نوبل للآداب تتوج 114 فائزاً بينهم 14 سيدة وعربي
تبناها «صانع موت» ورفضها روسي وفرنسي
الخميس / 11 / صفر / 1441 هـ الخميس 10 أكتوبر 2019 02:31
قراءة: علي الرباعي Okaz_Culture@
يترقب إعلاميون وأدباء ومراهنون إعلان الأكاديمية السويدية اليوم أسماء الفائزين بجائزة الآداب لدورتين متتاليتين 2018، و2019، بحكم أن جائزة الآداب حجبت العام الماضي بسبب اتهامات أخلاقية طالت زوج إحدى العضوات.
وبلغ عدد الفائزين بنوبل للآداب حتى عام 2017، 114 فائزاً بينهم 14 امرأة، وعربي واحد هو الروائي المصري نجيب محفوظ الذي توّج مسيرته الروائية بها عام 1988.
جائزة نوبل لا تعترف برفض الفائزين لها ففي عام 1958، أُجبر (بوريس باسترناك)، المولود في روسيا، على رفض الجائزة علانية تحت ضغط من حكومة الاتحاد السوفييتي. في عام 1964، رفض (جان بول سارتر) جائزة نوبل في الأدب، كما رفض استمرار جميع الألقاب الرسمية والجوائز في الماضي. ومع ذلك، لا تعترف لجنة نوبل بالرفض، وتضم (باسترناك، وسارتر) في قائمة الحائزين عليها.
ويتردد هذا العام اسم الشاعر والروائي الروماني (ميرتشا كارتاريسكو) والياباني (هاروكي موراكامي) والفرنسي (ميلان كونديرا).
وكان منح الجائزة (لبوب ديلان) العام 2016 أثار استهجان المحافظين. وفي العام 2017، عدّ البعض فوز الكاتب البريطاني من أصل ياباني (كازوو إيشيغورو)، نوعاً من التصحيح والتعويض.
يذكر أن العاهل السويدي الملك (كارل السادس عشر غوستاف) أكد أنه سيغير من شروط العضوية ما يسمح للأعضاء بالانسحاب من عضوية الأكاديمية رسمياً، في ظل إصرار بعض أعضاء الأكاديمية على استمرار الجائزة لحماية التقاليد السويدية، ومنذ بدأت الأكاديمية بمنح الجائزة، لم تمتنع عن منحها سوى مرة واحدة عام 1935، وبررت ذلك حينها إنها لم تجد مرشحاً جديراً بالفوز بها.
وتحتل فرنسا صدارة الدول في عدد الحاصلين على جائزة نوبل في الأدب بـ 17 فائزاً. تليها ألمانيا 15، وبريطانيا 13، وأمريكا 11، والسويد 8، وروسيا 6، وأيطاليا 6، وفاز من سويسرا وكندا واليابان 2 من كل دولة.
الحقيقة الصادمة
ربما لا يدرك البعض أسباب تبني نوبل للجائزة لتكشف الأكاديمية السويدية الحقيقة الصادمة، ففي عام 1888 توفي (لودفيج نوبل) الشقيق الأكبر لـ(ألفرد نوبل)، إلاّ أن الصحف خلطت بين الشقيقين، فنشرت إحدى الصحف الفرنسية على صفحتها الأولى خبراً بعنوان (مات تاجر الموت)، وكانت تلك طريقة الصحيفة للتنديد بألفرد نوبل لاختراعه الديناميت قبل 21 عاماً وما نتج عن نقله من ميدان الإنشاءات والمناجم إلى ساحات المعارك وما تسبب به من مقتل وإصابة عشرات الآلاف بعاهات دائمة. بينما عنونت صحيفة أخرى الخبر (وفاة الدكتور ألفرد نوبل الذي أصبح غنياً من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أي وقت مضى)، وقرأ نوبل خبر وفاته واحتفال الصحف برحيله، فأصيب بحزن عميق، عزاه البعض إلى اعتقاده بفائدة اختراعه وخدمة البشرية لا تدميرها وثقته بالجانب الإنساني لدى البشر أكثر من اللازم إذ عدّ استخدام الديناميت في ساحات الحروب مقدمة للسلام. ومما قال (إن العالم عندما يلاحظ مقدار القتل الذي يتسبب به استخدام الديناميت، وقدرته على إبادة جيش كامل في معركة واحدة، سينزع بكل تأكيد نحو السلام).
