الرمز والرمزية
الجمعة / 07 / محرم / 1441 هـ الجمعة 06 سبتمبر 2019 01:18
أسامة يماني
تنازل الإمبراطور الياباني «أكيهيتو» في حفل مهيب عن العرش الياباني لولي العهد «اروهيتو» البالغ 59 عاماً، وهو الابن الأكبر للإمبراطور أكيهيتو. ويُعتبر الإمبراطور الياباني الرمز الذي يجتمع عليه الشعب الياباني.
والرمز له أهمية كبيرة في حياة الشعوب، وفي وحدة البلاد، وتماسك نسيجها الاجتماعي؛ فالرمز هو مجمل ما يُشكله ويمثله من أفكار وعواطف ومشاعر وقيم لأفراد المجتمع الذين يجتمعون عليه.
وهناك فرق كبير بين الكاريزما والرمز؛ فـ«الكاريزما» أو الجاذبية الشخصية تعني القدرة التي يمتلكها الشخص وتجعله قادراً على أن يُؤثر في الآخرين. وكلمة كاريزما مصطلح مُشتق من اللغة اليونانية ومعناها النعمة أو الهبة الإلهية التي تُمكن الشخص من جذب الآخرين.
غير أن الشخصية الكاريزمية ليس بالضرورة شخصية قيادية، وإن كانت تستطيع أن تجمع الجماهير حولها؛ فكل من «هتلر» و«ماو تسي تونج» و«جمال عبدالناصر» وغيرهم، استخدموا ما يملكونه من جاذبية جماهيرية للتعبئة للحرب وإثارة الكراهية.
وليس بالضرورة أن يكون القائد ذا شخصية كاريزماتية، بل إن الكثير من القادة لا يملكون الجاذبية الجماهيرية، ومع ذلك استطاعوا أن يصلوا ببلادهم إلى شط الأمان والازدهار والرخاء.
ومن المهم ملاحظة أن كثيراً من الشخصيات الكاريزماتية تكون مصابة بالنرجسية والشوفينية المتعصبة واللاعقلانية. وهي غير قادرة على الوفاء بالتعهدات أو تنفيذ الوعود وتحقيق الأحلام والأمنيات التي يتطلع إليها، نظراً لبعدها عن الواقع والحقيقة.
أما الرمز فهو القيادي أو الشخص القادر على توحيد البلاد والحفاظ على سلامة نسيجها الاجتماعي. وهو المُلهم بما يُشكله من أفكار وعواطف ومشاعر وقيم لأفراد المجتمع الذين يجتمعون عليه.
الرمز شخصية متميزة بما يتوفر لديه من قدرات وصفات وعقلانية وتوازن وتصالح مع الذات. الرمز هو الشخص الذي يجتمع عليه المجتمع، ويؤمنون بما يرمز إليه من وحدة وارتباط وتكامل وتنوع وتلون لمجتمع واحد متماسك، كما يُرمز للتاريخ المشترك.
لقد عاشت منطقتنا وعانت من قادة نرجسيين وشوفانيين يتمتعون بجاذبية للجماهير، ولكن كانت قيادتهم تروج للحروب والاختلاف مع الجيران ومشاعر الكراهية، ومزقت وأفسدت نسيج المجتمع الواحد، وانتهت بتدمير قدرات البلد.
إن نرجسية وشوفينية قادة إيران ستكون وبالاً ودماراً على الشعوب الإيرانية التي مزقتها التفرقة والعصبية والطائفية الإيرانية.
القيادة الحقيقية التي تكون لها رؤية يجتمع الناس حولها ويؤمنون بها، وتكون سبباً في إصلاح حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية. قيادة تأخذ البلاد للمستقبل وليس للماضي الذي خطه وكتبه المتحيزون وأدوات السلطة في ذلك الوقت.
وختاماً فإن إدارة «دارة الملك عبدالعزيز» مُطالبة بالقيام بواجبها الثقافي والإعلامي نحو توضيح رمز الوحدة الوطنية لهذا الوطن، وبيان أثره على كل إقليم ومنطقة، ورعايته لأهلها وثقافتها وتنوعها، مما ساهم في انصهارها في هذا الوطن الغالي.
لا يكفي الاهتمام بالمقتنيات والمستندات والكتب التاريخية، وإنما الأمر يتجاوز ذلك فنحن أمام رمز كبير جهبذ، يجعل إدارة الدارة أمام حمل عظيم وواجب كبير يتطلب منها عملاً دؤوباً، لكي تُظهر للجمهور الشاب مدى حضور ودور ورمزية هذا الرمز العظيم طيب الله ثراه، وبما تحمله وتفيض به هذه الرمزية من أفكار ومفاهيم تنويرية عظيمة وحدت البلاد وأخذتها للمستقبل.
