زيادة الأجانب.. نعمة أم نقمة على لاعبينا ومنتخبنا؟
تحقيق استقصائي لـ «عكاظ» يكشف متوسط ظهور المحليين مع أنديتهم %60 منذ رفع عدد الأجانب.. ومتوسط مشاركتهم %50
الثلاثاء / 16 / صفر / 1441 هـ الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 18:30
تحقيق: نعيم تميم الحكيم naeemtamimalhac@
هل تأثر اللاعبون السعوديون برفع عدد الأجانب في المسابقات المحلية؟
هل ساهم رفع عدد الأجانب في تقليص مشاركة اللاعبين السعودية في أنديتهم؟
هل انعكست زيادة عدد الأجانب في الأندية بشكل سلبي على أداء المنتخب ونتائجه؟
هذه التساؤلات وغيرها تطرح عند كل إعلان للتشكيلة الأساسية للمنتخب السعودي منذ قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم رفع عدد الأجانب في الأندية المحترفة لـ8 لأول مرة بدعم وتمويل من الهيئة العامة للرياضة مطلع الموسم الماضي، بغية رفع مستوى الدوري فنيا وإعلاميا واستثماريا، وخفض تكلفة اللاعب المحلي مع تحفيزه لبذل مجهودات أكبر لإثبات نفسه ليضمن خانة أساسية في فريقه أيا كان.
هذه التجربة التي طبقت بشكل استثنائي الموسم الماضي في المسابقات المحلية بشكل عام والدوري بشكل خاص بعد المكرمة التاريخية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بسداد جميع ديون الأندية، واستقطاب لاعبين أجانب على مستوى رفيع بدعم حكومي، بغية الوصول بالدوري لقائمة الـ10 الأوائل على مستوى الدوريات في العالم.
بيد أن هذه التجربة التي انقسم الرياضيون حيالها، أخضعت للتقييم هذا الموسم ليتم تقليص عدد الأجانب من 8 لـ7 بعد الاجتماع مع مسؤولي أندية دوري المحترفين على أن تخضع للدراسة من جديد ليتم التدرج بتخفيض عدد الأجانب في ما بعد للاستقرار على 4 لاعبين أو الاستمرار على عدد الأجانب وفق نتائج الدراسات التي توازن ما بين الإيجابيات والسلبيات لتتجه نحو ما تراه يصب في مصلحة كرة القدم السعودية محليا وعالميا.
وبقيت هذه التجربة الحديثة مثار جدل في البرامج الرياضية ومنصات التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض، وفئة ثالثة ترى أن التجربة تحتاج وقتا أطول للحكم عليها.
جدل رياضي ولكل فئة حججها التي تسوقها عند طرح وجهة نظرها، فالمؤيدون يرفضون ربط نتائج المنتخب بزيادة عدد الأجانب، مستشهدين بالنكسات التي أصابت المنتخب في السنوات الـ10 الأخيرة على الرغم من اقتصار الأجانب حينها على 4، كالفشل في التأهل لكأسي العالم عامي 2010 و2014، ومغادرة بطولتي آسيا من دور المجموعات عامي 2011 و2015، مع خسارة كأس الخليج 4 مرات، والبطولة العربية، باستثناء الوصول لمونديال روسيا صيف العام الماضي.
ويدعم المؤيدون آراءهم بارتفاع المستوى الفني للدوري العام الماضي الذي حققه النصر، وشهد متابعة خليجية وعربية وعالمية، وأصبح محط الأنظار لجودة اللاعبين الأجانب والمدربين وحجم الإثارة والندية للدوري الذي وصف بالأقوى والأصعب في تاريخ الكرة السعودية.
ولا يرى المؤيدون ضررا على اللاعب السعودي برفع عدد الأجانب، فهم يؤكدون أن اللاعب الموهوب والمميز يفرض نفسه على التشكيلة الأساسية، ولم تمر فكرتهم دون دعمها بالدليل، إذ يشيرون لعدة لاعبين دوليين يشاركون بشكل مكثف في مباريات أنديتهم كمحمد العويس، وعلي البليهي، وياسر الشهراني، ومحمد البريك، وعبدالله الخيبري، ومحمد كنو، وسالم الدوسري، وعبدالفتاح عسيري، وغيرهم ممن يشكلون الركائز الأساسية للمنتخب السعودي، على الرغم من تخفيض عقود بعضهم بعض الشيء عن الفترات الماضية التي كان فيها اللاعب المحلي يتحصل على مبالغ فلكية.
في المقابل، يقف المعارضون رافعين مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، مشددين على أن الخاسر الأول من زيادة عدد الأجانب هو اللاعب المحلي الذي لم يعد يجد الفرصة الكافية، مستدلين باستدعاء لاعبين بدلاء في أنديتهم للمشاركة مع المنتخب، ما أثر على مستوياتهم وانعكس على أداء المنتخب، وليس خروج المنتخب من دور الـ16 في كأس آسيا مطلع العام الميلادي الحالي بالإمارات، والتعادل أمام المنتخب اليمني الشقيق في افتتاح التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، عن ذلك ببعيد.
المعارضون لم يتوقفوا عند هذه الحجج بل يرون أن بعض الاستقطابات الأجنبية لم تكن مفيدة للأندية بل كبدت خزائنها أرقاما مرتفعة مع عطاء فني محدود، وتقليل فرصة مشاركة اللاعب المحلي الذي ما زال يتلقى مبالغ مالية مرتفعة، على حد وصفهم.
استقصاء «عكاظ»
«عكاظ» قررت الخروج من إطار الآراء المجردة والدخول بعمق أكثر في الموضوع من خلال استقصاء مشاركة اللاعبين المحليين مع أنديتهم منذ قرار رفع الأجانب بداية الموسم الماضي إلى نهاية الجولة السادسة من دوري الأمير محمد بن سلمان في هذا الموسم.
