إيران.. والبحث في دفاتر «الشيطنة»
نظرية الـ«Butterfly Effect»
الأحد / 07 / صفر / 1441 هـ الاحد 06 أكتوبر 2019 17:09
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
في الفيلم الأمريكي «نظرية أثر الفراشة» (butterfly effect) يسعى البطل للعودة بالزمن إلى الوراء لتغيير أحداث وأفعال تفيد في تحسين الواقع والمعطيات التي يعيشها.
قد يحاول القادة الإيرانيون ومنظومتهم المتصلة عبر بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت مشاهدة الفيلم لا بل محاولة تقليده. لكن ما يمكن تأكيده أن ذروة المأزق هو أن تحاول عيش فيلم تشاهده فكيف إن كان هذا الفيلم أمريكياً؟!.. لكن هل يفعلها الإيرانيون وأذرعتهم؟
إنها رحلة العودة إلى الوراء للبحث عن أبي بكر البغدادي و«داعش»، فالحاجة الإيرانية لداعش وزعيمها اليوم ضرورية لمواجهة ما يحصل في العراق من حراك شعبي وصل نسبياً إلى ما يشبه الثورة على إيران ومنظومتها في عاصمة الخلافة العباسية والتي قبضت عليها إيران منذ سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين عبر الأمريكيين.
النظام الإيراني لا يملك سوى الدفاتر القديمة والمجربة في التعامل مع هكذا حالة إنه العمل لشيطنة ما يحصل تمهيداً للقضاء عليه، إلا أنّ ما نفع مع سُنّة الشام والموصل كيف يمكنه أن ينجح مع الشيعة العرب في النجف وبغداد والبصرة والكثير من المدن العراقية؟ فليس في صفوف الشعب العراقي من يريد أن يسبي أحداً من الرموز التاريخية وليس بينهم من يريد القضاء على الشيعة حيث لا يمكن منطقياً ترويج فكرة أن شيعة العراق يريدون القضاء على شيعة العالم أي يريدون الانتحار...!
المواجهة الحاصلة في العراق هي بين المشروع الإيراني من جهة، وشيعة الحسين العربية من جهة أخرى والتي في لحظة انطلاقها التاريخية لم تكن مذهباً ولا طريقة وفقاً للمصطلح الصوفي بقدر ما كانت وفقاً للكتب التاريخية عند الشيعة ثورة على الظلم والذل والقهر. كانت انتصاراً لكرامة الإنسان وحقه بالعيش الكريم هي ثورة للدفاع عن الحق كما تقول هذه المراجعة القيمة.
في التحليل السياسي لقد تخلصت إيران من داعش قبل وقتها، هناك خطأ إستراتيجي قد ارتكب وفقاً لهذه المنظومة.
عندما أرادت إيران شيطنة حراك الشعب السوري والعراقي بأغلبيته السُنيّة سهلت تجمع الأشذاذ والعملاء والموتورين فصنعت الهروب الجماعي من سجن أبوغريب في العراق أيام نوري المالكي وشرعت أبواب السجون السورية في المزة وصيدنايا وغيرها. فخرج السجناء للقضاء على الأحرار في الساحات واستجلب الغرب والشيطان الأكبر كما يعرّف الإيرانيون الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على ما تمت صناعته، لقد صنع الإيرانيون حقل رماية لجيوش العالم ووضعوا دمية التصويب وسموها «داعش» وبدأ الجميع يرمي عليها فضاعت أحلام الشعوب في سورية والعراق بين قتلى بالآلاف ونازحين بالملايين.
أزمة المنظومة الإيرانية اليوم أن مصنع الشياطين قد توقف عن العمل أو بالأصح هو غير قادر على صناعة دمية وفقاً للطلب فإنتاج داعش شيعية لشيطنة الشيعة العرب في العراق متعذر لا بل شبه مستحيل فما هو الحل؟!..
في دفاتر هذه المنظومة أيضاً هناك خيار يقول بإنتاج حرب جديدة لتغطية أزمة ناتجة تماماً كما حصل في لبنان في ذروة ثورة الأرز عندما وقع العدوان الإسرائيلي بعد أسر الجنود الإسرائيليين من قبل حزب الله عام 2006.
