مجـــــاغة
الخميس / 27 / محرم / 1441 هـ الخميس 26 سبتمبر 2019 02:31
طارق فدعق
يرمز هذا العنوان إلى الدلع الزائد أو غير اللائق، في بعض الأحيان نجد أنه من السلوكيات المتوقعة من البزورة الصغار وبالذات آخر العنقود، أو العروسة الجديدة ذات المواصفات الجبارة من جمال، ومال، وعلم، وهكذا. ولكن «المجاغة» تفاجئنا عندما تكون في غير مكانها، تخيل دلع بعض كبار السن من الرجال مثلا.. أو ذلك الذي يصدر من بعض الموظفين، أو الطلاب. ولا تقتصر ممارساتها على عالم البشر فحسب، فالعديد من المخلوقات تمارسها بإتقان وبالذات القطط. وتصل إلى حد ثقل الدم عندما تمارسها «العراري» التي لا فائدة لها على هذا الكوكب. وسأعود إلى موضوع «العراري» أدناه.
وهناك ما هو أغرب من ذلك: سأبدأ من عالم الكيمياء حيث أنعم الله عز وجل علينا بمجموعة من العناصر ومنها 92 طبيعية و26 من صنع الإنسان بتوفيق الرحمن. والقاعدة الأساسية لتفاعل ذرات جميع هذه العناصر مع بعضها البعض هي الحصول على الإلكترونات، إما بالذوق من خلال المشاركة الودية كما هو الحال في اتحاد ذرات الكربون مع إخوتها، أو بالاحتيال كما هو الحال في تفاعلات عنصر «البروم» لو دخل إلى جسم الإنسان، ذراته تتخفى لتدمر، وبعض الذرات تلجأ إلى السرقة العنيفة كما هو الحال في تفاعلات عنصر «الفلور» وهو من بلطجية العناصر. ولكن هناك «قبيلة» مكتملة الحال وتسمى بالعناصر النبيلة، وبسبب اكتمال حالها بأن يصبح لديها ما يشبه «الهيامة».. يعني شوفة حال على جميع العناصر الأخرى فلا تتفاعل مع أي منها إلا في أقصى الظروف، وكأنها تمارس «المجاغة» في أقوى أدوارها، وتحديدا فتلك العناصر هي غازات «الهليوم»، ومعناها «الشمسية» لأنها أول ما اكتشفت كانت صادرة من الشمس.. و«النيون»، ومعناها الجديدة.. و«الأرجون»، ومعناها الصعبة.. و«الزينون» ومعناها الغريب، والرادون ومعناها المشع. وبصراحة كلها صعبة لأنها «شايفة حالها» على جميع العناصر الأخرى، وكلها تمارس «المجاغة» في أقوى أدوارها الكيميائية.
ومن الأمثلة الغريبة أيضا في إطار موضوعنا تأتينا من عالم السياسة. تتطلب القيادة السياسية الجدية والحزم، ولذا فأسماء الدلع تعكس جوانب غير مريحة. رئيس وزراء الكيان الصهيوني يطلق عليه اسم «بيبي». وبصراحة أجد صعوبة بالغة في تخيل أن يتقبل الصهاينة أن يكون قائدهم «بيبي» مهما كانت الأسباب. يعني تخيلوا أن يقال «هيا جاكم البيبي...» ما لها ثقل، ولا حتى لها وزن، فالقيادة لها جوانب متعلقة بالقدوة وتشمل الاسم، والشكل، والتصرفات الحكيمة. والسلوكيات الغريبة حيال إطلاق أسماء الدلع الغريبة منتشرة عند الكيان الصهيوني.. تخيلوا أن وزير الدفاع السابق «اسحق هيرزوج» كان اسمه «بوجي».. مثل بوجي السيارة.. يعني طائرات، ودبابات، ومدافع، وغواصات، وهيصة.. برئاسة واحد اسمه «بوجي»؟ صعبة... ورئيس الأركان السابق «رافيل ايتان» كان اسمه «رفول» على وزن فول طبعا. وأحد وزراء «الدولة» واسمه «العيزر ساندبرج» كان اسمه «همودي».. يعني بصراحة اسم الدلع «كيوت» ولا ينطبق على وزير أي دولة مهما كانت هزيلة. طبعا يبرر الإسرائيليون ذلك بأنهم يحبون رفع الكلفة وإزالة الرسميات في مجتمعهم، ولكن «بيبي».. و«رفول».. و«بوجي».. و«همودي».. كلها زائدة حبتين.. وفضلا انظر مثال العراري المذكور أعلاه.