ولم يقتصر الاستقصاء على مشاركة اللاعبين بالدوري المحلي بل شمل كل المسابقات التي شارك فيها اللاعبون مع أنديتهم ككأسي الملك والسوبر، والبطولة العربية، بجانب دوري أبطال آسيا.
واعتمدت «عكاظ» في الاستقصاء على محورين، أولهما عدد ظهور اللاعب المحلي في المباريات مع فريقه سواء كانت مشاركته كلاعب أساسي أو بديل من أصل إجمالي المباريات التي خاضها فريقه خلال الفترة الزمنية للاستقصاء والخروج بالنسبة المئوية.
أما المحور الثاني الأكثر دقة فهو عدد الدقائق التي لعبها اللاعب المحلي مع فريقه من إجمالي دقائق المباريات التي خاضها فريقه طيلة فترة الاستقصاء وصولا للنسبة المئوية.
وشمل الاستقصاء القائمة الأخيرة التي اعتمدها المدرب الفرنسي هيرفي رينارد للتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، بجانب زيادة الثلاثي الغائب الأبرز عن قائمة شهر أكتوبر لمباريتي سنغافورة وفلسطين بسبب الإصابات ممن يعدون ركائز أساسية للأخضر في الفترة الأخيرة وهم سالم الدوسري، ومحمد كنو، وعبدالله المعيوف.
وخرج استقصاء «عكاظ» بأن 9 لاعبين جلهم من الأساسيين شاركوا بما نسبته 60% فما فوق من إجمالي دقائق مباريات فريقهم، كما تبين لنا من الاستقصاء بأن 14 لاعبا من أصل 27 لاعبا شاركوا بأكثر من 50% من مباريات فريقهم وفق الدقائق الفعلية لإجمالي مباريات فرقهم.
وبلغ عدد اللاعبين الذين شاركوا ما بين 80 إلى 90% من إجمالي مباريات فريقهم 3 لاعبين، بينما شارك 4 لاعبين ما بين 70 إلى 80% من إجمالي مباريات فرقهم، وبلغ عدد من شاركوا في الفئة التي راوحت ما بين 60 إلى 70% لاعبان، بينما شارك 5 لاعبين في الشريحة التي تراوح ما بين 50 إلى 60% من إجمالي المباريات، وفق الدقائق الفعلية لكل للاعب.
وأظهر الاستقصاء مشاركة 12 لاعبا في دقائق تمثل أقل من 49% من مباريات فرقهم منهم 4 لاعبين مثلوا فرقهم بما يعادل من 40 إلى 49%، ونفس العدد من اللاعبين شاركوا في الفئة التي راوحت ما بين 30 إلى 40%، بينما بلغت نسبة مشاركة 3 لاعبين من القائمة وفق الاستقصاء من 20 إلى 30%، وشارك لاعب وحيد بما نسبته من 10 إلى 20% من إجمالي مباريات فريقه.
ظهور اللاعبين وعلى مستوى ظهور اللاعبين مع أنديتهم في عدد المباريات سواء أكانوا أساسيين أو دخلوا كبدلاء دون النظر لعدد الدقائق، كانت النسبة متقاربة وليست ببعيدة وفق نتائج الاستقصاء، حيث أظهرت مشاركة 15 لاعبا بأكثر من 60% من مباريات فرقهم، فيما بلغ إجمالي عدد اللاعبين الذين شاركوا بأكثر من نصف مباريات فرقهم 20 لاعبا من أصل 27 وهو رقم مقبول قياسا بكثرة المباريات التي وصلت للفرق الـ4 الكبيرة ما يقارب 50 مباراة، فيما تجاوزت فرق أخرى حاجز الخمسين ـ50 مباراة.
وأبان الاستقصاء أن 3 لاعبين ظهروا في نسبة مئوية تراوح ما بين 90 و100% من مباريات فرقهم، بينما ظهر لاعب وحيد في الفئة الثانية التي تمثل 80 إلى 90% من إجمالي المباريات، وشارك 5 لاعبين في الفئة الثالثة من 70 إلى 80% من مباريات فرقهم.
وتعد الشريحة التي راوحت ما بين 60 و70% أكثر الفئات التي ظهر بها اللاعبون بواقع 6، فيما انخفض العدد إلى 5 في نسبة المشاركة التي راوحت ما بين 50 و60%، وتواجد لاعب وحيد في شريحة 40 إلى 50%، بينما بلغ عدد اللاعبون الذين شاركوا في ما نسبته 30 إلى 40% من مباريات فرقهم 4 لاعبين، وأخيرا شارك لاعب وحيد في الشريحة التي راوحت ما بين 20 و30% من مباريات فريقه.
وأظهر استقصاء «عكاظ» أن متوسط نسبة ظهور لاعبي المنتخب مع أنديتهم منذ إقرار رفع عدد الأجانب 60%، بينما بلغ متوسط نسبة مشاركة اللاعبين مع أنديتهم وفق عدد الدقائق قرابة 50% من إجمالي مباريات فرقهم.
وتبدو النسب بالمجمل مقبولة، إذا أخذنا بالاعتبار أن جل التشكيلة الأساسية للمنتخب شاركت بأكثر من 60% من مباريات فريقها وتشمل محمد العويس، وعلي البليهي، وياسر الشهراني، ومحمد البريك، وعبدالله كنو، وسالم الدوسري، وعبدالله الخيبري، ويحيى الشهري، وعبدالفتاح عسيري، وهتان باهبري.
ولا بد من الأخذ بالاعتبار أن غياب عدد من اللاعبين عن المباريات كان بسبب المداورة من قبل المدربين وضغط المباريات، حيث لم يشارك معظم اللاعبين في الأدوار الأولى لمباريات كأس الملك والبطولة العربية، فيما كان حضورهم الأكبر بمباريات البطولتين الأقوى؛ الدوري والآسيوية.
وغيبت الإصابات عددا من اللاعبين فترات طويلة جدا، ما ساهم في خفض نسبة مشاركتهم مع فرقهم تماما كما حدث مع عبدالله عطيف، وسلمان الفرج، اللذين غابا عن نصف مباريات فريقهما (الهلال) الموسم الماضي لظروف الإصابة.
