أخبار

«جدار برلين لم يعد يقسم شيئاً».. عن القرار الذي غير وجه العالم

أ. ف. ب (برلين)

الساعة نحو السابعة مساء عندما أطلق عضو المكتب السياسي للجنة المركزية لـ«دولة العمال والفلاحين» في جمهورية ألمانيا الديموقراطية الخبر القنبلة أمام عشرات الصحفيين المذهولين: فتح جدار برلين.

بدا التردد على غونتر شابوفسكي وهو ينظر إلى ملاحظات مدونة وكأنه يحاول فهم ما كُتب، ثم قال مساء الـ9 من نوفمبر 1989 «بحسب علمي، سيدخل القرار حيّز التنفيذ فورا، بلا تأخير...».

وبدا هذا القيادي من الصف الأول كما لو أنه يعلن ذلك عرضا في مؤتمر صحفي، وكان يرد على أسئلة عن شروط مغادرة المواطنين في ألمانيا الشرقية بلدهم.

بعد ذلك، لم يحصل رجوع إلى الوراء.

لكن بعد 30 عاما، ما زال الجدل مستمرا: هل كان سقوط جدار برلين القاسي تمهيدا لانهيار المعسكر الشيوعي بأكمله، مجرد حادثة في التاريخ؟ أم ثمرة كراهية لنظام شيوعي جرى إعدادها بشكل سيئ؟ أم خطوة محسوبة من قبل نظام ديكتاتوري في ألمانيا الشرقية لم يعد قادرا على الاستمرار؟.

أدرك أعضاء مجلس النواب في ألمانيا الغربية الذين ما زالوا يتمركزون في العاصمة «المؤقتة» بون، منذ الساعة الثامنة مساء حجم الزلزال، فقطعوا جلستهم ووقفوا ليرددوا النشيد الوطني.. في وضع غير مسبوق. وبدا المستشار السابق فيلي برانت عراب السياسة الجديدة للتقارب مع الكتلة الشرقية (أوستبوليتيك) والدموع في عينيه.

عند الساعة العاشرة وأربعين دقيقة ليلا، أعلن نجم نشرات الأخبار المسائية في التلفزيون الحكومية هانس يواكيم فريدريش أن «برلين الشرقية تفتح الجدار». وبعد ذلك بقليل تحدث رئيس بلدية برلين الغربية فالتر مومبر عن يوم «تاريخي»..

كتب صحافيو وكالة فرانس برس في تلك الليلة بتأثر كبير وإدراك لمسيرة التاريخ «جدار برلين لم يعد يقسم شيئا».

في تلك الليلة الجنونية تسلق سكان برلين الشرقية والغربية الجدار عند بوابة براندنبورغ رمز تقسيم المدينة، وأخرج بعضهم مطارق وأخذوا يهاجمون الجدار الأسمنتي الذي يبلغ طوله 160 كيلومترا.

وانتشرت صور ولقطات الاحتفالات واللقاءات المؤثرة لشعب قسم منذ انتهاء الحرب.

أما غونتر شابوفسكي رسول فتح الجدار، فقد انتهى التاريخ بالنسبة له بشكل سيئ.. إذ حكم عليه في 1997 بالسجن ثلاث سنوات لإعدامه ألمانا شرقيين حاولوا عبور جدار برلين.