أخبار

بن معمر: نسعى لتطويع وسائل التواصل لترسيخ التعايش ونبذ الكراهية

«عكاظ» (حائل)

انطلقت مساء اليوم (الاثنين) فعاليات لقاء «وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار»، بحضور عدد من الشباب السعودي والخليجي والعربي. واستُهل اللقاء بكلمة الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، شكر فيها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لافتاً إلى أن لقاء اليوم عن وسائل التواصل الاجتماعي التي تحوّل بعضها من منتدى فكري رائد وساحة للحوار الراقي، إلى ميدان لتصفية الحسابات ونشر الكراهية والتعصب وتوزيع الاتهامات ونشر الأكاذيب والإشاعات، فضلاً عن تحول بعض فضاءاتها إلى مساهمات سلبية، تُشكِّل عبئاً نفسياً يبعث على الخمول والإحباط وإثارة الكراهية، وساحة للاستقطاب والتجاذب والتنافر، ومجالاً غير مناسب للحوار المنشود. وأضاف بن معمر: «إننا نواجه تحدياً غير مسبوق في المحافظة على مكارم الأخلاق وحماية النفس البشرية من النفس الأمَّارة بالسوء، وتطويع وسائل التواصل الاجتماعي في ترسيخ العيش المشترك والتعارف كما أمرنا به المولى عزَّ وجلَّ، واحترام التنوع وقبول التعددية والمحافظة على أسس المواطنة المشتركة، ومكافحة التعصب والتطرف والكراهية وبناء مكارم الأخلاق في تعليمنا وإعلامنا وخطابنا الديني، وقد بادر مركز الحوار العالمي في فيينا ضمن مبادراته وتطبيقاته وبرامجه الحوارية المستدامة إلى إطلاق ورش عمل (وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار) عام 2015، لتدريب الشباب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة الحوار، بعدما تفشَّت ظواهر مؤسفة ناتجة عنها يوظفها المتطرفون لنشر ثقافة الإقصاء وخطاب الكراهية، اقتناعًا منَّا بأن هذا الإعلام الجديد قد يُسهم في تعزيز علاقات الفهم والانسجام والتعايش ونشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إذا ما استُعمِل بحكمة وعقلانية ورشادة لصياغة خطاب مضاد يدعو إلى التماسك الاجتماعي والتسامح». وقال في كلمته: «حرصنا من خلال هذه المبادرة الحوارية المبتكرة على إقامتها في عدة عواصم ومناطق في العالم العربي، لإتاحة الفرصة للاستماع إلى الآراء والمناقشة وتقديم خبرات المركز في مجال الحوار وتنمية مهارات الحوار والاتصال، فعقدنا ورش عمل تدريبية في كل من الأردن، ولبنان، ومصر، والعراق، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، ولبنان، والمغرب، حيث تم تدريب ما يزيد على 700 شاب وشابة على كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار، وتم تنفيذ العديد من المبادرات في هذه الدول». وتابع: «ها نحن في الرياض، بيت العرب الكبير، وخلال هذه الفترة في هذه الورشة، نمد أيدينا إلى شباب المملكة والخليج مباشرة لتوفير آليات الحوار عن طريق تلك الوسائل، ليتمكَّنوا من استخدامها بالطريقة الصحيحة لتعزيز الحوار وإرساء قيم المواطنة والتعايش السلمي، ارتكازاً إلى التعايش السلمي وكيفية التعامل مع الوسائل المُتاحة للوصول للآخر والتواصل معه ضمن إطار احترام الآخر، وبما يُعزز فكرة نبذ العنف خاصة المُرتكب منه باسم الدين». من جانبه، تحدث المدير التنفيذي لمشروع سلام للتواصل الحضاري الدكتور فهد بن سلطان السلطان، قائلاً: «نهدف من هذا اللقاء إلى إعداد مدربين مؤهلين ليحملوا رسائل التعايش والتسامح ونبذ خطاب الكراهية، كما يعلم الجميع أن وسائل التواصل الحديثة تتحول أحياناً إلى منابر تدعو للتفرقة والعنصرية والكراهية، وكل هذه الأمور تتنافى مع ديننا أولاً ثم عاداتنا وتقاليدنا». وتمثلت الجلسة الأولى للقاء في ندوة نقاشية عن مكافحة خطاب الكراھیة والعنف في مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثت في بدايتها الدكتورة ناھد باشطح عن ورقتها بشأن مكافحة خطاب الكراھیة والعنف، ثم قدَّمت أريج الجھني ورقتها عن تأثیر مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار خطاب الكراھیة من وجھة نظر أكاديمية، كما تحدث محمد بن عبدالله الحسن عن لغة الحوار ومواقع التواصل الاجتماعي. بعد ذلك، بدأت الجلسة الثانية بعدد من الأنشطة التفاعلية والفكرية القائمة على التعارف والتوقعات، قبل الانتقال إلى فعاليات الجلسة الثالثة بتوضیح مفاھیم والحوار بین أتباع الأديان وبیان أھمیتھما، وتسلیط الضوء على الممارسات الناجحة في الحوار ونماذجه.