وأبان الاستقصاء أن 8 لاعبين ممن وقعت عليهم اختيارات الفرنسي هيرفي دون سن 23 عاما، ما جعل أيضا فرص مشاركتهم ليست مرتفعة، فيما شارك 4 من 8 لاعبين بكأس العالم للشباب دون سن 19 عاما الصيف الماضي، حيث كانت مشاركة هذا الرباعي مع فئة الشباب بأنديتهم، ولم يظهروا مع فرقهم إلا في الثلث الأخير من الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي.
ويعد الرباعي هارون كامارا، الذي ظهر مع القادسية ثم مع الاتحاد في 97% من مباريات الفريقين، ثم محمد كنو الذي ظهر بـ91% من مباريات فريقه، يليه عبدالله الشامخ الذي شارك مع الرائد ثم الشباب بـ90% من مباريات الفريقين، ويأتي محمد العويس رابعا، إذ شارك بـ86% من مباريات فريقه؛ الأكثر حضورا في قائمة المنتخب.
رأي «الاتحاد»
وفيما تواجه تجربة زيادة عدد الأجانب هجوما بعد إخفاقات المنتخب، يرفض رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل تحميل زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري مسؤولية أي تراجع يحدث في أداء المنتخب السعودي، مؤكدًا أنه مثل أي قرار له سلبيات وإيجابيات.
وقال المسحل: «تجربة الأجانب مثلما لها سلبيات فلها إيجابيات أيضًا، في دوري أبطال آسيا كل فريق يلعب بـ4 أجانب فقط، وفي الدوري المحلي 7 أجانب، ومع ذلك تأهلت 4 أندية سعودية لدور الـ16، هو حدث يحدث لأول مرة منذ 10 سنوات، آخر مرة كانت بعام 2009».
وأضاف: «عدد الأجانب قد يساهم في مضاعفة اللاعب المحلي جهده لحجز مكان في الفريق، لأن الخانات المتاحة أمامه في التشكيل الأساسي 4 فقط، لن نستعجل في الحكم، كل قرار له إيجابيات وسلبيات، سندرس بشكل مفصل موضوع الأجانب من كافة النواحي، وإذا رأينا أن القرار بحاجة لتعديل فسيتم».
ويشير رئيس الاتحاد السعودي إلى أن: «هناك دوريات كثيرة بها عدد أجانب أكثر من عندنا، ومع ذلك منتخباتها متفوقة، لذلك علينا ألا نحمل اللاعبين الأجانب مسؤولية منتخبنا، علينا أن ننظر للأمر بشمولية أكبر ومن عدة جوانب، وهو ما نقوم بالعمل به منذ أن تولينا المسؤولية، لكن القرار النهائي يحتاج لوقت حتى يكون التقييم شاملًا».
بيد أن رؤية المسحل وجدت معارضة ممن يرون قرار زيادة الأجانب مضرا بالكرة السعودية على المدى الطويل، رافضين مقارنة التجربة الأوروبية بنظيرتها السعودية، حيث يجد اللاعب الأوروبي -أيا كانت جنسيته- فرصا للاحتراف في دوريات غير دوريات بلده، ما يجعل حجم التأثير ضعيفا، خلاف اللاعب السعودي الذي لا يجد فرصة حقيقة للاحتراف الفعلي خارجيا، مقابل محدودية مشاركته داخليا.
في المقابل، هناك من يرى أن اللاعب الموهوب يفرض نفسه، حتى بوجود اللاعب الأجنبي، رافضين تخفيض العدد، ومطالبين بالبحث عن حلول أخرى كالدوري الرديف الذي يتيح للاعب السعودي المشاركة بعدد دقائق أكبر وإبراز نفسه، أو إعادة الدوري الأولمبي الذي ألغي قبل عامين لفتح المجال للاعبين الشبان الذين لا يجدون فرصا لتمثيل أنديتهم في الفريق الأول، مع تخفيض عدد الأجانب في دوري الدرجة الأولى أيضا ليكون متاحا بشكل أكبر للاعب المحلي.
المدربون والنقاد يختلفون.. ومطالبات بدوري رديف ودعم الاحتراف والابتعاث
المؤيدون: سيطور اللاعب السعودي.. المعارضون: المنتخبات الخاسر الأكبر
لا تبدو الآراء حيال أثر رفع عدد اللاعبين الأجانب على اللاعب السعودي وانعكاس ذلك على المنتخب في نسق واحد، فقد تباينت، على الرغم من أن استقصاء «عكاظ» كشف أن حجم التأثير ليس بالكبير، إذ يصر كل على رأيه.
فاللاعب الدولي السابق نجم الأهلي والاتحاد الكابتن إبراهيم السويد يرى أن المنتخب سيتضرر على المدى الطويل من بقاء عدد الأجانب على ما هو عليه الآن، مبينا في تعليقه على الاستقصاء بأن اللاعب قد يحظى بالمشاركة لكن في المجمل فإن أعداد اللاعبين تبقى قليلة.
ويؤكد السويد أن زياد عدد اللاعبين الأجانب تبقى تجربة، وكان من آثارها تقليص مشاركة اللاعب السعودي في المباريات وهو ما انعكس سلبيا على المنتخب، وستكون نتائجه السلبية أكبر مستقبلا إذا ما تم الإبقاء على العدد ذاته من الأجانب.
ودعا السويد لإعادة عدد اللاعبين الأجانب لما كان عليه في السابق بحيث يقتصر على 4 لاعبين مع استحداث دوري رديف أو أولمبي لفتح المجال للاعبين الشبان للمشاركة وإثبات أنفسهم ممن لا يحظون بالمشاركة الكافية مع أنديتهم في دوري المحترفين.
