ما بعد رحيل الأبناء!
الأربعاء / 02 / ربيع الأول / 1441 هـ الأربعاء 30 أكتوبر 2019 02:05
فؤاد مصطفى عزب
كلما أسمع بفقد إنسان لابنه أو ابنته يقع الخبر على أذني وقع الصاعقة، أصبح حزيناً كما ينبغي للحزن أن يكون، أقف كالعاجز، لا أعرف ماذا أفعل، مثل الأطفال الذين حين ترتفع الأصوات حولهم، يأخذون جانباً ويجلسون يبكون، لا يعلمون ماذا يفعلون، إنه أمر جلل، لا يستقيم معه إلا أن تخفض رأسك وتنخرط في البكاء، فأجمل الأحلام أن تنجب طفلاً، يأخذ منك ملامحك، أجمل من هؤلاء الضاحكين في الإعلانات، وأن تصفق له كلما أتم احتساء كوب اللبن، ويكبر، ويسافر ويتعلم، ويعود بضحكته التي ما تكاد تنتهي حتى تتمنى أن تعاد مرة أخرى، ضحكته لو سجلتها وبعتها على «سي دي» لربحت أكثر مما يربح رئيس أحد الأندية من إعارة لاعبيه، ثم تصحو يوما على الموقف الأصعب في حياتك، على صدمة العمر، واللحظة الأكثر إيلاما، القدر يخطف الابن أو الابنة وإلى الأبد، إنه يوم كارثي، مشهود، يختلط فيه البكاء، بالنحيب، بالدعاء، أحياناً ترجو الدموع أن تنزل فلا تستجيب، يقول العبقري محمود سامي البارودي..
فزعت إلى الدموع فلم تجبني
وفقد الدمع عند الحزن داء
وما قصرت في جزع ولكن
إذا غلب الأسى ذهب البكاء.
ثم يأتي من يردد، أن الحياة لا تتوقف برحيل أحد، وأن الزمن كفيل بالنسيان، وأقول لمن يردد ذلك، إن الحياة لا تتوقف بفقد الابن أو الابنة، بل تصبح الحياة مستحيلة على الوالدين، شيء من الروح كان يريد أن يعيش ولكنه انطفأ، يرحل الأبناء ويتركون جبالاً من الحنين، ورائحة عطر عالقة في الجدار، وحديثا لم يكتمل، وتصبح الدنيا خاوية، ولغزا لا إجابة له، ولدي قاعدة لا تزعزع يقيني وهي، أن لا بكاء على مسن، ولا سؤال لمن تمنى الرحيل بعد معاناة عن أسباب رغبته في الرحيل، فقد جهز عذره، قبل حقائبه، الوحيد الذي يستحق البكاء شاب وشابة في مقتبل العمر محب للحياة عندما يرحل على عجل، وأي والد لا يشق عليه فراق ابنته، وهو الذي يخشى عليها إن ذهبت إلى بيت الجيران.
كنت أجلس كغيري معزياً في فقيد الدكتور عبدالوهاب عطار، وأفكار تطاردني، هذه الأفكار عادة تطاردني في كل مكان، وفي كل مناسبة، أنا أسجل رقما قياسيا في التفكير، كان سؤال يمر بجانب رأسي، كم من أم قالت لابنها أو ابنتها إن الحياة لا تستقيم بدونك، إلا أن الأبناء للأسف يختارون الرحيل وكل الأماكن تناشدهم البقاء، يرحلون وإلى الأبد! يا رب.. أرح روح حسام عبدالوهاب عطار، وبكر باسم خوجة، ومنصور سعيد عطار، وأحمد ومحمد سعود الفضل، والحبيبة العنود مشعل السديري، وأسكنها منزلتها إنك سميع مجيب..
* كاتب سعودي
fouad5azab@gmail.com
فزعت إلى الدموع فلم تجبني
وفقد الدمع عند الحزن داء
وما قصرت في جزع ولكن
إذا غلب الأسى ذهب البكاء.
ثم يأتي من يردد، أن الحياة لا تتوقف برحيل أحد، وأن الزمن كفيل بالنسيان، وأقول لمن يردد ذلك، إن الحياة لا تتوقف بفقد الابن أو الابنة، بل تصبح الحياة مستحيلة على الوالدين، شيء من الروح كان يريد أن يعيش ولكنه انطفأ، يرحل الأبناء ويتركون جبالاً من الحنين، ورائحة عطر عالقة في الجدار، وحديثا لم يكتمل، وتصبح الدنيا خاوية، ولغزا لا إجابة له، ولدي قاعدة لا تزعزع يقيني وهي، أن لا بكاء على مسن، ولا سؤال لمن تمنى الرحيل بعد معاناة عن أسباب رغبته في الرحيل، فقد جهز عذره، قبل حقائبه، الوحيد الذي يستحق البكاء شاب وشابة في مقتبل العمر محب للحياة عندما يرحل على عجل، وأي والد لا يشق عليه فراق ابنته، وهو الذي يخشى عليها إن ذهبت إلى بيت الجيران.
كنت أجلس كغيري معزياً في فقيد الدكتور عبدالوهاب عطار، وأفكار تطاردني، هذه الأفكار عادة تطاردني في كل مكان، وفي كل مناسبة، أنا أسجل رقما قياسيا في التفكير، كان سؤال يمر بجانب رأسي، كم من أم قالت لابنها أو ابنتها إن الحياة لا تستقيم بدونك، إلا أن الأبناء للأسف يختارون الرحيل وكل الأماكن تناشدهم البقاء، يرحلون وإلى الأبد! يا رب.. أرح روح حسام عبدالوهاب عطار، وبكر باسم خوجة، ومنصور سعيد عطار، وأحمد ومحمد سعود الفضل، والحبيبة العنود مشعل السديري، وأسكنها منزلتها إنك سميع مجيب..
* كاتب سعودي
fouad5azab@gmail.com