اقتصاد

الرميان: الموافقة على الطرح الأولي لأرامكو.. وتقييم المستثمرين خلال 10 أيام

الناصر: توزيع 75 مليار دولار أرباحا على المساهمين في 2020

«عكاظ» (الدمام)

أعلنت أرامكو السعودية، أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم اليوم (الأحد)، نيتها طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإدراجها في السوق الرئيسية لدى السوق المالية السعودية (تداول)، بحضور رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ياسر بن عثمان الرميان، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أمين حسن الناصر.

وقال الرميان: «إن هذا اليوم يمثل أهمية للمملكة العربية السعودية في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، معبراً عن سعادته في حصول أرامكو على موافقة هيئة السوق المالية بطرح أسهمها في الاكتتاب العام لتصبح شركة مدرجة في السوق المالية السعودية «تداول».

وأشار الرميان إلى أنه في انتهاء الاكتتاب العام فإن أرامكو السعودية ستصبح شركة مدرجة في السوق المالية السعودية، مبيناً أنه قبل 86 عاما أي بعد عدة أشهر من تأسيس المملكة العربية السعودية كيكان موحد طرحت الحكومة امتيازاً لإحدى الشركات الأم لأرامكو السعودية يكون بمقتضاه التنقيب عن النفط الخام، فكانت بذلك البداية لقصة نجاح هذا الصرح الذي نعتز ونفخر فيه جميعاً اليوم، كواحدة من أكبر الشركات في العالم.

وأوضح الرميان أنه رغم التحولات والتغيرات الكثيرة التي شهدتها الشركة في تاريخها الحافل إلا أن شيئاً واحداً لم يتغير وهو سعي الشركة الدائم للنمو والريادة في مجالها، مشيراً إلى أن هذا السعي يتجسد في رؤية الشركة التي بلورتها خلال السنوات الأخيرة لأن تصبح أكبر شركة متكاملة في الطاقة والبتروكيماويات والعالم بطريقة آمنة ومستدامة وموثوقة.

وبين أن أرامكو السعودية تتمتع بنظام حوكمة قوي وعلاقة مقننة مع الحكومة وتتبنى معايير عالمية في مجالات الكفاءة التشغيلية والكفاءة المالية وحققت بذلك سجلا مميزا للمساهمين، فاليوم بفضل هذا الإدراج أصبحت الفرصة مواتية للمساهمين في جني ثمار أرامكو السعودية.

وأبان الرميان أن الشركة تعزز الدور المحوري في المملكة وفي الاقتصاد العالمي وتسهم في تلبية الطلب العالمي المتداول على الطاقة والمحافظة على تأمين الإمدادات العالمية، إضافة إلى أن أرامكو السعودية ظلت طوال السنوات تسهم في المحافظة في النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار للمملكة من خلال المساهمات الضريبية المستقرة والموثوق بها وخلق فرص العمل ودعم النمو المستمر في سلسلة التوريد المحلية ذات المستوى العالي.

وقال الرميان: «إن الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية يعد خطوة مهمة في سبيل تحقيق رؤية المملكة 2030 والإسهام في خلق المبادرات التي تم تحديدها في برنامج التحول الوطني»، مؤكداً أن إدراج الشركة في سوق المال السعودي «تداول» هو دليل على المكانة الدولية على الأسواق المعنية المالية، مبيناً أن المملكة أصبحت أكثر جاذبية للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، وأن أرامكو كشركة مدرجة ستصبح مصدر فخر واعتزاز كبير.

وقال الرميان إن أرامكو ستظل المالك الأكبر للشركة، ورؤيتها أن تصبح أكبر شركة للطاقة والبتروكيماويات، مضيفا أن تنوع وعمق مجلس إدارة أرامكو يضيفان قيمة كبيرة للشركة، مشيرا إلى أن تراجع أسعار النفط دليل على نجاح أرامكو باستعادة الإنتاج المفقود بعد الهجمات، وأن الحوكمة في السوق السعودية قادرة على حماية حقوق المساهمين.