وفيما يذهب المدرب الوطني علي كميخ إلى رأي السويد بأن المتضرر من زيادة اللاعبين الأجانب هو اللاعب المحلي، الذي كان أثره سلبيا على المنتخبات الوطنية، مجددا دعوته إلى العودة لـ4لاعبين أجانب بحيث تعم الفائدة على الطرفين، يختلف اللاعب السابق والناقد الرياضي سلطان اللحياني مع المعارضين، مشيرا إلى أن قرار زيادة اللاعبين الأجانب زاد من قوة الدوري وقلل من الفوارق الفنية بين الأندية وزاد من قيمة المنافسة.
ويؤكد اللحياني أن القرار قلص بعض الشيء من فرص مشاركة اللاعبين السعوديين، لكنه استدرك: «بالتأكيد من يملك الموهبة قادر على المنافسة والمشاركة بشكل أساسي مع هذا القرار».
ولا يتفق اللحياني مع الآراء التي تحمل إخفاقات المنتخب لهذا القرار، مشددا على أن تأثر المنتخب بهذا القرار ليس بالتأثير الكبير، متفقا مع استقصاء «عكاظ» بأن أكثر من 90% من لاعبي المنتخب عناصر أساسية في أنديتها وهم الأفضل على مستوى الدوري.
وحول الحلول المتاحة من وجهة نظره للحفاظ على قوة ومستوى الدوري دون تضرر اللاعب السعودي والمنتخب، دعا اللحياني إلى إقرار دوري رديف لزيادة فرصة مشاركة اللاعبين الشباب وبالتالي يجد الموهوب منهم فرص أكثر للتطور وإثبات أحقيته بالمشاركة بما يحقق الفائدة للمنتخبات الوطنية.
وطالب بمواصلة مشروع الابتعاث الذي ننتظر منه فائدة كبيرة على نجومنا ومنتخباتنا في المستقبل، مع دعم وتحفيز اللاعبين الشباب للاحتراف الخارجي الأمر الذي يزيد من فرص التطور والاحترافية.
ويقف مدرب الاتفاق الحالي والمنتخب السعودي للشباب السابق الكابتن خالد العطوى موقفا محايدا، حيث يرى أن الحكم على التجربة بحاجة لوقت حتى تظهر ثمارها.
وقال: «تجربة رفع عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي للمحترفين لا يمكن الحكم على نجاحها أو فشلها إلا إذا طبقت على أرض الواقع، من خلال مشاهدة مستوى وأداء المحترفين الأجانب، وهل بالفعل اللاعب السعودي سيحقق الفائدة، ويستطيع تطوير مستواه. والجانب الثاني كيف ستكون جودة التدريب التي تعتبر مهمة جداً، حيث شاهدنا الرتم العالي في المسابقات العالمية، من خلال سرعة التحولات من الناحية الدفاعية للهجومية والعكس، وبالتالي نحن بحاجة إلى جودة التدريب من جميع النواحي، فالسرعة العالية والتحرك بإيجابية سينعكس على أداء المباراة، فالرتم العالي هو المطلوب، وإذا استطاع اللاعب السعودي مواكبة الرتم العالي فإنه سيتطور بشكل كبير».
وأضاف: «إذا كان اللاعب الأجنبي أقل من مستوى اللاعب السعودي، أو في مستواه، وأيضاً الأجهزة الفنية إذا لم تملك الخبرة والإمكانات، لا يمكن أن نتطور، لذلك مهم جداً رتم التدريب الذي سينعكس على رتم المباريات، ونوعية اللاعبين المميزين لا بد أن يكونوا أفضل من اللاعبين السعوديين».
وشدد على أن «اللاعب السعودي سيفرض نفسه في الدوري، لوجود الإمكانات التي تساعده على أن يكون لاعباً أساسياً، ولا بد أن يتعامل مع هذه الضغوط لإبراز إمكاناته، وأنا على يقين أن المسؤولين في اتحاد الكرة والهيئة العامة للرياضة يدركون أن اللاعب السعودي إلى الآن لم يظهر جميع إمكاناته. وفي ضوء ذلك، لا بد أن يجتهد ويعمل ويبرز إمكاناته حتى يواكب هذا التطور».
زيادة عدد اللاعبين الأجانب
أولا: الإيجابيات
- زيادة قوة الدوري فنياً
- رفع القيمة السوقية للأندية
- زيادة جذب الاستثمارات والإعلانات
- تسليط الضوء إعلامياً على الدوري
- تقليل الفوارق بين الأندية
- زيادة حجم الإثارة والندية في الدوري
- رفع مستوى اللاعب السعودي بالاحتكاك
- تقليل عقود اللاعبين المحليين
ثانيا: السلبيات
- تقليل فرصة مشاركة اللاعب السعودي
- هبوط مستوى المنتخب بسبب عدم مشاركة اللاعبين في أنديتهم
- عدم التقليل من عقود اللاعبين المحليين بالشكل الكافي
- تكبد الأندية أموالا طائلة من الاختيارات الخاطئة للأجانب
أبرز نكسات المنتخب بالسنوات الـ10 الأخيرة بوجود 4 أجانب
• الفشل في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010
• خسارة نهائي كأس الخليج باليمن 2010
• الخروج من دور المجموعات في كأس آسيا 2011
• الخروج من البطولة العربية صيف 2012 بجدة
• الفشل في التأهل لمونديال البرازيل 2014
• الخروج من دور المجموعات بكأس الخليج بالبحرين 2013
• خسارة نهائي كأس الخليج بالرياض 2014
• الخروج من دور المجموعات بكأس آسيا بأستراليا 2015
• الخروج من دور المجموعات بكأس الخليج 2017
توصيات التحقيق:
1. إخضاع تجربة زيادة عدد الأجانب في المسابقات المحلية لمزيد من الوقت
2. استحداث دوري رديف لمنح فرصة للاعبين المحليين
3. إعادة الدوري الأولمبي للمساهمة في مشاركة اللاعبين الشباب
4. دعم برامج ابتعاث اللاعبين الشبان للخارج
5. فتح المجال ودعم احتراف اللاعب السعودي خارجياً
6. تشكيل لجنة للإشراف على اختيارات اللاعبين الأجانب في الأندية
7. تخفيض عدد الأجانب في دوري الدرجة الأولى والثانية
هل ساهم رفع عدد الأجانب في تقليص مشاركة اللاعبين السعودية في أنديتهم؟
هل انعكست زيادة عدد الأجانب في الأندية بشكل سلبي على أداء المنتخب ونتائجه؟
هذه التساؤلات وغيرها تطرح عند كل إعلان للتشكيلة الأساسية للمنتخب السعودي منذ قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم رفع عدد الأجانب في الأندية المحترفة لـ8 لأول مرة بدعم وتمويل من الهيئة العامة للرياضة مطلع الموسم الماضي، بغية رفع مستوى الدوري فنيا وإعلاميا واستثماريا، وخفض تكلفة اللاعب المحلي مع تحفيزه لبذل مجهودات أكبر لإثبات نفسه ليضمن خانة أساسية في فريقه أيا كان.
