كتاب ومقالات

ياهو يا أمم ليش مستعجلين؟

هيا كدا

اسعد

أسعد عبدالكريم الفريح

«ع الهدا مشية حبيبي ع الهدا».. أغنية لفيروز قيثارة الشرق بلا منازع، فهي تأتي بعد كوكب الشرق من حيث الطرب والتطريب ولكن لكل منهما خط خاص لا يشبهه من قريب أو بعيد أسلوب الآخر، تتفقان في الغناء للطرب للإبداع والإمتاع، فيهيم المستمع طرباً ولا يفيقه إلا انقطاع ذلك الصوت المخملي عن الشدو. وعندما تصف فيروز مشية الحبيب على لسان الكاتبين والملحنين المبدعين الأخوين رحباني «ع الهدا» يعني بشويش وعليها شوية دلع، لتعذب قلب المحب وتشويه على نار هادئة حتى يصبح للقاء طعم، فكلما تأخر الحبيب زادت نيران الشوق ضراماً واللهفة إلى اللقاء حرارة، هذه فيروز وما صوَّرته في أغنيتها، لكن الأمم المتحدة شكلهم متأثرين بهذه الأغنية لدرجة أن جعلوها منهج عمل، طبعاً معهم حق. أولاً العجلة من الشيطان وفي التأني السلامة وفي «العجلة» الندامة، طبعاً «العجلة» السرعة، لا تفكروا أنها إطار السيارة لأن كل حاجة في هذا العالم الظالم أصبحت «مع كوسة» حينط واحد ويتحلْوَن ويقول «لا مع طماطم» طيب حلوة منك.

الخطى الوئيدة الهينة اللينة للأمم المتحدة أمد الله في عمرها الطويل أصلاً والتي ما عندها ما عند جدتي ولا عند جدي طبعاً (ladys first) تتسم بالهوادة في كل شيء، فبعض القضايا لها سنين والملف لا يزال مفتوحاً شكلاً ومغلقاً عملاً. وبكل الأحوال متى قامت ممثلة في مناديبها بعمل يحسب لها فهي تذكرني بمسرحية عادل إمام «شاهد ما شافش حاجة»، وإن كانت -والكذب خيبة- الأمم المتحدة شافت بس طنشت. «مناديب يا قلبي العنا بالكوم وإيش ذنبي أنا»، و«أنا» هذه أقصد بها الضمير العالمي الذي يمثله كل إنسان بسيط وشريف، لأنه يبدو أن الكثير من الذين ليسوا بسطاء غير نظيفين. وأنا أشاهد الأخبار يوم 27 سبتمبر، قرأت خبراً عاجلاً، فمغصني بطني لأنه ما في أبداً أي خبر يسر. فرأيت أن مناديب الأمم المتحدة عادوا من المملكة بعد أن شاركوا في التحقيق في الهجمات على أرامكو وأنهم سيقدمون تقريرهم في ديسمبر.

يا للهول تقدم خطير يعني بس شهر فقط. والله شيء يجنن. وماله حتى لو أكثر لأنهم يمكن يقدموه في 30 ديسمبر يعني يصير بعد شهرين، بالأمانة شيء يحسب لهم، تقرير يخلص في شهرين والله عالم متقدم، طيب ليش مستعجلين؟ الركادة زينة يا أمم. نفرض لا قدر الله طحتوا في حفرة جاءت في طريقكم من واحد ما يخاف ربه سرقها من جدة في غفلة وزين بها أحد شوارع نيويورك، أو مطب اصطناعي صنعه مواطن على قد حاله عشان يحمي عياله من جنان السائقين المهبلين، ولكن بدل ما يمنع الحوادث شكله زاد الطينة بلة فما ضبَّطه زي الناس فلطشه أخونا الذي اعتدى على الحفرة البريئة ومن ثم أصبح المطب والحفرة معلماً من معالم نيويورك بحكم أنهم مساكين محرومين من كذا فعاليات وترفيه.

عموماً.. انتبهوا يا مندوبي الأمم «المختلفة» اربطوا الحزام العجلة من الشيطان على الهدا ولَّا الشفا، المهم بشويش إيش المشكلة لو ما عرفنا من المخطئ إلا بعد كم سنة؟ أهو مناديبك في سوريا واليمن وغيرهم لهم في شغلهم سنوات «والثعلب فات فات وبذيله سبع لفات» وأنا بكتب صديقي «فلان» صحح لي، وقال «خبرك عتيق اللفات زادت والمندوبين ما قصروا شغلتهم يلفوا ويدوروا». الحقيقة أنا مندهش من أداء الأمم المفركشة ومناديبها حاجة مع كل التقدير.. ترفع «الضغط».