كيف يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها بأيام؟
الجمعة / 26 / صفر / 1441 هـ الجمعة 25 أكتوبر 2019 11:33
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)
من المتعارف عليه أن الحيوانات تمتلك ميزة يمكنها من خلالها التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها بلحظات، وذلك عندما تبدأ بإصدار أصوات غريبة وحركات متسارعة مضطربة وكأنها تحاول الهرب من خطر ما، ولكن هل يمكن للبشر أيضا التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها؟.
بحسب ما أفادت المجلة الروسية «تقارير أكاديمية العلوم»، فقد أوضحت دراسة، ساهم فيها علماء من معاهد البحوث العلمية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية بالتعاون مع علماء المدرسة العليا للاقتصاد برئاسة الأكاديمي فاسيلي أدوشكين، وعلماء من قرغيزستان وألمانيا، أن العلماء أشاروا إلى أن هناك ما قد يساعد بطرق سريعة على التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، إذ إنه قبل حدوث الزلزال تتغير مؤشرات موجات الجاذبية الداخلية في الغلاف الجوي.
ووفقا لموقع «روسيا اليوم»، نقلا عن وكالة «نوفوستي»، فقبل أيام من حدوث الهزة في القشرة الأرضية تنشط الذبذبات الدائمة في العالم - موجات الجاذبية الزلزالية، كما يزداد تدفق تيار الغازات الساخنة من القشرة الأرضية، ما يؤثر في درجة حرارة وحالة الغلاف الجوي، ويسبب تغير مؤشرات موجات الجاذبية الداخلية، واتضح للعلماء أن هذا التغير يظهر في زيادة طول هذه الموجات قبل 4-5 أيام ويبلغ أقصاه قبل يومين من وقوع الزلزال ويصغر بصورة حادة قبل يوم من الهزة.
ويضيف الموقع نقلا عن «نوفوستي» أن المجلة الروسية أفادت بأن علماء الجيوفيزياء حللوا البيانات التي حصلوا عليها من الأقمار الصناعية خلال الهزات الأرضية التي حدثت في أوزبكستان يوم 26 مايو 2013 وفي قرغيزستان يوم 8 يناير عام 2007 وفي كازاخستان يوم 28 يناير 2013، واتضح لهم أنه قبل 5 أيام من حدوث هذه الزلازل تغيرت مؤشرات الجاذبية الداخلية (IGW) ذبذبة الكتل الهوائية، التي تختلف عن الموجات الصوتية بوجود موجة عرضية إلى جانب الطولية.
وتابع العلماء تغير حرارة الطبقة الوسطى للغلاف الجوي التي تضم ستراتوسفير وميزوسفير، وحددوا مؤشرات الجاذبية الداخلية، فاتضح أن أقصى أطوال الموجة العمودية هي 14.2 و18.9 كيلومتر، وكما هو معلوم يبلغ طول الموجات العمودية للجاذبية الداخلية أكثر من 10 كيلومترات عند وجود عملية الحمل الحراري في الغلاف الجوي للأرض الناتجة عن التسخين.
وبحسب «روسيا اليوم»، يقول البروفيسور سرغي بوبيل، من كلية الفيزياء مدير مختبر معهد البحوث الفضائية في أكاديمية العلوم الروسية «هذا يعني، أن هناك عمليات تحدث في الغلاف الصخري للأرض، التي عند تطورها تظهر عملية الحمل الحراري غير مستقرة في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. وهذه بالذات تكون السبب في ظهور موجات الجاذبية الداخلية في مناطق النشاط الزلزالي. وعند بلوغ موجات الجاذبية الداخلية طبقة الميزوسفير، قد تتغير مؤشراتها، وتتحول طاقتها إلى حركة حرارية، وهذا يؤثر في الحرارة».