إنه لم ينقل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أو أحد الأئمة أنهم حولوا مناسبات الزواج إلى وعظ.. مدللاً على جواز ما قام به بحديث ورد في صحيح البخاري عن بعض مهاجري الحبشة الذين كانوا يلعبون في فناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فدعا النبي زوجته «عائشة» لتشهد الأحباش ومكنها من النظر إليهم، وهو ما يعتبر إقراراً بجواز ذلك علماً بأن اللعب كان في المسجد. الشرق الأوسط عدد (10696).
ويبدو أن ظاهرة الإنكار في الأمور المباحة كالعرضة أو في المسائل الخلافية الأخرى تدل على تغلغل الفكر المتشدد والمنغلق في نسق تفكير هؤلاء القوم الذين يرون أن الأصل في الأشياء هو «التحريم» مع أن القاعدة المعروفة المجمع عليها أن الأصل هو «الإباحة» ما لم يكن إثما بواحاً بأدلة قطعية؛ ولذلك انساق الإرهابيون والتكفيريون إلى ولوج باب التحريم والتكفير والتفسيق في كل مناحي الحياة، معتمدين على أدلة شاذة يستمدونها من آراء فقهاء التشدد والغلو والانغلاق، والذين ما برحوا يضيقون كل واسع سواء عن طريق ادعاء «سد الذرائع» أو إخضاع النص الديني ليوافق أيديولوجياتهم المتطرفة.
لقد أحسن الشيخ «العبيكان» والذي يتعرض بين الفينة والأخرى لهجوم «فقهاء التشدد» عبر الإنترنت نتيجة فتاواه الوسطية التي تسهل على الناس حياتهم وعباداتهم. والحق أن الشيخ -حفظه الله- ليس وحيداً في هذا المضمار فهو من مدرسة التيسير والوسطية التي تظهر سماحة الإسلام ولينه ورفقه بالمسلم بعيداً عن الغلو والتشدد، ولعله امتداد لعلماء أجلاء نراهم «بقلة» في تاريخنا الإسلامي المعاصر كالشيخ علي الطنطاوي والدكتور/ يوسف القرضاوي والعلامة محمد الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ أحمد الكبيسي وغيرهم من علماء الأمة الإسلامية المعاصرين.
ومن المفرح حقاً أن جيلاً جديداً من الدعاة والمفكرين الإسلاميين قد اتجهوا صوب هذا الاتجاه الأصيل في فهم الإسلام الوسطي الحق كالدكتور/ سلمان العودة، والدكتور/ عائض القرني، وغيرهما وهو ما يدل على سعة أفق، ورسوخ علم، وإلمام بفقه الواقع المعاش.
الإسلام بداهة ضد الحزن ومع الفرح والتفاؤل والأمل والحياة السعيدة الهانئة، لا كما يريد أن يصوره بعض الناس بأنه دين الصرامة والتشدد، روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والأديرة رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم».
والأحاديث كثيرة في هذا المجال التي تظهر سماحة الإسلام ولينه، وقد فات على كثيرين ممن يلجون باب التحريم والتشدد أن في هذا تضييقا على الناس.. خاصة في أمور خلافية يعرفها طلاب العلم الشرعي.. ولا أظن أن بمقدور أحد مهما بلغ علمه أن يدعي أنه وحده الذي يملك الحقيقة المطلقة، والقول الفصل في كل ما يتعلق بحياة المسلم، لذا فإنني أرى بعلمي القليل، وفهمي القاصر أن التمادي في تحريم المسائل الخلافية والتي لم يرد فيها نص قرآني أو دليل قطعي بالتحريم.. فيه تضييق على الناس، وفيه مصادرة لآراء علماء ثقات افنوا حياتهم في استجلاء السنة المطهرة وتحقيقها وتمحيصها وتقديمها للناس.. ان الانغلاق والتعصب المذهبي وعدم الانفتاح على المذاهب الأخرى.. هو ما يجرنا إلى تضييق أبواب فيها سعة تضر بالإسلام أكثر مما تنفعه.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة، إذ ما خيّر بين أمرين إلا اختار أوسطهما.
أقول قولي هذا لا دفاعاً عن الشيخ العبيكان فهو أقدر مني على تفنيد ما عاب عليه بعض المغالين، وقد فعل وأحسن، ولكنني أردت أن أبين خطورة تغلغل هذا الفكر المتطرف الذي يريد أن يحول أفراحنا -على قلتها- إلى أحزان ومآتم.. بحيث لم نعد نعرف ما إذا كان قدر هذه الأمة «المسكينة» أن تعيش في بؤرة الليالي المدلهمة السواد؟.. وإلى الله المشتكى!
