سقوط «الهلال الشيعي»
الأحد / 28 / صفر / 1441 هـ الاحد 27 أكتوبر 2019 01:18
هاني الظاهري
جاء انطلاق التظاهرات الشعبية الضخمة في العراق ولبنان ضد نفوذ العصابات السياسية الموالية لخامنئي والمتلاعبة بمقدرات الدولتين كإعلان شعبي عربي عن سقوط المشروع الإيراني في المنطقة بعد سنوات من توهم نظام طهران أنه نجح في تحقيق نظرية «الهلال الشيعي» على أرض الواقع وابتلع هاتين الدولتين إلى الأبد.
ومصطلح «الهلال الشيعي» كما يعرف الجميع مصطلح سياسي لا علاقة له بالمذهب الشيعي، وإنما ترفعه إيران للتغطية على أطماعها التوسعية، والتعبير عن طموحها في ابتلاع العراق وسوريا ولبنان لتوجد لنفسها منفذاً على البحر المتوسط.
قبل ثورات ما سمي بالربيع العربي وانفجار فقاعة الفوضى في المنطقة بنحو سبع سنوات وتحديداً في عام 2004م، أُطلق مصطلح «الهلال الشيعي» لأول مرة على لسان الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين في لقاء أجرته معه صحيفة واشنطن بوست، إذ عبر حينها عن قلقه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد ومن ثم تحالفها مع النظام السوري لإنشاء هلال جغرافي تحت نفوذ طهران يمتد إلى لبنان ويصل إلى البحر المتوسط، معتبراً ذلك أكبر خطر يهدد استقرار المنطقة ومن شأنه أن يغيّر خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لدولها، وقد طارت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والأبحاث بشكل خاص بالمصطلح منذ ذلك الحين وبات عنواناً للمشروع الإيراني حتى على ألسن الإيرانيين أنفسهم، إذ اعترف عام 2015م قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في خطاب تداولته وسائل الإعلام الإيرانية آنذاك بأن تدخلات نظام طهران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة «الهلال الشيعي» في المنطقة والذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان (حسب زعمه).
لقد تحول مصطلح «الهلال الشيعي» إلى واقع سياسي وعنوان رئيسي تتاجر به إيران لاستغلال الشيعة العرب وتحويلهم إلى أحجار شطرنج في مشروعها الأسود، مع أن الملك الأردني أوضح في لقاء لاحق أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط أنه لم يقصد بالمصطلح «المذهب الشيعي كعقيدة» وإنما قصد استغلال الدين والمذهب لمآرب سياسية.
من شاهد أو سمع خطابي عميل طهران في لبنان حسن نصر الله تعليقاً على تظاهرات اللبنانيين، وكذلك من شاهد مقاطع إحراق مقرات التنظيمات والأحزاب الموالية لإيران في العراق، سيدرك أن المشروع الإيراني في المنطقة سقط سقوطاً مذلاً بصحوة الشعوب العربية، وأن «الهلال الشيعي» المزعوم ليس شيعياً على الإطلاق، وإنما مشروع إرهابي ظلامي متخلف يديره لصوص لا علاقة لهم بالمذاهب والأديان، فالمواطنون اللبنانيون والعراقيون من أتباع المذهب الشيعي نزلوا إلى الشوارع مع بقية إخوتهم من كافة الطوائف وداسوا بأقدامهم صور خامنئي معلنين أنهم لن يقبلوا بنفوذ إيراني أسود يبتلع مقدرات بلدانهم، ويغرقها في الفساد والطائفية، ويلقي بها خارج التاريخ والحضارة.
الجيد أن هذه التظاهرات الجارفة تأتي في وقت اختناق حكومة الملالي بالعقوبات الاقتصادية بشكل يجعلها تقف عاجزة تماما عن دعم مرتزقتها المتساقطين تحت أقدام الثوار العرب، وقريبا ستعجز عن حماية نفسها عندما يستفيق الشعب الإيراني ويلقي بها في مزبلة التاريخ.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
ومصطلح «الهلال الشيعي» كما يعرف الجميع مصطلح سياسي لا علاقة له بالمذهب الشيعي، وإنما ترفعه إيران للتغطية على أطماعها التوسعية، والتعبير عن طموحها في ابتلاع العراق وسوريا ولبنان لتوجد لنفسها منفذاً على البحر المتوسط.
قبل ثورات ما سمي بالربيع العربي وانفجار فقاعة الفوضى في المنطقة بنحو سبع سنوات وتحديداً في عام 2004م، أُطلق مصطلح «الهلال الشيعي» لأول مرة على لسان الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين في لقاء أجرته معه صحيفة واشنطن بوست، إذ عبر حينها عن قلقه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد ومن ثم تحالفها مع النظام السوري لإنشاء هلال جغرافي تحت نفوذ طهران يمتد إلى لبنان ويصل إلى البحر المتوسط، معتبراً ذلك أكبر خطر يهدد استقرار المنطقة ومن شأنه أن يغيّر خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لدولها، وقد طارت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والأبحاث بشكل خاص بالمصطلح منذ ذلك الحين وبات عنواناً للمشروع الإيراني حتى على ألسن الإيرانيين أنفسهم، إذ اعترف عام 2015م قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في خطاب تداولته وسائل الإعلام الإيرانية آنذاك بأن تدخلات نظام طهران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة «الهلال الشيعي» في المنطقة والذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان (حسب زعمه).
لقد تحول مصطلح «الهلال الشيعي» إلى واقع سياسي وعنوان رئيسي تتاجر به إيران لاستغلال الشيعة العرب وتحويلهم إلى أحجار شطرنج في مشروعها الأسود، مع أن الملك الأردني أوضح في لقاء لاحق أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط أنه لم يقصد بالمصطلح «المذهب الشيعي كعقيدة» وإنما قصد استغلال الدين والمذهب لمآرب سياسية.
من شاهد أو سمع خطابي عميل طهران في لبنان حسن نصر الله تعليقاً على تظاهرات اللبنانيين، وكذلك من شاهد مقاطع إحراق مقرات التنظيمات والأحزاب الموالية لإيران في العراق، سيدرك أن المشروع الإيراني في المنطقة سقط سقوطاً مذلاً بصحوة الشعوب العربية، وأن «الهلال الشيعي» المزعوم ليس شيعياً على الإطلاق، وإنما مشروع إرهابي ظلامي متخلف يديره لصوص لا علاقة لهم بالمذاهب والأديان، فالمواطنون اللبنانيون والعراقيون من أتباع المذهب الشيعي نزلوا إلى الشوارع مع بقية إخوتهم من كافة الطوائف وداسوا بأقدامهم صور خامنئي معلنين أنهم لن يقبلوا بنفوذ إيراني أسود يبتلع مقدرات بلدانهم، ويغرقها في الفساد والطائفية، ويلقي بها خارج التاريخ والحضارة.
الجيد أن هذه التظاهرات الجارفة تأتي في وقت اختناق حكومة الملالي بالعقوبات الاقتصادية بشكل يجعلها تقف عاجزة تماما عن دعم مرتزقتها المتساقطين تحت أقدام الثوار العرب، وقريبا ستعجز عن حماية نفسها عندما يستفيق الشعب الإيراني ويلقي بها في مزبلة التاريخ.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com