أمنيـــــة:
أصبحت «المجاغة» من الممارسات التي تتمتع بقواعد وفنون واسعة الانتشار، وشكلها ستستمر في النمو في عالم البشر، والحيوان، والعديد من الأماكن الأخرى غير المتوقعة، ومنها عالم الكيمياء المذكور أعلاه. أتمنى أن يقينا الله شرورها، وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي
وهناك ما هو أغرب من ذلك: سأبدأ من عالم الكيمياء حيث أنعم الله عز وجل علينا بمجموعة من العناصر ومنها 92 طبيعية و26 من صنع الإنسان بتوفيق الرحمن. والقاعدة الأساسية لتفاعل ذرات جميع هذه العناصر مع بعضها البعض هي الحصول على الإلكترونات، إما بالذوق من خلال المشاركة الودية كما هو الحال في اتحاد ذرات الكربون مع إخوتها، أو بالاحتيال كما هو الحال في تفاعلات عنصر «البروم» لو دخل إلى جسم الإنسان، ذراته تتخفى لتدمر، وبعض الذرات تلجأ إلى السرقة العنيفة كما هو الحال في تفاعلات عنصر «الفلور» وهو من بلطجية العناصر. ولكن هناك «قبيلة» مكتملة الحال وتسمى بالعناصر النبيلة، وبسبب اكتمال حالها بأن يصبح لديها ما يشبه «الهيامة».. يعني شوفة حال على جميع العناصر الأخرى فلا تتفاعل مع أي منها إلا في أقصى الظروف، وكأنها تمارس «المجاغة» في أقوى أدوارها، وتحديدا فتلك العناصر هي غازات «الهليوم»، ومعناها «الشمسية» لأنها أول ما اكتشفت كانت صادرة من الشمس.. و«النيون»، ومعناها الجديدة.. و«الأرجون»، ومعناها الصعبة.. و«الزينون» ومعناها الغريب، والرادون ومعناها المشع. وبصراحة كلها صعبة لأنها «شايفة حالها» على جميع العناصر الأخرى، وكلها تمارس «المجاغة» في أقوى أدوارها الكيميائية.
ومن الأمثلة الغريبة أيضا في إطار موضوعنا تأتينا من عالم السياسة. تتطلب القيادة السياسية الجدية والحزم، ولذا فأسماء الدلع تعكس جوانب غير مريحة. رئيس وزراء الكيان الصهيوني يطلق عليه اسم «بيبي». وبصراحة أجد صعوبة بالغة في تخيل أن يتقبل الصهاينة أن يكون قائدهم «بيبي» مهما كانت الأسباب. يعني تخيلوا أن يقال «هيا جاكم البيبي...» ما لها ثقل، ولا حتى لها وزن، فالقيادة لها جوانب متعلقة بالقدوة وتشمل الاسم، والشكل، والتصرفات الحكيمة. والسلوكيات الغريبة حيال إطلاق أسماء الدلع الغريبة منتشرة عند الكيان الصهيوني.. تخيلوا أن وزير الدفاع السابق «اسحق هيرزوج» كان اسمه «بوجي».. مثل بوجي السيارة.. يعني طائرات، ودبابات، ومدافع، وغواصات، وهيصة.. برئاسة واحد اسمه «بوجي»؟ صعبة... ورئيس الأركان السابق «رافيل ايتان» كان اسمه «رفول» على وزن فول طبعا. وأحد وزراء «الدولة» واسمه «العيزر ساندبرج» كان اسمه «همودي».. يعني بصراحة اسم الدلع «كيوت» ولا ينطبق على وزير أي دولة مهما كانت هزيلة. طبعا يبرر الإسرائيليون ذلك بأنهم يحبون رفع الكلفة وإزالة الرسميات في مجتمعهم، ولكن «بيبي».. و«رفول».. و«بوجي».. و«همودي».. كلها زائدة حبتين.. وفضلا انظر مثال العراري المذكور أعلاه.
أمنيـــــة:
أصبحت «المجاغة» من الممارسات التي تتمتع بقواعد وفنون واسعة الانتشار، وشكلها ستستمر في النمو في عالم البشر، والحيوان، والعديد من الأماكن الأخرى غير المتوقعة، ومنها عالم الكيمياء المذكور أعلاه. أتمنى أن يقينا الله شرورها، وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي