جمعية الثقافة أقرب إلى النظام وأكثر قابلية للتفعيل
الأحد / 30 / محرم / 1441 هـ الاحد 29 سبتمبر 2019 01:13
أروى المهنا (الرياض) arwa_almohanna@
تقترب جمعية الثقافة والفنون من مؤسسات المجتمع الأهلي، بل تعد الأكثر قابلية لتفعيل نظام مؤسسات النفع العام كونها تضم الحرف التراثية والجمعيات الفنية المتخصصة، وترى أمين عام الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية الدكتورة نورة الصويان أن أهداف الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون بالمملكة ورعاية الأدباء والفنانين السعوديين والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي وتبني المواهب الشابة وإتاحة الفرص أمامها لإبراز تفوقها في ظل الإشراف والتوجيه، «من خلال هذه الأهداف ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن واقع الجمعيات كان ولايزال واقعاً مؤسفاً، لا ننكر أن في السنوات الثلاث الأخيرة ومع رؤية 2030 بدأنا نلاحظ تحركاً جاداً على المستوى الرسمي لتحسين واقع الجمعيات وتطويرها والارتقاء بها، ومن خلال متابعتي لكثير من المواقع، التي طرحت في الصحف المحلية من قبل المهتمين في المجال والمتخصصين تكررت عدد من الإشكالات التي كانت سبباً رئيسياً في الواقع المتردي الذي وصلت له جمعيات الثقافة والفنون، من أبرز الإشكالات ضعف ونقص الدعم المادي من الجهات المعنية، بنية تحتية متهالكة وغير ملائمة لطبيعة عمل ورسالة هذه الجمعيات، الشللية والانغلاق وضعف الانفتاح والتواصل في المجتمع، ضعف التركيز على بناء قدرات الكوادر، نمطية الفعاليات المقامة والتركيز على جانب واحد فقط من جوانب الثقافة وإغفال بقية الفنون طوال هذه السنوات».وحول تفعيل الجمعية كمؤسسات مجتمع مدني ترى الصويان أن جمعيات الثقافة والفنون تعتبر نواة لمؤسسات مجتمع مدني، ولكن غير مكتملة المعايير لاعتبارها مؤسسات مدنية بشكل كامل صحيح، إن لجمعيات الثقافة والفنون السبق مع جمعيات وطنية أخرى قليلة نحو تحقيق القيمة الحضارية المتمثلة في إيجاد مجتمع مدني، ولكن هذا الواقع لا ينفي أنها لم تصل بعد، وبرأيي أن أهم معيار لاعتبارها مؤسسة مجتمع مدني هو أن تكون عملية اختيار الكوادر العاملة بالجمعيات عن طريق الانتخاب وليس التعيين، إضافة للانفتاح الحقيقي على المجتمع من منطلق الإيمان ورسالة الجمعية في الارتقاء بالوعي المجتمعي باعتبار الفن أداة التربية ويهذب المشاعر، إذ الفنون تهذب الإنسان وتجعله أكثر رقياً وتحضراً، من هنا تبرز أهمية الفنون في إشباع الاحتياجات الوجدانية والروحية للأفراد، والفنون إفراز لثقافة المجتمع؛ ولذا ثقافة المجتمع هي انعكاس ونتاج لهذه الفنون، وللفنون دور في إعلاء قيمة الإحساس بالجمال وقيم الأخلاق والفضيلة، والعمل الجاد، وقيمة العلم وقيمة الدفاع عن الوطن، هذه القيم وغيرها تُمثل أساس نجاح وتطور أي مجتمع متحضر، وبناء على ما سبق برأيي أن أهداف ورسالة هذه الجمعيات لم تتحقق إلا بشكل جزئي ومحدود جدّاً، وإذا لم تكن الثقافة والفنون ضمن الخطط التنموية للمجتمع فلن يكون للثقافة والفنون دور تنموي ورئيسي في الارتقاء بالوعي المجتمعي، من خلال الفن تقاس حضارات الشعوب، وللفن دور في نشر قيم التسامح وقبول الآخر والتي بنظري من أهم القيم التي نحتاجها لإبعاد التطرف عند البعض، وتشجيع قبول الآخر المختلف، تحتاج الجمعيات للتنويع في برامجها وفعاليتها، والتركيز على الفن والموسيقى وتكثيف البرامج الثقافية الفنية، كما نحتاج للمراكز الثقافية المتكاملة لنشر الثقافة الفنية. فيما ترى عضو جمعية الثقافة والفنون الدكتورة خديجة الصبان أن الجمعية في الوقت الحالي تعتبر في قمة فعاليتها وأدائها المميز في كافة التوجهات «لدينا لجان عديدة في الجمعية منها لجنة السينما، المسرح، الفنون التشكيلية، التصوير الفني، المنتدى الثقافي، ثقافة الطفل، الفنون الشعبية، العلاقات العامة والإعلام، اللجنة الثقافية النسائية، تجتمع في اليوم الواحد فعاليتان، ومن ميزات الأنشطة أنها منوعة، وحساب الجمعية في تويتر أكبر شاهد على الفعاليات والنشاطات، كما أن جمعية الثقافة والفنون لها علاقات مع مختلف مؤسسات المجتمع، كما أن لديها شراكات مع جهات مختلفة، وبصفتي عضواً بجمعية الثقافة والفنون بفرعها بجدة أفتخر بشراكاتنا مع جامعة عفت وأمانة جدة وجامعة الملك عبدالعزيز، إضافة لشراكات قائمة مختلفة، كما أن الجمعية لها في كل مناسبة حضور، كما كانت حاضرة وممثلة بقسم الفنون التشكيلية من خلال معرض تشيكلي جمع اللوحة وحب الوطن في إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرمة، وكان لدينا أيضاً جدول فعاليات كامل باليوم الوطني قمنا بعمله وتنفيذه». وستظل القضية محاطة بشيء من الغموض حتى يصدر من وزارتي الثقافة والعمل والشؤون الاجتماعية اتفاقية تحدد شروط ومواصفات المؤسسات المتخصصة وتتضح ملامح عضوية كل مؤسسة وشروطها وضوابطها.