في الخيار بين الأمرين يبدو أن هذه المنظومة وفي الانتظار سترفع شعاراً في سرها وهو «يا بغدادي أنقذنا».
قد يحاول القادة الإيرانيون ومنظومتهم المتصلة عبر بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت مشاهدة الفيلم لا بل محاولة تقليده. لكن ما يمكن تأكيده أن ذروة المأزق هو أن تحاول عيش فيلم تشاهده فكيف إن كان هذا الفيلم أمريكياً؟!.. لكن هل يفعلها الإيرانيون وأذرعتهم؟
إنها رحلة العودة إلى الوراء للبحث عن أبي بكر البغدادي و«داعش»، فالحاجة الإيرانية لداعش وزعيمها اليوم ضرورية لمواجهة ما يحصل في العراق من حراك شعبي وصل نسبياً إلى ما يشبه الثورة على إيران ومنظومتها في عاصمة الخلافة العباسية والتي قبضت عليها إيران منذ سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين عبر الأمريكيين.
النظام الإيراني لا يملك سوى الدفاتر القديمة والمجربة في التعامل مع هكذا حالة إنه العمل لشيطنة ما يحصل تمهيداً للقضاء عليه، إلا أنّ ما نفع مع سُنّة الشام والموصل كيف يمكنه أن ينجح مع الشيعة العرب في النجف وبغداد والبصرة والكثير من المدن العراقية؟ فليس في صفوف الشعب العراقي من يريد أن يسبي أحداً من الرموز التاريخية وليس بينهم من يريد القضاء على الشيعة حيث لا يمكن منطقياً ترويج فكرة أن شيعة العراق يريدون القضاء على شيعة العالم أي يريدون الانتحار...!
المواجهة الحاصلة في العراق هي بين المشروع الإيراني من جهة، وشيعة الحسين العربية من جهة أخرى والتي في لحظة انطلاقها التاريخية لم تكن مذهباً ولا طريقة وفقاً للمصطلح الصوفي بقدر ما كانت وفقاً للكتب التاريخية عند الشيعة ثورة على الظلم والذل والقهر. كانت انتصاراً لكرامة الإنسان وحقه بالعيش الكريم هي ثورة للدفاع عن الحق كما تقول هذه المراجعة القيمة.
في التحليل السياسي لقد تخلصت إيران من داعش قبل وقتها، هناك خطأ إستراتيجي قد ارتكب وفقاً لهذه المنظومة.
عندما أرادت إيران شيطنة حراك الشعب السوري والعراقي بأغلبيته السُنيّة سهلت تجمع الأشذاذ والعملاء والموتورين فصنعت الهروب الجماعي من سجن أبوغريب في العراق أيام نوري المالكي وشرعت أبواب السجون السورية في المزة وصيدنايا وغيرها. فخرج السجناء للقضاء على الأحرار في الساحات واستجلب الغرب والشيطان الأكبر كما يعرّف الإيرانيون الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على ما تمت صناعته، لقد صنع الإيرانيون حقل رماية لجيوش العالم ووضعوا دمية التصويب وسموها «داعش» وبدأ الجميع يرمي عليها فضاعت أحلام الشعوب في سورية والعراق بين قتلى بالآلاف ونازحين بالملايين.
أزمة المنظومة الإيرانية اليوم أن مصنع الشياطين قد توقف عن العمل أو بالأصح هو غير قادر على صناعة دمية وفقاً للطلب فإنتاج داعش شيعية لشيطنة الشيعة العرب في العراق متعذر لا بل شبه مستحيل فما هو الحل؟!..
في دفاتر هذه المنظومة أيضاً هناك خيار يقول بإنتاج حرب جديدة لتغطية أزمة ناتجة تماماً كما حصل في لبنان في ذروة ثورة الأرز عندما وقع العدوان الإسرائيلي بعد أسر الجنود الإسرائيليين من قبل حزب الله عام 2006.
في الخيار بين الأمرين يبدو أن هذه المنظومة وفي الانتظار سترفع شعاراً في سرها وهو «يا بغدادي أنقذنا».