هذه التجربة التي طبقت بشكل استثنائي الموسم الماضي في المسابقات المحلية بشكل عام والدوري بشكل خاص بعد المكرمة التاريخية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بسداد جميع ديون الأندية، واستقطاب لاعبين أجانب على مستوى رفيع بدعم حكومي، بغية الوصول بالدوري لقائمة الـ10 الأوائل على مستوى الدوريات في العالم.
بيد أن هذه التجربة التي انقسم الرياضيون حيالها، أخضعت للتقييم هذا الموسم ليتم تقليص عدد الأجانب من 8 لـ7 بعد الاجتماع مع مسؤولي أندية دوري المحترفين على أن تخضع للدراسة من جديد ليتم التدرج بتخفيض عدد الأجانب في ما بعد للاستقرار على 4 لاعبين أو الاستمرار على عدد الأجانب وفق نتائج الدراسات التي توازن ما بين الإيجابيات والسلبيات لتتجه نحو ما تراه يصب في مصلحة كرة القدم السعودية محليا وعالميا.
وبقيت هذه التجربة الحديثة مثار جدل في البرامج الرياضية ومنصات التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض، وفئة ثالثة ترى أن التجربة تحتاج وقتا أطول للحكم عليها.
جدل رياضي ولكل فئة حججها التي تسوقها عند طرح وجهة نظرها، فالمؤيدون يرفضون ربط نتائج المنتخب بزيادة عدد الأجانب، مستشهدين بالنكسات التي أصابت المنتخب في السنوات الـ10 الأخيرة على الرغم من اقتصار الأجانب حينها على 4، كالفشل في التأهل لكأسي العالم عامي 2010 و2014، ومغادرة بطولتي آسيا من دور المجموعات عامي 2011 و2015، مع خسارة كأس الخليج 4 مرات، والبطولة العربية، باستثناء الوصول لمونديال روسيا صيف العام الماضي.
ويدعم المؤيدون آراءهم بارتفاع المستوى الفني للدوري العام الماضي الذي حققه النصر، وشهد متابعة خليجية وعربية وعالمية، وأصبح محط الأنظار لجودة اللاعبين الأجانب والمدربين وحجم الإثارة والندية للدوري الذي وصف بالأقوى والأصعب في تاريخ الكرة السعودية.
ولا يرى المؤيدون ضررا على اللاعب السعودي برفع عدد الأجانب، فهم يؤكدون أن اللاعب الموهوب والمميز يفرض نفسه على التشكيلة الأساسية، ولم تمر فكرتهم دون دعمها بالدليل، إذ يشيرون لعدة لاعبين دوليين يشاركون بشكل مكثف في مباريات أنديتهم كمحمد العويس، وعلي البليهي، وياسر الشهراني، ومحمد البريك، وعبدالله الخيبري، ومحمد كنو، وسالم الدوسري، وعبدالفتاح عسيري، وغيرهم ممن يشكلون الركائز الأساسية للمنتخب السعودي، على الرغم من تخفيض عقود بعضهم بعض الشيء عن الفترات الماضية التي كان فيها اللاعب المحلي يتحصل على مبالغ فلكية.
في المقابل، يقف المعارضون رافعين مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، مشددين على أن الخاسر الأول من زيادة عدد الأجانب هو اللاعب المحلي الذي لم يعد يجد الفرصة الكافية، مستدلين باستدعاء لاعبين بدلاء في أنديتهم للمشاركة مع المنتخب، ما أثر على مستوياتهم وانعكس على أداء المنتخب، وليس خروج المنتخب من دور الـ16 في كأس آسيا مطلع العام الميلادي الحالي بالإمارات، والتعادل أمام المنتخب اليمني الشقيق في افتتاح التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، عن ذلك ببعيد.
المعارضون لم يتوقفوا عند هذه الحجج بل يرون أن بعض الاستقطابات الأجنبية لم تكن مفيدة للأندية بل كبدت خزائنها أرقاما مرتفعة مع عطاء فني محدود، وتقليل فرصة مشاركة اللاعب المحلي الذي ما زال يتلقى مبالغ مالية مرتفعة، على حد وصفهم.
استقصاء «عكاظ»
«عكاظ» قررت الخروج من إطار الآراء المجردة والدخول بعمق أكثر في الموضوع من خلال استقصاء مشاركة اللاعبين المحليين مع أنديتهم منذ قرار رفع الأجانب بداية الموسم الماضي إلى نهاية الجولة السادسة من دوري الأمير محمد بن سلمان في هذا الموسم.
ولم يقتصر الاستقصاء على مشاركة اللاعبين بالدوري المحلي بل شمل كل المسابقات التي شارك فيها اللاعبون مع أنديتهم ككأسي الملك والسوبر، والبطولة العربية، بجانب دوري أبطال آسيا.
