استغاثة تلفزيون جدة
أشواك
الاثنين / 10 / محرم / 1441 هـ الاثنين 09 سبتمبر 2019 01:51
عبده خال
قبل يومين غرد الصديق عدنان صعيدي تغريدة استباقية لحماية إرثنا الإذاعي موجها تغريدته لمعالي وزير الإعلام قائلا:
- أرجوك وبشكل عاجل أنقذ مكتبة التسجيلات الإذاعية القديمة التي تقع تحت مبنى الوزارة القديم في جدة الذي يتم هدمه الآن..
وأقول يا خسارة، كيف يهدم مبنى يعد أثرا يستوجب المحافظة عليه، فبعد مرور البلد بفكر سعى جاهدا إلى إزالة أي إرث إنساني ووطني في البلاد وخاصة في مكة والمدينة المنورة، وكم تعالت الأصوات بالمحافظة على تلك الآثار المكانية فلم تفلح كل وسائل الاستثارة للإبقاء على مواقعنا الأثرية، وقد كتبت العديد من المقالات في هذا الجانب والذي أكدت فيها أن أولئك الذي طالبوا بإزالة الأثر الديني أو المكاني هم يحملون ذاكرة فناء ولهذا لا يعنيهم إبقاء أي نصب يخلد فترة تاريخية، فذاكرة الفناء تجب كل ما هو قائم لكي تلتحف بالنهاية..
وأحمد الله أن تلك الآراء المتشددة حيال كل الآثار تم حجبها أو تقليم تصرفاتها الرعناء، لهذا أرفع سؤالا استنكاريا في هذا الوقت الذي انجلت فيه أهمية المحافظة على كل إرث وطني قبل أن يكون دينيا، ولهذا أستنكر إزالة مبنى التلفزيون القديم، ولماذا يزال؟ إذ يمكن المحافظة عليه والعمل على صيانته كموقع، أما استغاثة الصديق الصعيدي على التسجيلات الإذاعية القديمة أكاد أجزم أنها استغاثة متأخرة.
سأذكر لكم واقعة تؤكد أن تسجيلات الإذاعة والتلفزيون قد تبخرت أو أهملت..
في فترة وزارة معالي الأستاذ إياد مدني أبديت له رغبتي الملحة في توثيق الإرث ذاكرة الوطن الفنية، من خلال برنامج تلفزيوني يذاع على القناة الرسمية، فوجدته معينا لهذه الفكرة، ووجهني إلى مدير مبنى الإذاعة والتلفزيون -آنذاك- الأستاذ خالد البيتي، لكي أبدأ تنفيذ البرنامج الذي أسميته (ذاكرة وطن)، وتم تسهيل الأداء بإخراج كاميرا واحدة وأسند الإخراج إلى الصديق الأستاذ صالح الأحمدي، وقمنا بتسجيل حلقات عدة مع شخصيات فنية وأدبية كان لها الأثر في حركية الجانبين، -أفتح قوس للأخ صالح الاحمدي (احرص على ما تم تسجيله)-.. في تلك الفترة طلبت فتح أرشيف الإذاعة والتلفزيون لكي أستند عليه أثناء بث حلقات الشخصيات التي سجلت معها، وكم كانت الصدمة بأن جلّ الأرشيف القديم للبلاد لم يكن متواجدا، وبعد الصدمة من فراغ مكتبة التلفزيون من أرشيفها، قيل إن ذلك الأرشيف تم نقله إلى تلفزيون الدمام لكي يستفيد منه مذيع برنامج (أبيض وأسود)، كما أتذكر ومع الركض لاستعادة تلك المواد الأرشيفية علمت أن ذلك الأرشيف لم يتم استعادته، ومع المتابعة قيل إن شركات تلفزيونية وطنية اشترته أو حُمل إليها بطريقة وأخرى..
في السابق تم إهمال جل ذلك الموروث والآن نحن على عتبات إزالة برج التلفزيون الذي ظل شاهقا لعقود .. فماذا يمكن القول سوى الصراخ بكلمة يا خسارة!
