كتاب ومقالات

حرب التسلح (1)

شرفات

مي خالد

‏بينما يبدو العالم في صراع متصاعد لركوب موجة التسلح النووي الثانية تاريخيا نسمع تصريحا طموحا من وزير الطاقة الجديد الأمير عبدالعزيز بن سلمان: ستملك السعودية مفاعلين نوويين، وستقوم بتخصيب اليورانيوم سلميا بغرض إنتاج الطاقة.

لو صدر هذا التصريح في غير هذا التوقيت لكنت قلت ما أغنانا عن مفاعل نووي جديد ينصب على وجه الأرض التي أثقلتها خطوات الإنسان السامة الملوثة.

لكن الناظر لحالة الدول من حولنا يدرك أن الأسلحة النووية في أيدي مجانين العالم، وأن من واجبنا التسلح مثلهم وأفضل، حتى نسبقهم بخطوة لو أصيبوا بنوبة «ساكو».

إن الأمور أصبحت تجري على طريقة إطلاق النار في الأعراس وكلنا ننتظر ذلك المراهق المبتهج الذي سيقتل العريس برصاصة طائشة!

حتى الدول التي تمتلك مشاريع طاقة نووية سلمية تفكر بجنون وكأن الجميع يسعى لاختصار مدة بقاء البشرية على الأرض.

أغرب المشاريع والاستخدامات السلمية للأسلحة النووية صدر عن الرئيس الأمريكي ترمب قبل فترة قصيرة، حيث اقترح إلقاء القنابل النووية في الأعاصير، مما يعني توجيه إشعاع لداخل العاصفة ثم تحمله وهي تتوجه بسرعة جنونية نحو الأرض! لكم أن تتخيلوا حجم الدمار الذي سيصيب كل شيء.

في كل حقبة تاريخية كان هناك اقتراحات لانفجارات نووية بسبب عدد من الأهداف غير الحربية، فطوال الحرب الباردة مثلا، اقترحوا استعمال الانفجار لذوبان القمم الجليدية القطبية بل ولتفجير القمر، كما اقترح الأمريكان للرد على صعود الروس للقمر!

وفي عام 1958 أطلقت هيئة الطاقة الذرية الأمريكية مشروع Plowshare لمتابعة التطبيق السلمي للانفجار النووي.

الاستخدامات المقترحة للانفجارات النووية: بناء الموانئ، والقنوات والسدود، والتكسير. تخفيضات السكك الحديدية، التخلص من مياه الصرف الصحي، وحتى توليد البخار للطاقة الحرارية الأرضية. أنتج برنامج Plowshare حوالى ثلاثين تجربة متفجرة، ولكن لم يؤدِ أي منها إلى تطبيقات مجدية.