واعتمدت «عكاظ» في الاستقصاء على محورين، أولهما عدد ظهور اللاعب المحلي في المباريات مع فريقه سواء كانت مشاركته كلاعب أساسي أو بديل من أصل إجمالي المباريات التي خاضها فريقه خلال الفترة الزمنية للاستقصاء والخروج بالنسبة المئوية.
أما المحور الثاني الأكثر دقة فهو عدد الدقائق التي لعبها اللاعب المحلي مع فريقه من إجمالي دقائق المباريات التي خاضها فريقه طيلة فترة الاستقصاء وصولا للنسبة المئوية.
وشمل الاستقصاء القائمة الأخيرة التي اعتمدها المدرب الفرنسي هيرفي رينارد للتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، بجانب زيادة الثلاثي الغائب الأبرز عن قائمة شهر أكتوبر لمباريتي سنغافورة وفلسطين بسبب الإصابات ممن يعدون ركائز أساسية للأخضر في الفترة الأخيرة وهم سالم الدوسري، ومحمد كنو، وعبدالله المعيوف.
وخرج استقصاء «عكاظ» بأن 9 لاعبين جلهم من الأساسيين شاركوا بما نسبته 60% فما فوق من إجمالي دقائق مباريات فريقهم، كما تبين لنا من الاستقصاء بأن 14 لاعبا من أصل 27 لاعبا شاركوا بأكثر من 50% من مباريات فريقهم وفق الدقائق الفعلية لإجمالي مباريات فرقهم.
وبلغ عدد اللاعبين الذين شاركوا ما بين 80 إلى 90% من إجمالي مباريات فريقهم 3 لاعبين، بينما شارك 4 لاعبين ما بين 70 إلى 80% من إجمالي مباريات فرقهم، وبلغ عدد من شاركوا في الفئة التي راوحت ما بين 60 إلى 70% لاعبان، بينما شارك 5 لاعبين في الشريحة التي تراوح ما بين 50 إلى 60% من إجمالي المباريات، وفق الدقائق الفعلية لكل للاعب.
وأظهر الاستقصاء مشاركة 12 لاعبا في دقائق تمثل أقل من 49% من مباريات فرقهم منهم 4 لاعبين مثلوا فرقهم بما يعادل من 40 إلى 49%، ونفس العدد من اللاعبين شاركوا في الفئة التي راوحت ما بين 30 إلى 40%، بينما بلغت نسبة مشاركة 3 لاعبين من القائمة وفق الاستقصاء من 20 إلى 30%، وشارك لاعب وحيد بما نسبته من 10 إلى 20% من إجمالي مباريات فريقه.
ظهور اللاعبين وعلى مستوى ظهور اللاعبين مع أنديتهم في عدد المباريات سواء أكانوا أساسيين أو دخلوا كبدلاء دون النظر لعدد الدقائق، كانت النسبة متقاربة وليست ببعيدة وفق نتائج الاستقصاء، حيث أظهرت مشاركة 15 لاعبا بأكثر من 60% من مباريات فرقهم، فيما بلغ إجمالي عدد اللاعبين الذين شاركوا بأكثر من نصف مباريات فرقهم 20 لاعبا من أصل 27 وهو رقم مقبول قياسا بكثرة المباريات التي وصلت للفرق الـ4 الكبيرة ما يقارب 50 مباراة، فيما تجاوزت فرق أخرى حاجز الخمسين ـ50 مباراة.
وأبان الاستقصاء أن 3 لاعبين ظهروا في نسبة مئوية تراوح ما بين 90 و100% من مباريات فرقهم، بينما ظهر لاعب وحيد في الفئة الثانية التي تمثل 80 إلى 90% من إجمالي المباريات، وشارك 5 لاعبين في الفئة الثالثة من 70 إلى 80% من مباريات فرقهم.
وتعد الشريحة التي راوحت ما بين 60 و70% أكثر الفئات التي ظهر بها اللاعبون بواقع 6، فيما انخفض العدد إلى 5 في نسبة المشاركة التي راوحت ما بين 50 و60%، وتواجد لاعب وحيد في شريحة 40 إلى 50%، بينما بلغ عدد اللاعبون الذين شاركوا في ما نسبته 30 إلى 40% من مباريات فرقهم 4 لاعبين، وأخيرا شارك لاعب وحيد في الشريحة التي راوحت ما بين 20 و30% من مباريات فريقه.
وأظهر استقصاء «عكاظ» أن متوسط نسبة ظهور لاعبي المنتخب مع أنديتهم منذ إقرار رفع عدد الأجانب 60%، بينما بلغ متوسط نسبة مشاركة اللاعبين مع أنديتهم وفق عدد الدقائق قرابة 50% من إجمالي مباريات فرقهم.
وتبدو النسب بالمجمل مقبولة، إذا أخذنا بالاعتبار أن جل التشكيلة الأساسية للمنتخب شاركت بأكثر من 60% من مباريات فريقها وتشمل محمد العويس، وعلي البليهي، وياسر الشهراني، ومحمد البريك، وعبدالله كنو، وسالم الدوسري، وعبدالله الخيبري، ويحيى الشهري، وعبدالفتاح عسيري، وهتان باهبري.
ولا بد من الأخذ بالاعتبار أن غياب عدد من اللاعبين عن المباريات كان بسبب المداورة من قبل المدربين وضغط المباريات، حيث لم يشارك معظم اللاعبين في الأدوار الأولى لمباريات كأس الملك والبطولة العربية، فيما كان حضورهم الأكبر بمباريات البطولتين الأقوى؛ الدوري والآسيوية.
وغيبت الإصابات عددا من اللاعبين فترات طويلة جدا، ما ساهم في خفض نسبة مشاركتهم مع فرقهم تماما كما حدث مع عبدالله عطيف، وسلمان الفرج، اللذين غابا عن نصف مباريات فريقهما (الهلال) الموسم الماضي لظروف الإصابة.
