لا هذا.. ولا ذاك

فريدة صالح شطا

لم ينته الخلاف بين الطرفين المختلفين حول وجوب غطاء وجه المرأة أو عدم وجوب ذلك، ورغم أن حدة الجدل لم تخفت لأن كلاً من الطرفين لا يزال يسوّق أسانيده وأدلته التي يعتمد عليها في رأيه..
لذلك ليس من حقنا أن نحكم على بطلان رأي أو اثبات آخر.. طالما أن القضية لا تتعدى حرية الاختيار الشخصي لأي من الطرفين.
إلا أن في بعض الأحيان يتمسك كل طرف برأيه ويتشدد فيه.. فيصل به إلى حد التطرف.. فمن جانب القائلين بوجوب غطاء الوجه.. نجد فئة تصر على فرض رأيها على الآخرين وتعمل على مخالفة ما يفرضه الواقع، مثال ذلك ما قام به أحد الأشخاص وأظن أنه (معقب) أي الشخص الذي يوكل لمراجعة الدوائر الحكومية وغيرها، إذ قام باختراع ما أطلق عليه (جراب العفة) وهو عبارة عن جراب من القماش توضع فيه بطاقات الأحوال الخاصة بالنساء اللاتي يراجع لهن معاملاتهن والغرض من ذلك اخفاء الصورة المثبتة بالهوية وإبراز البيانات فقط!! مما ذكرني بموقف صديقتي في كتابة العدل حين اخفيت صورتها بشريط لاصق! وفي الحالتين أجدني أتساءل، ما جدوى البطاقة بدون صورة؟، وإن كانت الصورة لا جدوى لها أو فائدة، فلماذا استخرجت البطاقة في الأصل؟ وما معنى تشديد وزارة الداخلية على وجوب حصول كل السيدات على البطاقة؟ أسئلة وتساؤلات كثيرة حول مواقف متطرفة من جهة الرافضين لكشف وجه المرأة.
وكما أن هذه الفئة تتطرف في رأيها حول غطاء الوجه فإن بعض القائلين بوجوب كشف الوجه يتطرف في فعله وقول، وجولة واحدة في الأسواق توضح ذلك.. فمثلاً بعض السيدات يضعن الخمار على رؤوسهن ويظهرن الوجه المزخرف والملون بجميع الألوان والأصباغ.. والبعض يكشفن الوجه والرأس معاً.. وهن في مختلف الأعمار.. شابات وفتيات في عمر الزهور نراهن يسرن جماعات في أوقات مختلفة من النهار أو الليل.
وأجدني أتساءل كيف يسمح الأهل لفتياتهم الخروج من المنزل دون غطاء الرأس وزينة الوجه الكاملة؟ وإن كان احتمال أن الفتاة لا تخرج أمام أهلها بهذا الشكل يبرز السؤال الأهم وهو كيف يسمح لها بالخروج في وقت متأخر والبقاء خارج المنزل، ثم يوجه اللوم كله للشباب، !ولست احاول ايجاد العذر للمعاكسين لكن!! واترك (لكن) هذه لكم.
فان لم نقبل التشدد غير المقبول فرفضنا للتسيب غير المشروط أشد.. لابد من رقابة واعية لتصون بناتنا وأبناءنا لنجنبهم مزالق الطريق.
أسأل الله الهداية لأبنائنا وبناتنا.. فهم عدة المستقبل الذين نعلق عليهم الآمال.