الاقتصاد الكربوني أهم مشروع لمستقبل الاستثمار
الأحد / 06 / ربيع الأول / 1441 هـ الاحد 03 نوفمبر 2019 01:30
عبدالله صادق دحلان
من أهم المواضيع التي طرحت في مبادرة مستقبل الاستثمار التي عقدت في الأسبوع الماضي في العاصمة الرياض هي التي طرحها الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، وكان طرحه لمفهوم الاقتصاد الكربوني تحولا كبيرا في فكر ومستقبل الاستثمار في المملكة بل في العالم أجمع؛ وهو تحول من استثمارات صناعية تقليدية تسيء للبيئة إلى مشروع يحول الغازات المضرة للبيئة والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى صناعة اقتصادية تعتمد على معالجة الانبعاثات الكربونية الناتجة من جميع القطاعات الصناعية عن طريق الإستراتيجيات الأربع المعروفة، وهي: خفض وإعادة الاستخدام والتدوير والتخلص، وهذا النظام الدائري سيساعد على استعادة التوازن لدورة الكربون بنفس الطريقة التي تحدث في الطبيعة، والحقيقة أن هذا الابتكار الصناعي الحديث سوف يحد من تراكمات الكربون في الغلاف الجوي، وسيساعد على تنقية البيئة وحماية البشرية من الأمراض والتأثيرات السلبية على الصحة العامة، وإن مبادرة المملكة في إنشاء أكبر مصنع في العالم لاحتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه وتحويل نصف مليون طن من ثاني أكسيد الكربون إلى منتجات مفيدة مثل الأسمدة والميثانول، ولا سيما أن المملكة تمتلك أكثر معامل الخليج تطورا لاستخلاص المعزز للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون وفصل وتخزين 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وأوضح سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة أن لدى المملكة خطة لإنشاء المزيد من منشآت البنية التحتية اللازمة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في جميع مناطق المملكة.
ودعما لرؤية الأمير عبدالعزيز بن سلمان تجاه الاقتصاد الكربوني أكد وزير الطاقة الأمريكي أن رؤية المملكة صائبة تجاه الاقتصاد الكربوني، وأشاد بها وقال «هناك مراحل انتقالية ستأخذنا إلى هذه الفترة التي يمكن أن تقوم فيها بأخذ فكرة الاقتصاد الكربوني مكتمل الدائرة لتحوله إلى واقع» ويعتقد وزير الطاقة الأمريكي أن الفترة الانتقالية هي النتيجة التي نتطلع إليها هنا، وهي أن نكون قادرين على تقليل الانبعاثات التي نراها في العالم ليصبح عالمنا مناسبا لجيلنا وللأجيال القادمة.
ويقول أندروليفيديس مستشار صندوق الاستثمارات العامة «لا أستطيع التفكير في مكان أفضل في العالم من المملكة بفضل احتياطاتها الكبيرة من الهيدروكربون»، مبينا أن المملكة تحتل موقع الصدارة في العالم في الحد من انبعاثات الكربون، والحقيقة أسجل بكل فخر تقديري واعتزازي لتوجه الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة نحو حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية من الصناعات ومولدات الطاقة وليس فقط التخلص منها لحماية البيئة وإنما الاتجاه إلى الاستفادة منها في صناعات أخرى، وهي نقلة حضارية في صناعة تحويل الانبعاثات من الغازات إلى منتجات أسمدة تباع لضمان دخل إضافي، وهي تقنية حديثة في التحول الصناعي موازية لتقنية تحويل الغازالمصاحب لإنتاج النفط والذي كان يحرق في الماضي ويلوث البيئة حتى ظهرت التقنيات الحديثة في تحويل الغاز إلى منتجات صناعات أساسية تعددت استخداماتها وأصبحت إيراداتها تمثل عائدا ضخما لميزانية الدولة بالإضافة إلى حماية البيئة من تلوث حرق الغاز في الأجواء.
إن إطلاق سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة مبادرة المملكة إلى تحويل الغازات المنبعثة من الصناعات بفكر اقتصادي إلى منتجات اقتصادية تعتبر ثورة في مجال حماية البيئة بفكر اقتصادي، وأجزم أن تبني المملكة لهذا الفكر في اجتماع مجموعة العشرين القادم في العاصمة الرياض سيكون له أثر كبير في تحول فكر حماية البيئة بمنع خروج الانبعاثات الكربونية من الصناعات إلى الاستفادة من هذه الانبعاثات في صناعات ذات عائد اقتصادي، وأتمنى أن تقدم وزارة الطاقة الدراسات والأبحاث والتجارب القائمة إلى قمة العشرين القادمة في الرياض لاعتماد هذا التوجه لحماية البيئة وضمان دخل إضافي لجميع الدول الصناعية والنامية، وآمل أن تسجل هذه المبادرة باسم المملكة.