* كاتب سعودي
@osamayamani
yamani.osama@gmail.com
والرمز له أهمية كبيرة في حياة الشعوب، وفي وحدة البلاد، وتماسك نسيجها الاجتماعي؛ فالرمز هو مجمل ما يُشكله ويمثله من أفكار وعواطف ومشاعر وقيم لأفراد المجتمع الذين يجتمعون عليه.
وهناك فرق كبير بين الكاريزما والرمز؛ فـ«الكاريزما» أو الجاذبية الشخصية تعني القدرة التي يمتلكها الشخص وتجعله قادراً على أن يُؤثر في الآخرين. وكلمة كاريزما مصطلح مُشتق من اللغة اليونانية ومعناها النعمة أو الهبة الإلهية التي تُمكن الشخص من جذب الآخرين.
غير أن الشخصية الكاريزمية ليس بالضرورة شخصية قيادية، وإن كانت تستطيع أن تجمع الجماهير حولها؛ فكل من «هتلر» و«ماو تسي تونج» و«جمال عبدالناصر» وغيرهم، استخدموا ما يملكونه من جاذبية جماهيرية للتعبئة للحرب وإثارة الكراهية.
وليس بالضرورة أن يكون القائد ذا شخصية كاريزماتية، بل إن الكثير من القادة لا يملكون الجاذبية الجماهيرية، ومع ذلك استطاعوا أن يصلوا ببلادهم إلى شط الأمان والازدهار والرخاء.
ومن المهم ملاحظة أن كثيراً من الشخصيات الكاريزماتية تكون مصابة بالنرجسية والشوفينية المتعصبة واللاعقلانية. وهي غير قادرة على الوفاء بالتعهدات أو تنفيذ الوعود وتحقيق الأحلام والأمنيات التي يتطلع إليها، نظراً لبعدها عن الواقع والحقيقة.
أما الرمز فهو القيادي أو الشخص القادر على توحيد البلاد والحفاظ على سلامة نسيجها الاجتماعي. وهو المُلهم بما يُشكله من أفكار وعواطف ومشاعر وقيم لأفراد المجتمع الذين يجتمعون عليه.
الرمز شخصية متميزة بما يتوفر لديه من قدرات وصفات وعقلانية وتوازن وتصالح مع الذات. الرمز هو الشخص الذي يجتمع عليه المجتمع، ويؤمنون بما يرمز إليه من وحدة وارتباط وتكامل وتنوع وتلون لمجتمع واحد متماسك، كما يُرمز للتاريخ المشترك.
لقد عاشت منطقتنا وعانت من قادة نرجسيين وشوفانيين يتمتعون بجاذبية للجماهير، ولكن كانت قيادتهم تروج للحروب والاختلاف مع الجيران ومشاعر الكراهية، ومزقت وأفسدت نسيج المجتمع الواحد، وانتهت بتدمير قدرات البلد.
إن نرجسية وشوفينية قادة إيران ستكون وبالاً ودماراً على الشعوب الإيرانية التي مزقتها التفرقة والعصبية والطائفية الإيرانية.
القيادة الحقيقية التي تكون لها رؤية يجتمع الناس حولها ويؤمنون بها، وتكون سبباً في إصلاح حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية. قيادة تأخذ البلاد للمستقبل وليس للماضي الذي خطه وكتبه المتحيزون وأدوات السلطة في ذلك الوقت.
وختاماً فإن إدارة «دارة الملك عبدالعزيز» مُطالبة بالقيام بواجبها الثقافي والإعلامي نحو توضيح رمز الوحدة الوطنية لهذا الوطن، وبيان أثره على كل إقليم ومنطقة، ورعايته لأهلها وثقافتها وتنوعها، مما ساهم في انصهارها في هذا الوطن الغالي.
لا يكفي الاهتمام بالمقتنيات والمستندات والكتب التاريخية، وإنما الأمر يتجاوز ذلك فنحن أمام رمز كبير جهبذ، يجعل إدارة الدارة أمام حمل عظيم وواجب كبير يتطلب منها عملاً دؤوباً، لكي تُظهر للجمهور الشاب مدى حضور ودور ورمزية هذا الرمز العظيم طيب الله ثراه، وبما تحمله وتفيض به هذه الرمزية من أفكار ومفاهيم تنويرية عظيمة وحدت البلاد وأخذتها للمستقبل.
* كاتب سعودي
@osamayamani
yamani.osama@gmail.com