أبعِد عن «الكاتب» وغني له!
محطات
الأربعاء / 19 / محرم / 1441 هـ الأربعاء 18 سبتمبر 2019 02:16
ريهام زامكه
ذات يوم، قال لي أحد الكُتاب المعروفين والأشهر من نار على علم، إن الكتابة أشبه بالولادة، فقد تكون طبيعية وسهلة، وقد تكون في بعض الأحيان أشبه بالولادة القيصرية الصعبة والمتعسرة.
وفي الحقيقة هو مُصيب وأنا (مُصيبة) أكثر في ما أقول، فأنا أشعر في هذه اللحظة وكأني دكتورة نساء وولادة داخل غرفة العمليات وبين يديها ولادة مُتعسرة لجنين عنيد يرفض الخروج إلى الحياة.
ولأن عقلي (ترللي) هذه الأيام قررت أن أكتب مقالاً مشابهاً لحالته، فبحثت عن أكثر الأشياء التي تواجه كل كاتب بعد نشره لأي مقال في أي مجال.
وسوف أركز على ما يواجهه الكُتاب (لهم الجنّة) من بعض صنوف البشر الذين يعلقون على مقالاتهم، فبعض القراء يريدون (كاتب تفصيل) حسب أهوائهم ومزاجاتهم وأفكارهم وإلا سيهاجمونه ويصبح في نظرهم من المغضوب عليهم.
وأشهر أنواع المُعلقين (الفيلسوف) وهو الشخص الذي يدعي معرفة كل شيء وفي الواقع (ما عنده ما عند جدتي)، فهو يبدأ في الفلسفة ويقوم بالتنظير (من جيبه) دون الاستناد على دراسات وأبحاث تخدم الموضوع المطروح.
والنوع الثاني هو الشخص (الكاره) الذي لا يهمه ماذا تقدم للمجتمع أو تكتب، ما يهمه فقط هو (شخصنة) المقال ليصب كامل غضبه وكرهه على الكاتب.
والنوع الثالث هو الشخص (المشكلجي) الذي يبدأ بالتعليق وكأنه سيدخل في عراك شديد قد يوصل (الدم للركب) مع الكاتب، وبعدها يستلم المُعلقين «فرداً فرداً» ويبدأ بالرد عليهم وشتمهم وغالباً ما يدور خلافه معهم حول مواضيع لا علاقة لها بالموضوع الأساسي.
والنوع الرابع هو الشخص (النُكتجي) المهضوم، الذي يكتفي بكتابة تعليق يجعلك تبتسم عند قراءته.
والنوع الخامس هو الشخص الذي يصدق أي شيء، ولا يعترف (بخيالات الكاتب) فيُلصق كل ما يكتبه به، ويعتبر كلامه حقيقياً دائماً، ولا يعترف بالأدب الساخر ويصوره دائماً على أنه حقيقة مطلقة.
والنوع السادس هو الشخص (المُسالم) الذي يكتفي بقراءة المقال دون أن يعلق أو يشتم من باب «أبعد عن الكاتب وغني له».
والنوع السابع هو الشخص (المُشكك) في كل شيء والذي يعتبر نفسه أذكى من غيره وأي موضوع بالنسبة له هو مركب وتمت فبركته من قبل الكاتب حتى يشتهر والسلام.
والنوع الثامن هو الشخص (المُتشبث برأيه) الذي لا يعترف بالرأي والرأي الآخر، ولا يهمه في الأساس صحة ما يقدم، والمهم لديه هو أن يهجم فوراً على الكاتب ويغلطه وينكر عليه رأيه تماماً.
والنوع التاسع هو الشخص (المحترم) الذي يبتعد تماماً عن شخص الكاتب ويناقشه في طرحه فقط دون الدخول في حياته وخصوصياته غيرالقابلة للنشر والتحاور.
حتى وإن تعارض معه ينتقده نقداً بناء ويواجه المعلومة بالمعلومة وليس بالأقاويل والشتائم.
أما النوع العاشر فهو نوع فريد (ما أنزل الله به من سلطان) فهذا الشخص لا يقرأ المقال ولا يعرف محتواه وهمه فقط أن يدخل على الكاتب ويلعن (سنسفيله) ويقذفه بأقذر الشتائم ليرضي عقدة النقص فيه.