يقال إن الماضي أثر وفعل مؤثر على الحاضر.. فهل نخسر الاثنين سويا.
- أرجوك وبشكل عاجل أنقذ مكتبة التسجيلات الإذاعية القديمة التي تقع تحت مبنى الوزارة القديم في جدة الذي يتم هدمه الآن..
وأقول يا خسارة، كيف يهدم مبنى يعد أثرا يستوجب المحافظة عليه، فبعد مرور البلد بفكر سعى جاهدا إلى إزالة أي إرث إنساني ووطني في البلاد وخاصة في مكة والمدينة المنورة، وكم تعالت الأصوات بالمحافظة على تلك الآثار المكانية فلم تفلح كل وسائل الاستثارة للإبقاء على مواقعنا الأثرية، وقد كتبت العديد من المقالات في هذا الجانب والذي أكدت فيها أن أولئك الذي طالبوا بإزالة الأثر الديني أو المكاني هم يحملون ذاكرة فناء ولهذا لا يعنيهم إبقاء أي نصب يخلد فترة تاريخية، فذاكرة الفناء تجب كل ما هو قائم لكي تلتحف بالنهاية..
وأحمد الله أن تلك الآراء المتشددة حيال كل الآثار تم حجبها أو تقليم تصرفاتها الرعناء، لهذا أرفع سؤالا استنكاريا في هذا الوقت الذي انجلت فيه أهمية المحافظة على كل إرث وطني قبل أن يكون دينيا، ولهذا أستنكر إزالة مبنى التلفزيون القديم، ولماذا يزال؟ إذ يمكن المحافظة عليه والعمل على صيانته كموقع، أما استغاثة الصديق الصعيدي على التسجيلات الإذاعية القديمة أكاد أجزم أنها استغاثة متأخرة.
سأذكر لكم واقعة تؤكد أن تسجيلات الإذاعة والتلفزيون قد تبخرت أو أهملت..
في فترة وزارة معالي الأستاذ إياد مدني أبديت له رغبتي الملحة في توثيق الإرث ذاكرة الوطن الفنية، من خلال برنامج تلفزيوني يذاع على القناة الرسمية، فوجدته معينا لهذه الفكرة، ووجهني إلى مدير مبنى الإذاعة والتلفزيون -آنذاك- الأستاذ خالد البيتي، لكي أبدأ تنفيذ البرنامج الذي أسميته (ذاكرة وطن)، وتم تسهيل الأداء بإخراج كاميرا واحدة وأسند الإخراج إلى الصديق الأستاذ صالح الأحمدي، وقمنا بتسجيل حلقات عدة مع شخصيات فنية وأدبية كان لها الأثر في حركية الجانبين، -أفتح قوس للأخ صالح الاحمدي (احرص على ما تم تسجيله)-.. في تلك الفترة طلبت فتح أرشيف الإذاعة والتلفزيون لكي أستند عليه أثناء بث حلقات الشخصيات التي سجلت معها، وكم كانت الصدمة بأن جلّ الأرشيف القديم للبلاد لم يكن متواجدا، وبعد الصدمة من فراغ مكتبة التلفزيون من أرشيفها، قيل إن ذلك الأرشيف تم نقله إلى تلفزيون الدمام لكي يستفيد منه مذيع برنامج (أبيض وأسود)، كما أتذكر ومع الركض لاستعادة تلك المواد الأرشيفية علمت أن ذلك الأرشيف لم يتم استعادته، ومع المتابعة قيل إن شركات تلفزيونية وطنية اشترته أو حُمل إليها بطريقة وأخرى..
في السابق تم إهمال جل ذلك الموروث والآن نحن على عتبات إزالة برج التلفزيون الذي ظل شاهقا لعقود .. فماذا يمكن القول سوى الصراخ بكلمة يا خسارة!
يقال إن الماضي أثر وفعل مؤثر على الحاضر.. فهل نخسر الاثنين سويا.