أخبار

كسر عظم.. والفراغ يلوح في الأفق

أ ف ب (بيروت)

لليوم السادس على التوالي، خرج آلاف اللبنانيين أمس (الثلاثاء) إلى الشوارع، غير آبهين بإجراءات إصلاحية جذرية اتخذتها الحكومة في محاولة لامتصاص الانتفاضة المتصاعدة للمحتجين المصرّين على التمسك بمطلب رحيل الطبقة السياسية بأكملها.

وقال حسين العالية (36 عاما) وهو سائق حافلة ركاب من سكان الضاحية الجنوبية: «ورقة الحكومة لن تمر. إذا كانوا قادرين على وضعها وإقرارها خلال 3 أيام، فلماذا لم يقروها منذ 30 عاماً؟». وأكد عزمه الاستمرار في التظاهر، مضيفا «نزلنا من كل الطوائف إلى الشارع لإسقاط النظام السياسي بأكمله». واتهم «نواب ووزراء بأنهم سارقون وحاكم مصرف لبنان يغطي عليهم».

وأضاف المهندس المعماري شربل أبو جودة «نحن هنا لنعمل على أن نحافظ على الحراك ولكي لا يذهب سدى»، مؤكدا أنه «على هذه الحكومة أن تتنحى وتترك مجالاً لحكومة أخرى».

واحتشد الآلاف من اللبنانيين في الشوارع في مختلف المناطق أمس وعملوا على قطع الطرق الرئيسية، فيما حاولت وحدات الجيش اللبناني التفاوض لإقناعهم بفتح الطرق.

وأمام مصرف لبنان المركزي، تجمّع العشرات مرددين شعارات «يسقط يسقط حكم المصرف» احتجاجاً على السياسات المالية. واعتبر هؤلاء أن القطاع المصرفي، الذي يعود له الجزء الأكبر من ديون الدولة، شريك في إفقار اللبنانيين. وأبقت المصارف والجامعات وغالبية المدارس أبوابها مغلقة مع تعذّر الوصول إليها جراء قطع الطرق.

ولفت المحلل الاقتصادي هيكو فيمن، إلى أن الإجراءات الحكومية «عبارة عن تدابير تقنية قد تحسن الوضع المالي لكنها لا ترقى إلى مستوى التحدي الذي يفرضه المحتجون».

وتحدث أستاذ العلوم السياسية كريم المفتي، عن «كباش» حالياً بين الشارع والسلطة. وقال «بعد سماع ردود الفعل الأولى، يبدو أن الشارع لم يبتلع الطعم». واعتبر أنه كان حريّاً بالحكومة أن تبادر بالإضافة إلى التدابير الاقتصادية، إلى اتخاذ «إجراءات أكثر جذرية»، تقنع اللبنانيين الذين يطالبون بإصلاح شامل للنظام.

إلا أن الحراك يفتقر في هذه المرحلة بحسب المفتي إلى شخصيات قادرة على تمثيله والبحث عن بديل سياسي في ظل وضع اقتصادي وسياسي دقيق. وتساءل «إذا كانت الحكومة والبرلمان والرئيس لا يمثلون الشارع، فما البديل؟، محذراً في الوقت نفسه من أن «الفراغ ليس خياراً».