مأزق نصر الله.. عجز وارتباك
الأحد / 28 / صفر / 1441 هـ الاحد 27 أكتوبر 2019 02:04
«عكاظ» (جدة) okaz_policy@
لم يكن زعيم مليشيا «حزب الله» حسن نصرالله يتوقع أن يقض الثوار مضجعه، وهو الذي قض على مدى سنوات مضجع الشعوب العربية وثوراتها وآمالها بالكرامة والانتماء إلى وطن لا إلى نظام أو أجندة. لم يدر بخلد نصرالله أن يستبدل يوماً علمه الذي رفعه على الجوامع وأضرحة الأئمة والمقامات في العواصم العربية ويرفع بدلاً منه العلم اللبناني، كالذي يرفع الراية البيضاء، ليس استسلاماً كاملاً ولكن بحثاً عن فرصة يعقد بعدها اتفاقية هدنة أو حوار مع الثوار اللبنانيين، تمهيداً للانقضاض عليه.
ولما لا، وهو المعتاد على طعن الشعوب العربية في خاصرتها، لم يكن نصرالله يتوقع أن يتراجع عن تهديده للثوار في أقل من أسبوع، في محاولة منه لكسب ثقتهم أو في أقل تقدير ثقة شارعه الذي خرج من عباءته وانتفض على الجور والظلم والتبعية العمياء التي فرضت عليهم بقوة السلاح وليس بقناعة الانتماء.
لم يكن يتوقع أن يصدر بيانات إعلامية يتبرأ فيها من أعمال الشغب التي حاولت اقتحام ساحات الثوار. لم يبد زعيم المليشيا خائفاً منذ انطلاق ثورة اللبنانيين كما بدا في خطاب (الجمعة)، فهو كان قبل تلك اللحظة يرى في نفسه قائد أحداث 7 أيار، وأنه في سورية والعراق قاهر الثوار، وأنه في تموز 2006 قهر إسرائيل وصنع الانتصار، لم يتوقع أن حزبه هش ومربك وأن صواريخه وترسانته وعقيدته وعمالته وانتماءه للولي الفقيه لا تسعفه بإسكات صوت اللبنانيين الهادر الذي أحرق كل شيء، أحرق قنوات الحوار، أحرق أوراق الانتماء، أحرق صورة فزاعة المجهول التي ما توانت السلطات تحركها للشعوب، أحرق كل سيناريوهات شيطنة الثورات.
لا شك أن حزب الله قادر على تنفيذ يوم مجيد ثان، وقادر على تصوب سلاحه إلى صدور اللبنانيين، ولكنه اليوم يمر في اللحظة الأضعف منذ تأسيسه، فهذه المرة الأولى التي يحظى بها على شرعية تحميه من شر أعماله، فهو وحزبه ومناصروه مطلوبون دوليا بفعل ورود أسمائهم على قوائم الإرهاب، متهمون بتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، متهمون بقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ورفاقه، متهمون بتفجير سفارات غربية.
حزب الله بات معتقلا داخل بقعة جغرافية، وأمينه العام منذ عام 2006 معتقل في جحر تحت الأرض، ومرشدهم علي خامنئي معتقل داخل عقيدته ولم يعد قادرا على الحوار وحسن الجوار. حسن نصرالله يقف اليوم مكتوف الأيدي غير قادر على مواجهة شارعه (خوفاً من انقلاب شيعي كامل وعلني)، كذلك غير قادر على مواجهة الشوارع اللبنانية الهادرة، وفي الوقت نفسه غير قادر على الوقوف كالمتفرج لوقت طويل من دون اتخاذ أي قرار. نصرالله لم يكن يدرك أنه هش ومرتبك وأنه سيستجدي حوارا أو اتفاقية مع الثوار.
ولما لا، وهو المعتاد على طعن الشعوب العربية في خاصرتها، لم يكن نصرالله يتوقع أن يتراجع عن تهديده للثوار في أقل من أسبوع، في محاولة منه لكسب ثقتهم أو في أقل تقدير ثقة شارعه الذي خرج من عباءته وانتفض على الجور والظلم والتبعية العمياء التي فرضت عليهم بقوة السلاح وليس بقناعة الانتماء.
لم يكن يتوقع أن يصدر بيانات إعلامية يتبرأ فيها من أعمال الشغب التي حاولت اقتحام ساحات الثوار. لم يبد زعيم المليشيا خائفاً منذ انطلاق ثورة اللبنانيين كما بدا في خطاب (الجمعة)، فهو كان قبل تلك اللحظة يرى في نفسه قائد أحداث 7 أيار، وأنه في سورية والعراق قاهر الثوار، وأنه في تموز 2006 قهر إسرائيل وصنع الانتصار، لم يتوقع أن حزبه هش ومربك وأن صواريخه وترسانته وعقيدته وعمالته وانتماءه للولي الفقيه لا تسعفه بإسكات صوت اللبنانيين الهادر الذي أحرق كل شيء، أحرق قنوات الحوار، أحرق أوراق الانتماء، أحرق صورة فزاعة المجهول التي ما توانت السلطات تحركها للشعوب، أحرق كل سيناريوهات شيطنة الثورات.
لا شك أن حزب الله قادر على تنفيذ يوم مجيد ثان، وقادر على تصوب سلاحه إلى صدور اللبنانيين، ولكنه اليوم يمر في اللحظة الأضعف منذ تأسيسه، فهذه المرة الأولى التي يحظى بها على شرعية تحميه من شر أعماله، فهو وحزبه ومناصروه مطلوبون دوليا بفعل ورود أسمائهم على قوائم الإرهاب، متهمون بتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، متهمون بقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ورفاقه، متهمون بتفجير سفارات غربية.
حزب الله بات معتقلا داخل بقعة جغرافية، وأمينه العام منذ عام 2006 معتقل في جحر تحت الأرض، ومرشدهم علي خامنئي معتقل داخل عقيدته ولم يعد قادرا على الحوار وحسن الجوار. حسن نصرالله يقف اليوم مكتوف الأيدي غير قادر على مواجهة شارعه (خوفاً من انقلاب شيعي كامل وعلني)، كذلك غير قادر على مواجهة الشوارع اللبنانية الهادرة، وفي الوقت نفسه غير قادر على الوقوف كالمتفرج لوقت طويل من دون اتخاذ أي قرار. نصرالله لم يكن يدرك أنه هش ومرتبك وأنه سيستجدي حوارا أو اتفاقية مع الثوار.