كتاب ومقالات

قصة عن الفغم لن تروى!

أشواك

عبده خال

رحم الله اللواء عبدالعزيز الفغم..

أعرف تفاصيل وجهه كثيراً، تلك التفاصيل التي قدت من صرامة وبأس بسبب وظيفته الأمنية، إلا أن حادثاً حدث بيني وبينه رأيت معه ابتسامته العذبة، ولن أروي القصة التي حدثت بيني وبينه إذ كنت عازماً على روايتها (مكتوبة) في حياته..

مررت في حياتي بقصص كثيرة وكلها (تفطس) من الضحك، وأرويها للأصدقاء ومع تكاثرها رأى بعض الأصدقاء أن أسجل تلك الأحداث في كتاب يكون كل حدث مفصلاً، ولا تزال الرغبة حاضرة وكل الخشية أن بعض من وقع لي معهم مواقف مضحكة قد ماتوا، ويصبح كتابة القصة بها نوع من عدم التصديق إذ يمكن لأي قارئ أن يسأل: وما دليل صدق روايتك؟

والكتابة في هذه الأحداث القصصية لا تستهدف أي أمر سوى أنها ذكريات خاصة بي وفي بعض الجلسات يستفكه بها الأصدقاء، وكثير من تلك القصص قد نثرتها على مسامع الأصدقاء حتى غدت أحداثاً تروى ومع كل رواية يتم إضافة زوائد حكائية عن تلك القصص.

في رحلتي الأخيرة في مدينة جيزان جاء شيء من ذكر ما مر بي مع (قفشات) مع مسؤولين كبار وفي مناصب رفيعة، فرويت قصتي مع اللواء عبدالعزيز الفغم، ولم أكن أعلم أن هاوية النهاية كانت قد استدعته إلى مخيلتي لكي أروي قصتي معه في زمن الملك عبدالله رحمه الله.. وهي القصة الأساس، وفي مناسبات أخرى كنت أتبادل معه الابتسام ربما لأننا نتذكر تلك القصة التي حدثت بيننا.

في الأيام الماضية وعندما كان الناس يعزون في الراحل ذاكرين مآثر الرجل كانت جل الكلمات ترفع من قيمة الرجل كشخصية مهمة جداً كون تلك الشخصية حامية وظلاً للملك، وأعتقد أن تلك الكلمات المجلة للواء الفغم ما هي إلا إيمان بنظام الحكم وفي هذا استفتاء غير مقصود إلا أنه حدث بتلك الصورة.