صانع الموت يعدّل وصيته لصالح الحياة
في 27 من نوفمبر 1895، طلب من أصدقائه في النادي السويدي - النرويجي بباريس الذي أصبح لاحقاً إثر انفصال النرويج عن السويد في عام 1905، يسمى النادي السويدي، أن يوقعوا على النسخة المعدلة الثالثة والأخيرة من وصيته.
وفيها خصص نحو 94% من ثرواته واستثماراته البالغة أكثر من 31 مليون كرونة لتأسيس 5 جوائز تمنح سنوياً دون تمييز في الجنس أو الجنسية للشخص الذي يقدم أكبر منفعة للبشرية في مجالات: الكيمياء، الفيزياء، الطب أو علم وظائف الأعضاء، والأدب. أما الجائزة الخامسة فتمنح للفرد أو الجماعة الذين قاموا بأكبر خدمة للسلام الدولي.
فيما قام بنك السويد المركزي عام 1968 بإنشاء جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية تخليداً لذكرى ألفريد نوبل. وتقوم الجائزة على تبرع تلقته مؤسسة نوبل من البنك المركزي بمناسبة مرور 300 عام على تأسيسه. وتمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم هذه الجائزة وفقاً للمبادئ المتبعة لاختيار الفائزين بالجوائز الأخرى.
الترشح وآلياته
يتم الترشح لجائزة نوبل من خلال تقديم ترشيحات مكتوبة، من قبل الأفراد والمؤسسات لغيرهم في كل اختصاص، فالترشيح الذاتي والمباشر للجائزة يعني إلغاء الترشيح بشكل تلقائي، وتبدأ عملية الفرز والاختيار مع بداية العام أي قبل 10 أشهر من منح الجائزة. وتعلن المؤسسات المانحة للجائزة بدء الترشيح عن طريق دعوتها لاقتراح 6 آلاف مُرشح، ألف مُرشح لكل فئة، ويتم اختيار ما بين 100 و250 من مرشحي كل فئة من فئات الجوائز الست، ويجب على أعضاء اللجان تقديم مقترحات مكتوبة تشرح بالتفصيل مدى جدارة المرشحين. كما أن الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل للآداب لا تقبل إلا الأعمال المطبوعة التي أجمع النقاد على تميُزها. ويتم اختيار الفائز تبعاً لأعماله الكاملة، وليس اعتماداً على عمل واحد.
يذكر أن الجائزة عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية ومبلغ مالي، يصل 9 ملايين كرونة سويدية نحو (مليون دولار أمريكي).
وبلغ عدد الفائزين بنوبل للآداب حتى عام 2017، 114 فائزاً بينهم 14 امرأة، وعربي واحد هو الروائي المصري نجيب محفوظ الذي توّج مسيرته الروائية بها عام 1988.
جائزة نوبل لا تعترف برفض الفائزين لها ففي عام 1958، أُجبر (بوريس باسترناك)، المولود في روسيا، على رفض الجائزة علانية تحت ضغط من حكومة الاتحاد السوفييتي. في عام 1964، رفض (جان بول سارتر) جائزة نوبل في الأدب، كما رفض استمرار جميع الألقاب الرسمية والجوائز في الماضي. ومع ذلك، لا تعترف لجنة نوبل بالرفض، وتضم (باسترناك، وسارتر) في قائمة الحائزين عليها.
ويتردد هذا العام اسم الشاعر والروائي الروماني (ميرتشا كارتاريسكو) والياباني (هاروكي موراكامي) والفرنسي (ميلان كونديرا).
وكان منح الجائزة (لبوب ديلان) العام 2016 أثار استهجان المحافظين. وفي العام 2017، عدّ البعض فوز الكاتب البريطاني من أصل ياباني (كازوو إيشيغورو)، نوعاً من التصحيح والتعويض.
يذكر أن العاهل السويدي الملك (كارل السادس عشر غوستاف) أكد أنه سيغير من شروط العضوية ما يسمح للأعضاء بالانسحاب من عضوية الأكاديمية رسمياً، في ظل إصرار بعض أعضاء الأكاديمية على استمرار الجائزة لحماية التقاليد السويدية، ومنذ بدأت الأكاديمية بمنح الجائزة، لم تمتنع عن منحها سوى مرة واحدة عام 1935، وبررت ذلك حينها إنها لم تجد مرشحاً جديراً بالفوز بها.