وأخيرا.. أود أن أقدم شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين لإصداره أمرا ملكيا بإنشاء مؤسسة أهلية باسم مبادرة مستقبل الاستثمار وفقا لنظامها الأساسي لتكون مؤسسة ذات شخصية اعتبارية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري؛ لدعم الجهود المحلية والدولية التي ترمي إلى الارتقاء بالبيئة الاستثمارية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يسهم في دعم وتعزيز الفعاليات والأنشطة الاستثمارية ذات الصلة بالمبادرة، ولها في سبيل تحقيق أهدافها بعد الحصول على الموافقات اللازمة.. تقديم الدعم المعرفي لاتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار وتشجيع الأفكار الموجهة نحو مستقبل الاستثمار عبر وسائل الإعلام المختلفة وإنشاء منصة لمحترفي الاستثمار الناشئ على المستويين المحلي والدولي وتحديد الآليات التقنية المناسبة لتعزيز تجربة المشاركين في الأحداث والفعاليات والأنشطة التي تعدها المؤسسة أو تشارك فيها، ومن وجهة نظري أنه من القرارات الهامة التي اتخذت لضمان واستمرار مبادرة مستقبل الاستثمار.
* كاتب إقتصادي سعودي
abdullahdahlan@yahoo.com
وأوضح سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة أن لدى المملكة خطة لإنشاء المزيد من منشآت البنية التحتية اللازمة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في جميع مناطق المملكة.
ودعما لرؤية الأمير عبدالعزيز بن سلمان تجاه الاقتصاد الكربوني أكد وزير الطاقة الأمريكي أن رؤية المملكة صائبة تجاه الاقتصاد الكربوني، وأشاد بها وقال «هناك مراحل انتقالية ستأخذنا إلى هذه الفترة التي يمكن أن تقوم فيها بأخذ فكرة الاقتصاد الكربوني مكتمل الدائرة لتحوله إلى واقع» ويعتقد وزير الطاقة الأمريكي أن الفترة الانتقالية هي النتيجة التي نتطلع إليها هنا، وهي أن نكون قادرين على تقليل الانبعاثات التي نراها في العالم ليصبح عالمنا مناسبا لجيلنا وللأجيال القادمة.
ويقول أندروليفيديس مستشار صندوق الاستثمارات العامة «لا أستطيع التفكير في مكان أفضل في العالم من المملكة بفضل احتياطاتها الكبيرة من الهيدروكربون»، مبينا أن المملكة تحتل موقع الصدارة في العالم في الحد من انبعاثات الكربون، والحقيقة أسجل بكل فخر تقديري واعتزازي لتوجه الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة نحو حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية من الصناعات ومولدات الطاقة وليس فقط التخلص منها لحماية البيئة وإنما الاتجاه إلى الاستفادة منها في صناعات أخرى، وهي نقلة حضارية في صناعة تحويل الانبعاثات من الغازات إلى منتجات أسمدة تباع لضمان دخل إضافي، وهي تقنية حديثة في التحول الصناعي موازية لتقنية تحويل الغازالمصاحب لإنتاج النفط والذي كان يحرق في الماضي ويلوث البيئة حتى ظهرت التقنيات الحديثة في تحويل الغاز إلى منتجات صناعات أساسية تعددت استخداماتها وأصبحت إيراداتها تمثل عائدا ضخما لميزانية الدولة بالإضافة إلى حماية البيئة من تلوث حرق الغاز في الأجواء.
إن إطلاق سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة مبادرة المملكة إلى تحويل الغازات المنبعثة من الصناعات بفكر اقتصادي إلى منتجات اقتصادية تعتبر ثورة في مجال حماية البيئة بفكر اقتصادي، وأجزم أن تبني المملكة لهذا الفكر في اجتماع مجموعة العشرين القادم في العاصمة الرياض سيكون له أثر كبير في تحول فكر حماية البيئة بمنع خروج الانبعاثات الكربونية من الصناعات إلى الاستفادة من هذه الانبعاثات في صناعات ذات عائد اقتصادي، وأتمنى أن تقدم وزارة الطاقة الدراسات والأبحاث والتجارب القائمة إلى قمة العشرين القادمة في الرياض لاعتماد هذا التوجه لحماية البيئة وضمان دخل إضافي لجميع الدول الصناعية والنامية، وآمل أن تسجل هذه المبادرة باسم المملكة.
وأخيرا.. أود أن أقدم شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين لإصداره أمرا ملكيا بإنشاء مؤسسة أهلية باسم مبادرة مستقبل الاستثمار وفقا لنظامها الأساسي لتكون مؤسسة ذات شخصية اعتبارية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري؛ لدعم الجهود المحلية والدولية التي ترمي إلى الارتقاء بالبيئة الاستثمارية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يسهم في دعم وتعزيز الفعاليات والأنشطة الاستثمارية ذات الصلة بالمبادرة، ولها في سبيل تحقيق أهدافها بعد الحصول على الموافقات اللازمة.. تقديم الدعم المعرفي لاتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار وتشجيع الأفكار الموجهة نحو مستقبل الاستثمار عبر وسائل الإعلام المختلفة وإنشاء منصة لمحترفي الاستثمار الناشئ على المستويين المحلي والدولي وتحديد الآليات التقنية المناسبة لتعزيز تجربة المشاركين في الأحداث والفعاليات والأنشطة التي تعدها المؤسسة أو تشارك فيها، ومن وجهة نظري أنه من القرارات الهامة التي اتخذت لضمان واستمرار مبادرة مستقبل الاستثمار.
* كاتب إقتصادي سعودي
abdullahdahlan@yahoo.com