وشدد الرميان على أن الطرح العام الأولي لأرامكو دليل على المكانة الدولية في الأسواق العالمية، موضحا أن الفرصة مواتية لدخول مساهمين جدد واستفادتهم من قدرات أرامكو، وأن سعي الشركة نحو الريادة على مستوى العالم لم يتغير، كما ستقوم الشركة بخطوة نوعية لتقديم الفرص للمواطنين بطريقة مغايرة عبر امتلاك الأسهم، مضيفا أن القاعدة المالية للشركة قوية ومرنة بسبب تطبيق الضوابط اللازمة، وتعمل على قيمة مضافة للمساهمين بالرغم من تقلب أسعار النفط، معلنا أن الشركة أنتجت خلال النصف الأول من عام 2019 (13.1) مليون برميل.

وأفاد الرميان بأنه سيتم تقييم نسبة المستثمرين خلال الـ10 أيام القادمة، بعدها سيتم تحديد سعر السهم، وبعد أسبوع من تحديد سعر الاكتتاب سيتم إدراج الشركة للتداول، مبينا أن نسبة المستثمرين الأجانب لم تحدد حاليا، «وسنقوم بالتحديد بعد وضع القوانين»، فيما سيتم تحديد نسبة وسعر طرح أرامكو بعد عملية بناء سجل الأوامر، في حين أن اتخاذ القرار بخصوص الإدراج خارج «تداول» سيتم في الوقت المناسب.

بدوره، عدّ رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييه التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر إعلان طرح أرامكو السعودية للاكتتاب العام يوماً تاريخياً للمملكة العربية السعودية وللسوق المالية، مبيناً أنه عندما أقرت المملكة توقيع اتفاقية النفط الخام في عام 1933 أصرّ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على إدراج بند في الاتفاقية ينص على فرص مجدية للمواطنين ثم اتسعت هذه الفرص مع مرور السنين لتشمل الوظائف المرموقة والتعليم والتدريب، وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وقال المهندس الناصر: إن الشركة تقوم في عهد خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد بخطوات نوعية تقدم من خلالها مستوى جديداً غير مسبوق من الفرص التي تمنح الموطنين وجميع المستثمرين الحق في الامتلاك المباشر لجزء قيّم من أرامكو السعودية.

وأكد الناصر أن أرامكو السعودية تحظى بسمعة عالمية مرموقة وهي جديرة بها كأكبر شركة في العالم في النفط الخام والغاز وهي الشركة الرائدة والأكثر استقراراً وموثوقية في توفير الطاقة للعالم بطريقة آمنة ومستدامة، مبيناً أن أرامكو السعودية أنتجت خلال الأعوام الثلاثة الماضية 1 من 8 براميل للنفط على مستوى العالم، كما أنتجت الشركة في الأشهر الستة الأولى من العام 2019 إلى ما يصل إلى 13.2 مليون برميل مكافئ نفطي يوميا.

وأفاد بأن الاحتياطات العائدة للشركة تقدر بنحو 201.4 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات، و25.4 ملياراً من سوائل الغاز الطبيعي، و185.7 تريليون قدم مكعب من الغاز، وفي ظل ما تسهم فيه أعمال الشركة من أعمال التكرير من التكامل الإستراتيجي فإن جزءاً من تأمين الطلب على النفط الخام سيكون عن طريق البيع المباشر لشركات المصافي المحلية المملوكة للشركة بالكامل أو التابعة لها.

وأفاد بأن الطاقة التكريرية الصافية لشركة أرامكو تبلغ 3.1 مليون برميل يومياً، كاشفا أنه سيتم توزيع 75 مليار دولار أرباحا على المساهمين في عام 2020، وأن احتياطي النفط المكافئ لشركة أرامكو يبلغ 204 مليارات برميل.

وأكد الناصر أن الأداء المالي والتدفقات النقدية لأرامكو الأفضل عالميا، «وقمنا بمحادثات موسعة مع مستثمرين محليين وأجانب خلال مرحلة التحضير للطرح»، مبينا أن الحكومة ستتنازل متى اقتضت الضرورة عن حقها في استلام توزيعات الأرباح النقدية لمدة 5 سنوات ابتداء من 2020.