وأبان الاستقصاء أن 8 لاعبين ممن وقعت عليهم اختيارات الفرنسي هيرفي دون سن 23 عاما، ما جعل أيضا فرص مشاركتهم ليست مرتفعة، فيما شارك 4 من 8 لاعبين بكأس العالم للشباب دون سن 19 عاما الصيف الماضي، حيث كانت مشاركة هذا الرباعي مع فئة الشباب بأنديتهم، ولم يظهروا مع فرقهم إلا في الثلث الأخير من الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي.
ويعد الرباعي هارون كامارا، الذي ظهر مع القادسية ثم مع الاتحاد في 97% من مباريات الفريقين، ثم محمد كنو الذي ظهر بـ91% من مباريات فريقه، يليه عبدالله الشامخ الذي شارك مع الرائد ثم الشباب بـ90% من مباريات الفريقين، ويأتي محمد العويس رابعا، إذ شارك بـ86% من مباريات فريقه؛ الأكثر حضورا في قائمة المنتخب.
رأي «الاتحاد»
وفيما تواجه تجربة زيادة عدد الأجانب هجوما بعد إخفاقات المنتخب، يرفض رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل تحميل زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري مسؤولية أي تراجع يحدث في أداء المنتخب السعودي، مؤكدًا أنه مثل أي قرار له سلبيات وإيجابيات.
وقال المسحل: «تجربة الأجانب مثلما لها سلبيات فلها إيجابيات أيضًا، في دوري أبطال آسيا كل فريق يلعب بـ4 أجانب فقط، وفي الدوري المحلي 7 أجانب، ومع ذلك تأهلت 4 أندية سعودية لدور الـ16، هو حدث يحدث لأول مرة منذ 10 سنوات، آخر مرة كانت بعام 2009».
وأضاف: «عدد الأجانب قد يساهم في مضاعفة اللاعب المحلي جهده لحجز مكان في الفريق، لأن الخانات المتاحة أمامه في التشكيل الأساسي 4 فقط، لن نستعجل في الحكم، كل قرار له إيجابيات وسلبيات، سندرس بشكل مفصل موضوع الأجانب من كافة النواحي، وإذا رأينا أن القرار بحاجة لتعديل فسيتم».
ويشير رئيس الاتحاد السعودي إلى أن: «هناك دوريات كثيرة بها عدد أجانب أكثر من عندنا، ومع ذلك منتخباتها متفوقة، لذلك علينا ألا نحمل اللاعبين الأجانب مسؤولية منتخبنا، علينا أن ننظر للأمر بشمولية أكبر ومن عدة جوانب، وهو ما نقوم بالعمل به منذ أن تولينا المسؤولية، لكن القرار النهائي يحتاج لوقت حتى يكون التقييم شاملًا».
بيد أن رؤية المسحل وجدت معارضة ممن يرون قرار زيادة الأجانب مضرا بالكرة السعودية على المدى الطويل، رافضين مقارنة التجربة الأوروبية بنظيرتها السعودية، حيث يجد اللاعب الأوروبي -أيا كانت جنسيته- فرصا للاحتراف في دوريات غير دوريات بلده، ما يجعل حجم التأثير ضعيفا، خلاف اللاعب السعودي الذي لا يجد فرصة حقيقة للاحتراف الفعلي خارجيا، مقابل محدودية مشاركته داخليا.
في المقابل، هناك من يرى أن اللاعب الموهوب يفرض نفسه، حتى بوجود اللاعب الأجنبي، رافضين تخفيض العدد، ومطالبين بالبحث عن حلول أخرى كالدوري الرديف الذي يتيح للاعب السعودي المشاركة بعدد دقائق أكبر وإبراز نفسه، أو إعادة الدوري الأولمبي الذي ألغي قبل عامين لفتح المجال للاعبين الشبان الذين لا يجدون فرصا لتمثيل أنديتهم في الفريق الأول، مع تخفيض عدد الأجانب في دوري الدرجة الأولى أيضا ليكون متاحا بشكل أكبر للاعب المحلي.
المدربون والنقاد يختلفون.. ومطالبات بدوري رديف ودعم الاحتراف والابتعاث
المؤيدون: سيطور اللاعب السعودي.. المعارضون: المنتخبات الخاسر الأكبر
لا تبدو الآراء حيال أثر رفع عدد اللاعبين الأجانب على اللاعب السعودي وانعكاس ذلك على المنتخب في نسق واحد، فقد تباينت، على الرغم من أن استقصاء «عكاظ» كشف أن حجم التأثير ليس بالكبير، إذ يصر كل على رأيه.
فاللاعب الدولي السابق نجم الأهلي والاتحاد الكابتن إبراهيم السويد يرى أن المنتخب سيتضرر على المدى الطويل من بقاء عدد الأجانب على ما هو عليه الآن، مبينا في تعليقه على الاستقصاء بأن اللاعب قد يحظى بالمشاركة لكن في المجمل فإن أعداد اللاعبين تبقى قليلة.
ويؤكد السويد أن زياد عدد اللاعبين الأجانب تبقى تجربة، وكان من آثارها تقليص مشاركة اللاعب السعودي في المباريات وهو ما انعكس سلبيا على المنتخب، وستكون نتائجه السلبية أكبر مستقبلا إذا ما تم الإبقاء على العدد ذاته من الأجانب.
ودعا السويد لإعادة عدد اللاعبين الأجانب لما كان عليه في السابق بحيث يقتصر على 4 لاعبين مع استحداث دوري رديف أو أولمبي لفتح المجال للاعبين الشبان للمشاركة وإثبات أنفسهم ممن لا يحظون بالمشاركة الكافية مع أنديتهم في دوري المحترفين.
وفيما يذهب المدرب الوطني علي كميخ إلى رأي السويد بأن المتضرر من زيادة اللاعبين الأجانب هو اللاعب المحلي، الذي كان أثره سلبيا على المنتخبات الوطنية، مجددا دعوته إلى العودة لـ4لاعبين أجانب بحيث تعم الفائدة على الطرفين، يختلف اللاعب السابق والناقد الرياضي سلطان اللحياني مع المعارضين، مشيرا إلى أن قرار زيادة اللاعبين الأجانب زاد من قوة الدوري وقلل من الفوارق الفنية بين الأندية وزاد من قيمة المنافسة.
