بنسالم حميش وجائزة الشيخ زايد !
تفاصيل
الاثنين / 08 / صفر / 1441 هـ الاثنين 07 أكتوبر 2019 02:17
علي فايع
لم أجد ما يقنعني كقارئ بفوز كتاب «الذات بين الوجود والإيجاد» للروائي والوزير المغربي الأسبق «بنسالم حميش» بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الأدب عام 2019م، وهو لمن لم يقرأه كتاب في «السيرة الذاتية» كُتِب في مقدّمة عن السيرة الذاتية وخمسة فصول، ربطت بين الكاتب وعلاقته بالأدب والفكر واللغة والثقافة إضافة إلى سجالاته الأدبية والثقافية التي تمحورت حول أدونيس ويوسف زيدان!
الكتاب يعبّر عن آراء وقناعات يُخْتلف عليها ويُتّفق، ولعلّ من أبرز ما ورد في هذا الكتاب مما يختلف عليه شهادته بأنّ «عزمي بشارة» واحد من المثقفين النزهاء، والعرب أصحاب الثقافة الحيّة والواسعة!
كما أنّ هناك أموراً أخرى تلفت الانتباه حول عدم أحقيّة هذا الكتاب بالجائزة، إذ لا يوجد فيه ما يسترعي الانتباه أو يدعو للتساؤل، وإن بدت الكتابة فيه استعراضيّة كعادة الكثير من الكتاب والمفكرين العرب، ولا أعلم، هل ذهبت الجائزة لهذا الكتاب بالتحديد كما ذهبت جائزة الدورة الأولى لإبراهيم الكوني التي كتب عنها «معجب الزهراني» في كتابه «سيرة الوقت» باعتباره أحد المحكمين، وإن كان هناك فارق كبير بين استحقاق الكوني وما كتبه بنسالم حميش!
ولعله من المفيد في هذا الشأن أن نذكر ما أورده الزهراني في كتابه سابق الذكر، إذ يقول: من جميل الأخبار أنني حكّمت في الدورة الأولى لجائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكنت في باريس أستاذاً زائراً وحين أرسلوا لي ثلاثة كراتين مليئة بكتب في كلّ مجال هاتفتهم في الحال ناوياً الاعتذار عن المشاركة لعجزي عن قراءة كلّ هذا الخليط العجيب، ولأنني منشغل بكتابتي الخاصة جل الوقت، لكنني سريعاً ما تراجعت إذ بينوا لي أنّ المطلوب هو اختيار مرشح واحد للفوز وكتابة حيثيات الحكم ومبرراته فحسمت الأمر لصالح الروائي الليبي إبراهيم الكوني!
الكاتب والروائي والوزير المغربي الأسبق «بنسالم حميش» يصف شغفه بـ«سارتر» بأنه قد بلغ حداً جعله يتخذ نظارة تشبه نظارته مستديرة الشكل قبل أن يتحوّل إلى التراث العربي الإسلامي من بوابة إقباله على قراءة أدب التصوّف كما يقول، لكنّ المشكلة (كما بدت لي) ليست في هذا الإعجاب الذي تحوّل عنه فيما بعد بنسالم حميش إلى التراث العربي والإسلامي، ولكنّها تكمن في أنّ هذا التأثر بـ«سارتر» لم يكن في الشكل فقط، فقد أخذ عنه العديد من الأفكار والقناعات كما يقول، وربما استلّ بعض ما يكتبه سارتر دون شعور بأنه ينقل عن أستاذه كما رأيت، ويمكن للتعقيب الذي نسبه بنسالم حميش لنفسه في تعريف المثقف وأنه من يتدخل فيما لا يعنيه مع استيفاء شرط الخبرة والدراية! (الذات بين الوجود والإيجاد ص 55).
أن يكون دليلاً على هذا، إذ عرّف سارتر المثقف في كتابه «دفاع عن المثقفين» الصادر في طبعته العربية الأولى عام 1973م في ص 12 بما نصّه: والحال أنّه لا مرية في أنّ المثقف إنسان يتدخل ويدسّ أنفه فيما لا يعنيه، بل هذا أمر لا مرية فيه إلى درجة شاعت معها عندنا وذاعت لفظة «المثقف»!
alma3e@
الكتاب يعبّر عن آراء وقناعات يُخْتلف عليها ويُتّفق، ولعلّ من أبرز ما ورد في هذا الكتاب مما يختلف عليه شهادته بأنّ «عزمي بشارة» واحد من المثقفين النزهاء، والعرب أصحاب الثقافة الحيّة والواسعة!
كما أنّ هناك أموراً أخرى تلفت الانتباه حول عدم أحقيّة هذا الكتاب بالجائزة، إذ لا يوجد فيه ما يسترعي الانتباه أو يدعو للتساؤل، وإن بدت الكتابة فيه استعراضيّة كعادة الكثير من الكتاب والمفكرين العرب، ولا أعلم، هل ذهبت الجائزة لهذا الكتاب بالتحديد كما ذهبت جائزة الدورة الأولى لإبراهيم الكوني التي كتب عنها «معجب الزهراني» في كتابه «سيرة الوقت» باعتباره أحد المحكمين، وإن كان هناك فارق كبير بين استحقاق الكوني وما كتبه بنسالم حميش!
ولعله من المفيد في هذا الشأن أن نذكر ما أورده الزهراني في كتابه سابق الذكر، إذ يقول: من جميل الأخبار أنني حكّمت في الدورة الأولى لجائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكنت في باريس أستاذاً زائراً وحين أرسلوا لي ثلاثة كراتين مليئة بكتب في كلّ مجال هاتفتهم في الحال ناوياً الاعتذار عن المشاركة لعجزي عن قراءة كلّ هذا الخليط العجيب، ولأنني منشغل بكتابتي الخاصة جل الوقت، لكنني سريعاً ما تراجعت إذ بينوا لي أنّ المطلوب هو اختيار مرشح واحد للفوز وكتابة حيثيات الحكم ومبرراته فحسمت الأمر لصالح الروائي الليبي إبراهيم الكوني!
الكاتب والروائي والوزير المغربي الأسبق «بنسالم حميش» يصف شغفه بـ«سارتر» بأنه قد بلغ حداً جعله يتخذ نظارة تشبه نظارته مستديرة الشكل قبل أن يتحوّل إلى التراث العربي الإسلامي من بوابة إقباله على قراءة أدب التصوّف كما يقول، لكنّ المشكلة (كما بدت لي) ليست في هذا الإعجاب الذي تحوّل عنه فيما بعد بنسالم حميش إلى التراث العربي والإسلامي، ولكنّها تكمن في أنّ هذا التأثر بـ«سارتر» لم يكن في الشكل فقط، فقد أخذ عنه العديد من الأفكار والقناعات كما يقول، وربما استلّ بعض ما يكتبه سارتر دون شعور بأنه ينقل عن أستاذه كما رأيت، ويمكن للتعقيب الذي نسبه بنسالم حميش لنفسه في تعريف المثقف وأنه من يتدخل فيما لا يعنيه مع استيفاء شرط الخبرة والدراية! (الذات بين الوجود والإيجاد ص 55).
أن يكون دليلاً على هذا، إذ عرّف سارتر المثقف في كتابه «دفاع عن المثقفين» الصادر في طبعته العربية الأولى عام 1973م في ص 12 بما نصّه: والحال أنّه لا مرية في أنّ المثقف إنسان يتدخل ويدسّ أنفه فيما لا يعنيه، بل هذا أمر لا مرية فيه إلى درجة شاعت معها عندنا وذاعت لفظة «المثقف»!
alma3e@