أخبار

سارقو المركبات.. «لصوص لحظة» أم محترفون؟

المهملون يدفعون الثمن مرتين.. مخالفة مرورية وتسهيل مهمة لص

اللواء مسفر الجعيد

إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@

مفارقة.. المهملون يدفعون الثمن مرتين «سداد مخالفة» و«تسهيل مهمة لص»، لا تدع سيارتك في متناول أيدي اللصوص حتى لا تقع في فخي الغرامة المرورية وتسهيل سرقة مركبتك. فالمالك الذي يسهل مهمة اللصوص تفرض عليه إدارة المرور غرامة إهمال فـ«أعقلها وتوكل» كمبدأ حياة لا غنى عنه، وإحكام الوثاق تنطبق على رحلة الحياة اليومية في أبواب منازلنا وسياراتنا وعدم تركها لقمة سائغة للمجرمين واللصوص والمعتدين، إذ بدت سرقة المركبات إحدى الظواهر التي طفحت بها كاميرات المراقبة في الأحياء والأسواق والميادين، وإن كانت «المصيبة» واحدة فأسبابها متعددة وتصنيف الفعلة الإجرامية حولها يختلف، فسارق السيارة المغلقة -وهي ما تعرف بالحرز المغلق- حالته تختلف عن سارق الحرز المهمل؛ فالأول تغلظ عقوبته والآخر تخفف؛ لإهمال صاحب المركبة في إغلاقها وتسهيله لمهمة اللص!

لصوص اللحظة

ما أسباب سرقة المركبات ومن هم سارقوها؟ سؤالان يجيب عنهما الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد الذي يؤكد لـ«عكاظ» ضرورة معرفة من هم منفذو سرقة المركبات حتى يتم تصنيف أسبابها. ويشير إلى أن أغلب السرقات ينفذها جناة تراوح أعمارهم ما بين العقدين الثاني والثالث، وعادة يقدمون على جرائمهم بهدف التباهي بين أقرانهم أو ممارسة التفحيط والمغامرة ومن ثم تركها في أحد الطرق، ويعرف هذا النوع من السرقات بسرقات الهواة واللهو والمباهاة والعبث. ويضيف الجعيد بأن الفئة الأخرى من منفذي جرائم سرقة المركبات تراوح أعمارهم بين العقد الثالث والخامس وينفذ هؤلاء جرائمهم بهدف بيع قطع السيارة المسروقة أو استخدامها في تنفيذ جرائم أخرى، وتنحصر جنسيات هؤلاء في آسيا وبعض الدول العربية وتستطيع الأجهزة البحثية كشف أساليبهم ومواقعهم، وعادة يكون هؤلاء من أصحاب السوابق.

المتضرر.. شريك

أما الفئة الثالثة فهم سارقو اللحظة الذين يجدون في سيارة معينة الغنيمة المراد سرقتها، وبالتالي تتم سرقة المركبة للحصول على ما بداخلها سواء كانت أموالاً منقولة أو بضاعة أو تجهيزات غالية الثمن، وكل تلك المغريات تشكل هدفاً لحظياً قد يرصده اللص عن طريق المراقبة أو بالصدفة عبر مشاهدتها وسرقة المركبة سريعاً خصوصاً تلك التي في وضع التشغيل.

ويؤكد اللواء مسفر الجعيد أن أغلب سرقات المركبات تكون عبثية، وتصدر من فئة الشباب الذين يجدون من المركبات في وضع التشغيل والمهملة الإغلاق لقمة سائغة، ناصحاً في هذا الصدد بضرورة استخدام التقنيات الحديثة كأجهزة تتبع المركبات عبر شرائح مراقبة تعمل على الجوال، والاعتماد على كاميرات المراقبة وعدم تركها في وضع التشغيل، فالتقنيات الحديثة للمركبات لا تسهل سرقتها، فهي إما تعمل بالبصمة أو عن طريق أكواد معينة، إضافة إلى وجود أجهزة إنذار في حال كسر زجاجها، وهي عوامل تصعّب السرقة، ولكن أحياناً يكون مالك السيارة شريكاً في تسهيل مهمة اللص وهو الأمر الذي تعاني منه الأجهزة الأمنية وتشدد عليه في تنبيهاتها بضرورة عدم ترك السيارة في وضع التشغيل.