وقبل أن أستقبل شتائمكم أو إطراءكم على هذا المقال كتب لي أحد القراء تعليقاً على مقال سابق، يبدو لي أنه لم يعجبه فقال لي:
«ما عليك شرهه يا ريهام ! فأنتِ خريجة مدرسة عبده خال»، لذا أرجو من الأستاذ عبده أن يبعث لي (اللوكيشن) حتى لا تفوتني الحصص.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
وفي الحقيقة هو مُصيب وأنا (مُصيبة) أكثر في ما أقول، فأنا أشعر في هذه اللحظة وكأني دكتورة نساء وولادة داخل غرفة العمليات وبين يديها ولادة مُتعسرة لجنين عنيد يرفض الخروج إلى الحياة.
ولأن عقلي (ترللي) هذه الأيام قررت أن أكتب مقالاً مشابهاً لحالته، فبحثت عن أكثر الأشياء التي تواجه كل كاتب بعد نشره لأي مقال في أي مجال.
وسوف أركز على ما يواجهه الكُتاب (لهم الجنّة) من بعض صنوف البشر الذين يعلقون على مقالاتهم، فبعض القراء يريدون (كاتب تفصيل) حسب أهوائهم ومزاجاتهم وأفكارهم وإلا سيهاجمونه ويصبح في نظرهم من المغضوب عليهم.
وأشهر أنواع المُعلقين (الفيلسوف) وهو الشخص الذي يدعي معرفة كل شيء وفي الواقع (ما عنده ما عند جدتي)، فهو يبدأ في الفلسفة ويقوم بالتنظير (من جيبه) دون الاستناد على دراسات وأبحاث تخدم الموضوع المطروح.
والنوع الثاني هو الشخص (الكاره) الذي لا يهمه ماذا تقدم للمجتمع أو تكتب، ما يهمه فقط هو (شخصنة) المقال ليصب كامل غضبه وكرهه على الكاتب.
والنوع الثالث هو الشخص (المشكلجي) الذي يبدأ بالتعليق وكأنه سيدخل في عراك شديد قد يوصل (الدم للركب) مع الكاتب، وبعدها يستلم المُعلقين «فرداً فرداً» ويبدأ بالرد عليهم وشتمهم وغالباً ما يدور خلافه معهم حول مواضيع لا علاقة لها بالموضوع الأساسي.
والنوع الرابع هو الشخص (النُكتجي) المهضوم، الذي يكتفي بكتابة تعليق يجعلك تبتسم عند قراءته.
والنوع الخامس هو الشخص الذي يصدق أي شيء، ولا يعترف (بخيالات الكاتب) فيُلصق كل ما يكتبه به، ويعتبر كلامه حقيقياً دائماً، ولا يعترف بالأدب الساخر ويصوره دائماً على أنه حقيقة مطلقة.
والنوع السادس هو الشخص (المُسالم) الذي يكتفي بقراءة المقال دون أن يعلق أو يشتم من باب «أبعد عن الكاتب وغني له».
والنوع السابع هو الشخص (المُشكك) في كل شيء والذي يعتبر نفسه أذكى من غيره وأي موضوع بالنسبة له هو مركب وتمت فبركته من قبل الكاتب حتى يشتهر والسلام.
والنوع الثامن هو الشخص (المُتشبث برأيه) الذي لا يعترف بالرأي والرأي الآخر، ولا يهمه في الأساس صحة ما يقدم، والمهم لديه هو أن يهجم فوراً على الكاتب ويغلطه وينكر عليه رأيه تماماً.
والنوع التاسع هو الشخص (المحترم) الذي يبتعد تماماً عن شخص الكاتب ويناقشه في طرحه فقط دون الدخول في حياته وخصوصياته غيرالقابلة للنشر والتحاور.
حتى وإن تعارض معه ينتقده نقداً بناء ويواجه المعلومة بالمعلومة وليس بالأقاويل والشتائم.
أما النوع العاشر فهو نوع فريد (ما أنزل الله به من سلطان) فهذا الشخص لا يقرأ المقال ولا يعرف محتواه وهمه فقط أن يدخل على الكاتب ويلعن (سنسفيله) ويقذفه بأقذر الشتائم ليرضي عقدة النقص فيه.
وقبل أن أستقبل شتائمكم أو إطراءكم على هذا المقال كتب لي أحد القراء تعليقاً على مقال سابق، يبدو لي أنه لم يعجبه فقال لي:
«ما عليك شرهه يا ريهام ! فأنتِ خريجة مدرسة عبده خال»، لذا أرجو من الأستاذ عبده أن يبعث لي (اللوكيشن) حتى لا تفوتني الحصص.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com