كتاب ومقالات

أين من عيني صرح كنت به؟

أشواك

عبده خال

كنت مدعواً لحضور استضافة ملتقى جريدة «عكاظ» لمعالي وزير التعليم، إلا أن ظرفاً قاهراً منع تواجدي، وبالأمس قرأت ما جاء في اللقاء؛ ولذا سأعلّق على ما تم نشره.

في البدء حياتي كلها كانت في التعليم (طالباً ومدرساً)؛ ولهذا لدي رؤى ميدانية قبل أن تكون ثقافية، ولأن من يتواجد داخل المطبخ هو أكثر دراية بما يدور داخل العملية التعليمية أو خارجها.

وخلال سنوات العمر التي قضيتها (طالباً ومدرساً) أحمل انطباعاً سلبياً صادماً عندما أستحضر كل تلك السنوات، فالتعليم وفي كل فترة لديه مبادرة أو تطوير أو تطبيق أو تلبية للاحتياجات أو تقنية.. أو.. أو..، وللأسف الشديد لم أجد شيئاً يحقق رؤية القيادة وما تنتظره من التعليم لكي يكون هو رأس القاطرة، فالتجارب السابقة لم تستطع جعل التعليم هو القائد للمسيرة الحضارية، فالذي يحدث دائماً هو استدراك لما فات على التعليم إنجازه وجميع التعديلات تأتي من خارج العملية التعليمية ذاتها سواء في التعليم العام أو العالي، وتكون مخرجات التعليم بحاجة إلى التقويم والتعديل واستكمال النواقص التي يحملها خريج التعليم العام والجامعي.

هذه المقدمة هي خلاصة 40 عاماً من حياتي (طالباً ومدرساً)، ومنشغلاً بمتابعة ما يحدث في التعليم من خلال كتاباتي الصحفية.

وفي اللقاء المنشور بصحيفة «عكاظ» عما حدث في الملتقى وجدت أن الكلام هو الكلام، بمعنى أن الأهداف العظيمة التي تسعى الدولة لتحقيقها لا تزال تراوح، بينما الأماني التي يتمناها القائمون على المنظومة التعليمية بعيدة المنال أو أنها ستتحقق بعد عشرات المحاولات، وبمعنى آخر أن العجلة التعليمية تنجز ما كنا نتمناه قبل 10 سنوات متأخراً، ويتأخر ما نتمناه في الوقت الراهن لكي ينفذ بعد 10 سنوات قادمة.

التعليم لا يحتاج إلى تعليق المستقبل في خيط الأماني لكي نرتق كل رقعة في زمن آخر.

ولأن الأفكار المؤدلجة التي نخرت في التعليم كانت حاضرة بقوة في كل المحطات، ويبدو أن ما ارتبط في تجربتي التعليمية ما زال صائباً؛ لأن معالي وزير التعليم جاء بالتصريحات نفسها التي قالها من توزر وزارة التعليم.

وأختم مقالي بأمل رصدته من حديث معالي وزير التعليم وآمل أن يتحقق هذا الأمل قريباً من أجل الوطن وإنسانه.

* كاتب سعودي