تلفاكس 076221413
ويبدو أن ظاهرة الإنكار في الأمور المباحة كالعرضة أو في المسائل الخلافية الأخرى تدل على تغلغل الفكر المتشدد والمنغلق في نسق تفكير هؤلاء القوم الذين يرون أن الأصل في الأشياء هو «التحريم» مع أن القاعدة المعروفة المجمع عليها أن الأصل هو «الإباحة» ما لم يكن إثما بواحاً بأدلة قطعية؛ ولذلك انساق الإرهابيون والتكفيريون إلى ولوج باب التحريم والتكفير والتفسيق في كل مناحي الحياة، معتمدين على أدلة شاذة يستمدونها من آراء فقهاء التشدد والغلو والانغلاق، والذين ما برحوا يضيقون كل واسع سواء عن طريق ادعاء «سد الذرائع» أو إخضاع النص الديني ليوافق أيديولوجياتهم المتطرفة.
لقد أحسن الشيخ «العبيكان» والذي يتعرض بين الفينة والأخرى لهجوم «فقهاء التشدد» عبر الإنترنت نتيجة فتاواه الوسطية التي تسهل على الناس حياتهم وعباداتهم. والحق أن الشيخ -حفظه الله- ليس وحيداً في هذا المضمار فهو من مدرسة التيسير والوسطية التي تظهر سماحة الإسلام ولينه ورفقه بالمسلم بعيداً عن الغلو والتشدد، ولعله امتداد لعلماء أجلاء نراهم «بقلة» في تاريخنا الإسلامي المعاصر كالشيخ علي الطنطاوي والدكتور/ يوسف القرضاوي والعلامة محمد الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ أحمد الكبيسي وغيرهم من علماء الأمة الإسلامية المعاصرين.
ومن المفرح حقاً أن جيلاً جديداً من الدعاة والمفكرين الإسلاميين قد اتجهوا صوب هذا الاتجاه الأصيل في فهم الإسلام الوسطي الحق كالدكتور/ سلمان العودة، والدكتور/ عائض القرني، وغيرهما وهو ما يدل على سعة أفق، ورسوخ علم، وإلمام بفقه الواقع المعاش.
الإسلام بداهة ضد الحزن ومع الفرح والتفاؤل والأمل والحياة السعيدة الهانئة، لا كما يريد أن يصوره بعض الناس بأنه دين الصرامة والتشدد، روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والأديرة رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم».
والأحاديث كثيرة في هذا المجال التي تظهر سماحة الإسلام ولينه، وقد فات على كثيرين ممن يلجون باب التحريم والتشدد أن في هذا تضييقا على الناس.. خاصة في أمور خلافية يعرفها طلاب العلم الشرعي.. ولا أظن أن بمقدور أحد مهما بلغ علمه أن يدعي أنه وحده الذي يملك الحقيقة المطلقة، والقول الفصل في كل ما يتعلق بحياة المسلم، لذا فإنني أرى بعلمي القليل، وفهمي القاصر أن التمادي في تحريم المسائل الخلافية والتي لم يرد فيها نص قرآني أو دليل قطعي بالتحريم.. فيه تضييق على الناس، وفيه مصادرة لآراء علماء ثقات افنوا حياتهم في استجلاء السنة المطهرة وتحقيقها وتمحيصها وتقديمها للناس.. ان الانغلاق والتعصب المذهبي وعدم الانفتاح على المذاهب الأخرى.. هو ما يجرنا إلى تضييق أبواب فيها سعة تضر بالإسلام أكثر مما تنفعه.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة، إذ ما خيّر بين أمرين إلا اختار أوسطهما.
أقول قولي هذا لا دفاعاً عن الشيخ العبيكان فهو أقدر مني على تفنيد ما عاب عليه بعض المغالين، وقد فعل وأحسن، ولكنني أردت أن أبين خطورة تغلغل هذا الفكر المتطرف الذي يريد أن يحول أفراحنا -على قلتها- إلى أحزان ومآتم.. بحيث لم نعد نعرف ما إذا كان قدر هذه الأمة «المسكينة» أن تعيش في بؤرة الليالي المدلهمة السواد؟.. وإلى الله المشتكى!
تلفاكس 076221413