أخبار

لماذا يبكي إخوان السودان على «قميص عثمان» في الرياض و«حمدوك» في دارفور؟!

رئيس الوزراء السوداني لدى وصوله إلى الفاشر في دارفور مرتديا قميصا مثار الجدل. (أ. ف. ب)

أحمد سكوتي (جدة) askoty@

ليست المرة الأولى التي يلوح بها إخوان السودان (المخلوعون من حكم أرض النيلين بثورة شعبية ظافرة) بقميص عثمان في وجه الجميع، لتترجم هذه الفئة «التي سقطت مع زعيمهم المخلوع البشير» المعنى الحقيقي للمقولة الشهيرة «دس السم في العسل».

قبل أيام قليلة تجرع المغتربون السودانيون في السعودية سما من نوع جديد، بعدما اضطروا لسماع تسجيل صوتي «وليس مقطع فيديو» يروج في مواقع التواصل الاجتماعي لمن يستحق أن يسمى «عثمان الغامض»، لأنه لم تعرف هويته ولا موقعه ولا هيئته، الذي راح يروي رواية ادعى أنه تعرض لها، وقال إن رجل أمن أوقفه في أحد شوارع العاصمة السعودية الرياض، ليحرر له مخالفة «خدش الذوق العام» بتهمة انتهاكه لهذا الذوق، بارتدائه قميصا سودانيا (الجلابية الشعبية) أو الزي الوطني المعروف، الذي يعتبر «قميص نوم» في تلك اللائحة.

ولأن «قميص عثمان السوداني» صنيعة إخوان السودان يهم أرباب نعمتهم، وجد صداه في الأسافير الممولة من قطر والأناضول التركية، فرفعوه عاليا متصدرا المشهد السوداني، زاعمين أن السودانيين يواجهون حملة قمع ضد زيهم الوطني، ويجب على الحادبين لمصلحة السودانيين أن يواجهوا تلك الحملة، ورد اعتبار «الزي الوطني».

ولأن الفرية ذات رائحة نتنة واضحة المعالم، يشتمها القاصي والداني، رد عليها المغتربون السودانيون الذين يعيشون بزيهم المعتاد «الجلابية والعراقي»، في أقصى الكرنتينة وبني مالك بجدة أو منفوحة وغبيرة في الرياض، بروائح أخرى تكشف قبح الوجه الإخواني، ففاح في تلك الأحياء عبير دخان الشية السودانية أو الطعمية أو الفول المصلح (فول بالجبنة).

ويبدو أن قميص عثمان في الرياض قد انفضح أمره سريعا، ورد اعتبار عثمان من «قميص النوم الزائف»، إذ سرعان ما عادت خديعة «قميص عثمان» هذه المرة من دارفور أقصى غرب السودان، فروجت أسافير الإخوان فرية جديدة، تهكموا خلالها على قميص ارتداه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك خلال زيارته معسكرات لاجئين في أقصى غرب السودان «زمزم وكلمة».

قالوا إنه لا يليق برئيس الحكومة الانتقالية أن يرتدي قميصا بهذه الهيئة، وأخفوا حقيقة أن الزيارة ليست زيارة قمة، بل زيارة قاعدة، لتفقد أناس لطالما تلحفوا بالعراء على مدى الـ30 سنة الماضية، وتجرعوا مرارة انتهاك آدميتهم من نظام إخواني عاث فسادا في دارفور كما عاث قهرا وغدرا في كل السودان.

بات واضحا أن إخوان «العثمانيين» لم يجدوا إرثا يتكئون عليه بعد ثورة السودانيين التي خلعت البشير سوى «قمصان عثمان» علها تعيدهم إلى مشهد الخلافة المزعومة ولو حتى على صفحات الأسافير.

وقبل أن تقلب الصفحة مثلما قلبت صفحة حكمهم في السودان، وحتى لا يعودوا مجددا بقميص الزيف والغدر، يبقى السؤال لكل عاقل سمع الصوت ولم ير أحدا، من هو «عثمان» صاحب القميص «الممنوع» في الرياض، وألا يظهر لنا لنعرف حقيقة قميصه الملطخ بالعار، أم أن العلاقة واضحة في صاحب المصلحة بين قميص عثمان في الرياض وقميص حمدوك في دارفور؟!