ويؤكد اللحياني أن القرار قلص بعض الشيء من فرص مشاركة اللاعبين السعوديين، لكنه استدرك: «بالتأكيد من يملك الموهبة قادر على المنافسة والمشاركة بشكل أساسي مع هذا القرار».
ولا يتفق اللحياني مع الآراء التي تحمل إخفاقات المنتخب لهذا القرار، مشددا على أن تأثر المنتخب بهذا القرار ليس بالتأثير الكبير، متفقا مع استقصاء «عكاظ» بأن أكثر من 90% من لاعبي المنتخب عناصر أساسية في أنديتها وهم الأفضل على مستوى الدوري.
وحول الحلول المتاحة من وجهة نظره للحفاظ على قوة ومستوى الدوري دون تضرر اللاعب السعودي والمنتخب، دعا اللحياني إلى إقرار دوري رديف لزيادة فرصة مشاركة اللاعبين الشباب وبالتالي يجد الموهوب منهم فرص أكثر للتطور وإثبات أحقيته بالمشاركة بما يحقق الفائدة للمنتخبات الوطنية.
وطالب بمواصلة مشروع الابتعاث الذي ننتظر منه فائدة كبيرة على نجومنا ومنتخباتنا في المستقبل، مع دعم وتحفيز اللاعبين الشباب للاحتراف الخارجي الأمر الذي يزيد من فرص التطور والاحترافية.
ويقف مدرب الاتفاق الحالي والمنتخب السعودي للشباب السابق الكابتن خالد العطوى موقفا محايدا، حيث يرى أن الحكم على التجربة بحاجة لوقت حتى تظهر ثمارها.
وقال: «تجربة رفع عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي للمحترفين لا يمكن الحكم على نجاحها أو فشلها إلا إذا طبقت على أرض الواقع، من خلال مشاهدة مستوى وأداء المحترفين الأجانب، وهل بالفعل اللاعب السعودي سيحقق الفائدة، ويستطيع تطوير مستواه. والجانب الثاني كيف ستكون جودة التدريب التي تعتبر مهمة جداً، حيث شاهدنا الرتم العالي في المسابقات العالمية، من خلال سرعة التحولات من الناحية الدفاعية للهجومية والعكس، وبالتالي نحن بحاجة إلى جودة التدريب من جميع النواحي، فالسرعة العالية والتحرك بإيجابية سينعكس على أداء المباراة، فالرتم العالي هو المطلوب، وإذا استطاع اللاعب السعودي مواكبة الرتم العالي فإنه سيتطور بشكل كبير».
وأضاف: «إذا كان اللاعب الأجنبي أقل من مستوى اللاعب السعودي، أو في مستواه، وأيضاً الأجهزة الفنية إذا لم تملك الخبرة والإمكانات، لا يمكن أن نتطور، لذلك مهم جداً رتم التدريب الذي سينعكس على رتم المباريات، ونوعية اللاعبين المميزين لا بد أن يكونوا أفضل من اللاعبين السعوديين».
وشدد على أن «اللاعب السعودي سيفرض نفسه في الدوري، لوجود الإمكانات التي تساعده على أن يكون لاعباً أساسياً، ولا بد أن يتعامل مع هذه الضغوط لإبراز إمكاناته، وأنا على يقين أن المسؤولين في اتحاد الكرة والهيئة العامة للرياضة يدركون أن اللاعب السعودي إلى الآن لم يظهر جميع إمكاناته. وفي ضوء ذلك، لا بد أن يجتهد ويعمل ويبرز إمكاناته حتى يواكب هذا التطور».
زيادة عدد اللاعبين الأجانب
أولا: الإيجابيات
- زيادة قوة الدوري فنياً
- رفع القيمة السوقية للأندية
- زيادة جذب الاستثمارات والإعلانات
- تسليط الضوء إعلامياً على الدوري
- تقليل الفوارق بين الأندية
- زيادة حجم الإثارة والندية في الدوري
- رفع مستوى اللاعب السعودي بالاحتكاك
- تقليل عقود اللاعبين المحليين
ثانيا: السلبيات
- تقليل فرصة مشاركة اللاعب السعودي
- هبوط مستوى المنتخب بسبب عدم مشاركة اللاعبين في أنديتهم
- عدم التقليل من عقود اللاعبين المحليين بالشكل الكافي
- تكبد الأندية أموالا طائلة من الاختيارات الخاطئة للأجانب
أبرز نكسات المنتخب بالسنوات الـ10 الأخيرة بوجود 4 أجانب
• الفشل في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010
• خسارة نهائي كأس الخليج باليمن 2010
• الخروج من دور المجموعات في كأس آسيا 2011
• الخروج من البطولة العربية صيف 2012 بجدة
• الفشل في التأهل لمونديال البرازيل 2014
• الخروج من دور المجموعات بكأس الخليج بالبحرين 2013
• خسارة نهائي كأس الخليج بالرياض 2014
• الخروج من دور المجموعات بكأس آسيا بأستراليا 2015
• الخروج من دور المجموعات بكأس الخليج 2017
توصيات التحقيق:
1. إخضاع تجربة زيادة عدد الأجانب في المسابقات المحلية لمزيد من الوقت
2. استحداث دوري رديف لمنح فرصة للاعبين المحليين
3. إعادة الدوري الأولمبي للمساهمة في مشاركة اللاعبين الشباب
4. دعم برامج ابتعاث اللاعبين الشبان للخارج
5. فتح المجال ودعم احتراف اللاعب السعودي خارجياً
6. تشكيل لجنة للإشراف على اختيارات اللاعبين الأجانب في الأندية
7. تخفيض عدد الأجانب في دوري الدرجة الأولى والثانية