وتحتل فرنسا صدارة الدول في عدد الحاصلين على جائزة نوبل في الأدب بـ 17 فائزاً. تليها ألمانيا 15، وبريطانيا 13، وأمريكا 11، والسويد 8، وروسيا 6، وأيطاليا 6، وفاز من سويسرا وكندا واليابان 2 من كل دولة.
الحقيقة الصادمة
ربما لا يدرك البعض أسباب تبني نوبل للجائزة لتكشف الأكاديمية السويدية الحقيقة الصادمة، ففي عام 1888 توفي (لودفيج نوبل) الشقيق الأكبر لـ(ألفرد نوبل)، إلاّ أن الصحف خلطت بين الشقيقين، فنشرت إحدى الصحف الفرنسية على صفحتها الأولى خبراً بعنوان (مات تاجر الموت)، وكانت تلك طريقة الصحيفة للتنديد بألفرد نوبل لاختراعه الديناميت قبل 21 عاماً وما نتج عن نقله من ميدان الإنشاءات والمناجم إلى ساحات المعارك وما تسبب به من مقتل وإصابة عشرات الآلاف بعاهات دائمة. بينما عنونت صحيفة أخرى الخبر (وفاة الدكتور ألفرد نوبل الذي أصبح غنياً من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أي وقت مضى)، وقرأ نوبل خبر وفاته واحتفال الصحف برحيله، فأصيب بحزن عميق، عزاه البعض إلى اعتقاده بفائدة اختراعه وخدمة البشرية لا تدميرها وثقته بالجانب الإنساني لدى البشر أكثر من اللازم إذ عدّ استخدام الديناميت في ساحات الحروب مقدمة للسلام. ومما قال (إن العالم عندما يلاحظ مقدار القتل الذي يتسبب به استخدام الديناميت، وقدرته على إبادة جيش كامل في معركة واحدة، سينزع بكل تأكيد نحو السلام).
صانع الموت يعدّل وصيته لصالح الحياة
في 27 من نوفمبر 1895، طلب من أصدقائه في النادي السويدي - النرويجي بباريس الذي أصبح لاحقاً إثر انفصال النرويج عن السويد في عام 1905، يسمى النادي السويدي، أن يوقعوا على النسخة المعدلة الثالثة والأخيرة من وصيته.
وفيها خصص نحو 94% من ثرواته واستثماراته البالغة أكثر من 31 مليون كرونة لتأسيس 5 جوائز تمنح سنوياً دون تمييز في الجنس أو الجنسية للشخص الذي يقدم أكبر منفعة للبشرية في مجالات: الكيمياء، الفيزياء، الطب أو علم وظائف الأعضاء، والأدب. أما الجائزة الخامسة فتمنح للفرد أو الجماعة الذين قاموا بأكبر خدمة للسلام الدولي.
فيما قام بنك السويد المركزي عام 1968 بإنشاء جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية تخليداً لذكرى ألفريد نوبل. وتقوم الجائزة على تبرع تلقته مؤسسة نوبل من البنك المركزي بمناسبة مرور 300 عام على تأسيسه. وتمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم هذه الجائزة وفقاً للمبادئ المتبعة لاختيار الفائزين بالجوائز الأخرى.
الترشح وآلياته
يتم الترشح لجائزة نوبل من خلال تقديم ترشيحات مكتوبة، من قبل الأفراد والمؤسسات لغيرهم في كل اختصاص، فالترشيح الذاتي والمباشر للجائزة يعني إلغاء الترشيح بشكل تلقائي، وتبدأ عملية الفرز والاختيار مع بداية العام أي قبل 10 أشهر من منح الجائزة. وتعلن المؤسسات المانحة للجائزة بدء الترشيح عن طريق دعوتها لاقتراح 6 آلاف مُرشح، ألف مُرشح لكل فئة، ويتم اختيار ما بين 100 و250 من مرشحي كل فئة من فئات الجوائز الست، ويجب على أعضاء اللجان تقديم مقترحات مكتوبة تشرح بالتفصيل مدى جدارة المرشحين. كما أن الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل للآداب لا تقبل إلا الأعمال المطبوعة التي أجمع النقاد على تميُزها. ويتم اختيار الفائز تبعاً لأعماله الكاملة، وليس اعتماداً على عمل واحد.
يذكر أن الجائزة عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية ومبلغ مالي، يصل 9 ملايين كرونة سويدية نحو (مليون دولار أمريكي).