أكذوبة الدمج في المدارس!
الأربعاء / 19 / محرم / 1441 هـ الأربعاء 18 سبتمبر 2019 02:16
هاني الظاهري
مصطلح «الدمج» الذي يردده كثيرون هذه الأيام لوصف عملية إسناد تدريس الطلاب الذكور في المرحلة الأولية للمعلمات مصطلح ملتبس وتضليلي ولا يعبر عن الواقع، بل إنه يرقى لوصفه بـ«الأكذوبة» التي انطلت على البسطاء وروجها المتضررون من القرار، فحقيقة الأمر أن الطلاب الذكور يدرسون في بيئة تعليمية مستقلة عن الطالبات والتغيير الوحيد الذي حدث هو استبدال المعلم بمعلمة لا أكثر.
هذه الحقيقة يتم الالتفاف عليها في خطاب المأزومين وأعداء التطوير وقبلهم ذوو الهوى الصحوي المستتر الذين يعانون من اضطراب شهير يمكن تسميته بفوبيا الاختلاط، وهذا الاضطراب تحديداً هو عمود الأساس في سيكلوجية حاملي الفكر الديني المتطرف، وهو ليس حصرا على المتطرفين الإسلامويين بل موجود لدى متطرفي اليهودية والمسيحية، ولست هنا بصدد مناقشة مصطلح الاختلاط وخلفية نشوئه، وإنما لمناقشة سلوك أعداء التغيير في تشويه كل جديد وإن كان بالكذب والتدليس عبر إنزال الأسماء على غير مسمياتها، وممارسة ما يمكن تسميته بالاحتيال اللغوي لتمرير رسائل نفسية تخدم أهدافهم.
التدليس أو «الاحتيال اللغوي لإيهام المستمع أو القارئ بمعنى غير حقيقي» لعبة المتطرفين عبر التاريخ، وللإمام ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- مصنف شهير عن التدليس والمدلسين بعنوان «طبقات المدلسين»، صنف فيه من يدلسون في نقل الحديث النبوي الشريف ضمن خمس طبقات، أي أن التدليس سلوك قديم قدم التاريخ الإسلامي نفسه، وهو سمة ملاصقة لذوي الهوى والأجندات والأهداف الخاصة، وإن كان هؤلاء دلسوا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ وضع متطرفي اليوم في هذا الجانب!
ما ينبغي أن ندركه جيداً هو أن قرار إسناد تعليم البنين في مرحلة الطفولة المبكرة للمعلمات ظل حبيس الأدراج لسنوات بسبب صرخات المدلسين وتوهمات الموسوسين، ثم جاء الوزير الشجاع حمد آل الشيخ وطبقه على أرض الواقع مواجهاً التحديات بسلاح المعرفة والدراسات لا هرطقات المهرطقين، ولذلك فمن الطبيعي أن تتم مهاجمته ويتم تشويه الحقيقة لإلغاء التطبيق أو تأجيله على الأقل، ومن واجب كل عاقل وحريص على تطوير العملية التربوية ومستقبل أبناء هذا الوطن أن لايسمح للخطاب المأزوم بأن يمر أمامه في مجلس أو «قروب» أو أي مكان دون توضيح حقيقة الأمر وكشف المدلسين.
شخصياً لا أحبذ الحكم على تجربة أي مسؤول قبل مرور وقت كافٍ على تسلمه مهامه وبدء ظهور نتائج عمله، لكنني موقن تماماً بأن وزارة التعليم بقيادة الدكتور حمد آل الشيخ اليوم تخطو باتجاه الطريق الصحيح، وسأدعم بقلمي كل القرارات التي تصب في مصلحة تطوير العملية التعليمية والتربوية، كما أنني لن أتردد عن انتقاد الخطأ إن حدث، فهذا الواجب الذي تحتمه عليّ مواطنتي ويحتمه عليّ حرصي على مستقبل أبنائي.
* كاتب سعودي
هذه الحقيقة يتم الالتفاف عليها في خطاب المأزومين وأعداء التطوير وقبلهم ذوو الهوى الصحوي المستتر الذين يعانون من اضطراب شهير يمكن تسميته بفوبيا الاختلاط، وهذا الاضطراب تحديداً هو عمود الأساس في سيكلوجية حاملي الفكر الديني المتطرف، وهو ليس حصرا على المتطرفين الإسلامويين بل موجود لدى متطرفي اليهودية والمسيحية، ولست هنا بصدد مناقشة مصطلح الاختلاط وخلفية نشوئه، وإنما لمناقشة سلوك أعداء التغيير في تشويه كل جديد وإن كان بالكذب والتدليس عبر إنزال الأسماء على غير مسمياتها، وممارسة ما يمكن تسميته بالاحتيال اللغوي لتمرير رسائل نفسية تخدم أهدافهم.
التدليس أو «الاحتيال اللغوي لإيهام المستمع أو القارئ بمعنى غير حقيقي» لعبة المتطرفين عبر التاريخ، وللإمام ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- مصنف شهير عن التدليس والمدلسين بعنوان «طبقات المدلسين»، صنف فيه من يدلسون في نقل الحديث النبوي الشريف ضمن خمس طبقات، أي أن التدليس سلوك قديم قدم التاريخ الإسلامي نفسه، وهو سمة ملاصقة لذوي الهوى والأجندات والأهداف الخاصة، وإن كان هؤلاء دلسوا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ وضع متطرفي اليوم في هذا الجانب!
ما ينبغي أن ندركه جيداً هو أن قرار إسناد تعليم البنين في مرحلة الطفولة المبكرة للمعلمات ظل حبيس الأدراج لسنوات بسبب صرخات المدلسين وتوهمات الموسوسين، ثم جاء الوزير الشجاع حمد آل الشيخ وطبقه على أرض الواقع مواجهاً التحديات بسلاح المعرفة والدراسات لا هرطقات المهرطقين، ولذلك فمن الطبيعي أن تتم مهاجمته ويتم تشويه الحقيقة لإلغاء التطبيق أو تأجيله على الأقل، ومن واجب كل عاقل وحريص على تطوير العملية التربوية ومستقبل أبناء هذا الوطن أن لايسمح للخطاب المأزوم بأن يمر أمامه في مجلس أو «قروب» أو أي مكان دون توضيح حقيقة الأمر وكشف المدلسين.
شخصياً لا أحبذ الحكم على تجربة أي مسؤول قبل مرور وقت كافٍ على تسلمه مهامه وبدء ظهور نتائج عمله، لكنني موقن تماماً بأن وزارة التعليم بقيادة الدكتور حمد آل الشيخ اليوم تخطو باتجاه الطريق الصحيح، وسأدعم بقلمي كل القرارات التي تصب في مصلحة تطوير العملية التعليمية والتربوية، كما أنني لن أتردد عن انتقاد الخطأ إن حدث، فهذا الواجب الذي تحتمه عليّ مواطنتي ويحتمه عليّ حرصي على مستقبل أبنائي.
* كاتب سعودي