كتاب ومقالات

طلبات السيَّاح

أشواك

عبده خال

(أهلا بالعالم)، هذا الشعار يعد فاصلة تاريخية سوف يسجل ضمن الفواصل المتلاحقة في التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حدثت خلال فترة وجيزة.

ومن يقف على بعد سنوات قليلة لم يكن يتصور -حتى لو استغرق في حلمه سنوات- أن تحدث كل هذه القفزات الحضارية لأن نتصافح مع العالم في جميع أنشطة الحياة.

و(أهلا بالعالم) إشارة تحمل تصورا أن الوطن فارد يديه محتضن كل من قدم إلينا، وأن تفتح بلادنا أبوابها للسياح بمنح التأشيرات السياحية وتسهيلها لمن يرغب أو رغب بالاستمتاع بثرواتنا السياحية الجغرافية والأثرية. ومنذ التفات البلد إلى تعدد مصادر الدخل بعيدا عن النفط نجد تحركا على مستويات عدة في اكتشاف ثرواتنا المتعددة، ويرى بعض الاقتصاديين أن فتح أبواب السياحة سوف يسهم بنسبة 10% من إجمالي الناتج المحلي، وأن هذا سوف يؤدي إلى خلق مليون وظيفة.

وفي هذه الأجواء (الفرايحية) كانت بعض الأصوات تتساءل كيف يمكن قبول السياحة في مجتمع محافظ، بحجة أن القادمين يريدون انفتاحا كاملا يمارسون فيه طقوس حياتهم كما يفعلون في بقية المدن السياحية؟

وهو سؤال يحمل الخشية بعدم تطابق العادات مع القادمين للسياحة، وهؤلاء لم يتابعوا اشتراطات التواجد في الأماكن العامة من الحشمة، والتقيد بما لا يخدش الحياء أو يخترق محرما.

المسألة الأكثر أهمية ماذا تم إعداده من خدمات متقدمة لكل سائح أراد الوصول إلى تنوع أماكن السياحة في البلد؟

وأعتقد أن فتح الأبواب للسياحة يستوجب معها تعاون جميع الجهات في توفير الاحتياجات السياحية من فنادق ومواصلات ومطاعم ومتنزهات.. أمور كثيرة نحتاج إلى النهوض بها، فالسياحة ليست تأشيرة لكي يتجول السائح في مناطق لا توجد بها الحد الأدنى من الخدمات الواجب توفرها.. ولكي نكمل فرحتنا يجب الإعداد الجيد لاستقبال العالم.

* كاتب سعودي