ثقافة وفن

مثقفات وإعلاميات عسير: القبيلة بريئة.. ما زلنا نجني سلبيات «الصحوة»

اشتكين تغييبهن عن المشهد الثقافي

فاطمة القحطاني

خالد آل مريّح (أبها) Abowajan@

للمرأة دور فاعل ومؤثر في ثقافة وتثقيف المجتمع ولكن ربما أن ذلك لم يكن كذلك في وقت مضى بمنطقة عسير لأسباب غيّبت دورها الثقافي والأدبي طبقاً لما ذكرته إعلاميات ومثقفات في عسير.

وأكدت الكاتبة والمؤلفة نوال طالع، أن المرأة في عسير غُيِّبَتْ أو تغيبت عن الأدب والثقافة، ربما لِفَرط الثقة بأهلية التغيب في زمن مضى تحت تأثير الصحوة وتأثيرها السلبي على المجتمع القبلي، ما انعكس سلبًا على حضورها الثقافي بأبجدياتها الواضحة ومعالمها الغنية بالفكر والأدب والنضج الثقافي. وقالت: «ربما كذلك بإرادتها غيّبت ذاتها دون الالتفات لأهمية حضورها، غير مدركة قيمة فكرية ثقافية لأنها لم تشعر بأهمية وجودها ورسم جغرافية الأدب بخطوط تلامسها، وتفكك ألغاز فكرها وتاريخها الماضي والحاضر، وربما بلا سبب». وأضافت أن المرأة في عسير معجم أدب للحاضر والماضي والمستقبل يزخر بنفائس الدرر. من جهتها، أكدت الإعلامية تغريد العلكمي، أن المجتمع قبل عدة سنوات هو المتهم الرئيس في تغييب دور المرأة أدبياً وثقافياً في منطقة عسير، حيث ثقافة العيب والخوف من ظهور الاسم، واقتصار عمل المرأة على المجال التعليمي، مع النقص في التخصصات الجامعية المتاحة، الذي شكل مسارا محددا للمرأة ظلت تسير عليه لسنوات حتى تغيّر وأصبحت المرأة قادرة على الظهور وإثبات نفسها في كل مكان وليس أدبيا وثقافيا وحسب. وقالت إن من أسباب تغييب دور المرأة هي المرأة نفسها، حيث استسلمت للقيود الاجتماعية، ولم تحاول الولوج من ثغرات القراءة والتثقيف الذاتي أو فرض الذات للوصول إلى النجاح والتألق في الجانب الأدبي والثقافي، ولا ننسى دعم المؤسسات الثقافية الذي كان محبطاً في فترة من الفترات للجميع فما بالك بردة فعل المرأة وهي محاطة بالكثير مما يحولها عن هذا الجانب.

من جانبها، قالت الإعلامية فاطمة القحطاني، إن سبب تغييب دور المرأة في منطقة عسير، التي وصفتها بالمرأة الحديدية، هو عدم وجود أفرع لناد ثقافي قريب من مقر سكنها في المحافظات التي تسكنها، والتهميش علناً لوجودها، في ظل تركيز الضوء على مجالات أخرى تخدم الرجل متناسين دورها على رغم أنها تعتبر ركيزة رئيسية في مجتمع منطقة عسير من حيث الإنجاز والمثابرة، ومن هذا المنطلق يجب تخصيص أندية ثقافية وأدبية في كل محافظة وينظر للموضوع بعين الاعتبار، فإذا لم يتم توجيه الاهتمام للمرأة والتركيز عليها، فستختفي وتغيب وتصبح تحت دائرة الانقراض الفكري. وفي ذات السياق، أضافت مشرفة الإعلام بإدارة الإعلام بتعليم عسير نور آل قيس، أن الحديث عن تغييب دور المرأة في عسير، لا يعني تقصير المرأة وتقاعس دورها في عسير بمجال الثقافة والفنون والأدب، فقد شاركت في كثير من الفعاليات المقامة في الجمعيات الثقافية والأندية الأدبية وأصبحت كاتبة رواية وقاصة وشاعرة وكاتبة مقالات وإعلامية لها نتاجها في المجالات المختلفة ونقاش الموضوع إنما هو طموح ورغبة في المزيد، وقالت:«مازال دور المرأة غائماً نوعاً ما، ومازالت الحاجة ملحة إلى إبراز جهودها والاعتراف بأن تكون شريكة في مراكز قيادية بكافة الأنشطة الثقافية والجمعيات والأندية، والتوسع في افتتاح أندية أدبية في جميع محافظات عسير، ومنح المرأة مزيداً من الحوافز والفرص في التخطيط والقيادة وتعزيز التواصل الثقافي ما بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات الثقافية والأدبية، وتفعيل دور الأندية الأدبية في استقطاب المواهب الواعدة».

واختتمت الإعلامية غلا أبو شرارة الحديث عن تغييب المرأة في عسير بالقول: «عندما يطرح سؤال عن من غيّب دور المرأة ثقافياً وأدبياً في عسير، فأول ما يتبادر للذهن هو سيطرة ثقافة المجتمع التقليدية على ذلك بينما لو عدنا بالذاكرة إلى الماضي القريب لوجدنا أن المرأة كانت عنصراً أساسياً في كل المحافل الاجتماعية بل ولها أطروحاتها الأدبية القيمة في المناسبات العامة ولم يكن دورها مقتصراً فقط على الضيافة والقيام بشؤون البيت، حتى أن الذي كان يشرف على سوق أبها قديماً هي امرأة، إذاً الأسباب التي غيبت المرأة عن الثقافة والأدب حديثاً من وجهة نظري تنحصر في سببين رئيسيين كلاهما متعلق بالآخر؛ الأول هو تأثر المنطقة بثقافة المناطق المجاورة والتي تحدد دور المرأة في رعاية الزوج والأطفال، والثاني الإسقاطات الخاطئة كجعل مشاركة المرأة أدبياً وثقافياً ضرباً من الاختلاط والتبرج.