ثقافة وفن

مسرحيون يختلفون على الإعداد والاقتباس في النص المسرحي

الكعبي وإلى جواره مدير الجلسة آل مبارك.

علي فايع (أبها) alma3e@

تحولت الجلسة المسرحية في جمعية الثقافة والفنون في أبها عن الأساليب المتبعة في إعداد النصوص المسرحية العالمية إلى نقاش طويل لم ينته باتفاق بين عدد من المسرحيين في الجمعية ومقدّم الورقة النقدية الكاتب والمخرج المسرحي محمد الكعبي الذي قدّم ملخصاً لبحث «النص المسرحي العالمي بين قيم الإعداد والاقتباس والمعالجة الإخراجية» للدكتور عامر حامد محمد والمهندس الدكتور علي رضا حسين التي قدّم لها بتعريف القيم عند «كابلن» Chaplin الذي ينظر للقيمة على أنها غاية أو هدف اجتماعي يكون تحصيله مرغوباً فيه، والإعداد الذي يشير إلى تقديم قراءة جديدة للعمل الأصلي تحمل إسقاطات مباشرة على الحاضر بحيث تكون أكثر فعالية وتأثيراً على الجمهور، أما الاقتباس فيكون اقتباساً عن أصل، أو اقتباساً من أصل. وأضاف الكعبي أنّ الاقتباس لا يأخذ من الأصل سوى عنصر واحد أو أكثر ويصوغه صياغة فنية، وقد تكون موضوعية أيضا في شكل جديد ومختلف عن النص الأصلي، أما الاقتباس من فيأخذ إلى جانب ما يأخذ فقرة أو أكثر من أقوال أو أحداث أو أفعال في نطاق محدود.

وأكد الكعبي على أنّ هناك من يرى الإعداد/‏ الاقتباس إعادة صياغة للنص العالمي من حالة معينة سابقة إلى صياغة أخرى (إعداد) أو أخذ فكرة وتعديلها (اقتباس) والترحيل من ثقافة إلى ثقافة أخرى يراد من ورائها الظهور بصورة تجعله يعالج قضية أوعدة قضايا اجتماعية مع الحفاظ على مضمون الفكرة لتكون محلية الفكر والجو العام والعادات واللغة ومنسجمة ومرغوبة مع الواقع المعاش.

وأضاف أنّ المعالجة الإخراجية التي تعني إيجاد مبررات تطرح كبدائل (للنص المعد والمقتبس) ووضع الأفكار في مكانها الصحيح على صعيد الصورة (التمثيل، الفضاء، التقنيات المسرحية) لإعطاء هذه الأفكار شكلا مقبولا مطابقا لمضمون النص المعد أو المقتبس ضرورة للنص المسرحي.

وكانت الورقة النقدية قد خلصت إلى أنّ الإعداد والاقتباس يعملان على كسر توقع المتلقي للنص العالمي، وهذا ما يحقق الدهشة والمواءمة مع الواقع كما أنّ المعدّ والمقتبس يستغني عن مشاهد وشخصيات معروفة في الإعداد للتطابق مع القيم الثقافية أو الفكرية في المجتمع المحلي، إضافة إلى أنّ النص الأصلي عند الإعداد يفتقد وجوده كمرجع وحيد للإعداد وللعرض وإنما قد تدخل نصوص وحكايات وشخصيات أخرى كمرجعيات، كما أنّ الشخصية قد تأخذ مهمات غير التي أنيطت بها في النص وهو ما يشمل الإخراج أيضا، كما أنّ المخرج و(المعد /‏المقتبس) يتقاسمون التجربة النهائية لأنّ نص المعد أو المقتبس يسير بشكل مواز مع نص مخرج العرض، وهو نقطة التقاء وافتراق لكلا النصين (الإعداد والاقتباس) والإخراج.

وفي المداخلات التي أخذت من الجلسة النقدية الكثير من الوقت اختلف المسرحيون يحيى العلكمي وعبدالوهاب الأحمري وعلي الوادعي مع مدير الجلسة الدكتور محمد آل مبارك على التسليم بهذه التعريفات للإعداد والاقتباس وبأنها بحاجة إلى تحرير أكثر لهذين المصطلحين.