رسم الخطاب السنوي الملكي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول في مجلس الشورى؛ خارطة إستراتيجية تستمد منها مؤسسات الدولة النهج حول شؤون المملكة الراهنة والمستقبلية، والمستمدة من رؤية 2030، إلى جانب كون الخطاب الملكي مشروع عمل لمجلس الشورى، وفعالية للتطوير الإداري، والدبلوماسية البرلمانية، حيث يعد مجلس الشورى شريكاً فاعلاً لمؤسسات الدولة، وتضافر الجهود بين جميع السلطات «التنفيذية والقضائية والتشريعية»، لبناء مستقبل أكثر تنمية وتحولاً.

الخطاب تضمَّن تأكيداً على اهتمام الدولة ومواصلة تحقيق أهدافها التنموية، وتحفيز ودعم النمو الاقتصادي المستدام وخلق مجالات اقتصادية جديدة، والتركيز على المشاريع الكبرى، وتوفير مزيد من فرص العمل للشباب، وزيادة نسبة مشاركة المرأة، وتطوير القدرات البشرية، وهو ما يؤكد اهتمام القيادة بهذه الشريحة المهمة في تركيبة الاقتصاد الوطني.

كما جاء الخطاب الملكي مواكباً ومعززاً لتطلعات الشعب السعودي، بما حمله من مضامين مهمة لسياسات المملكة، سواء على مستوى التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تنطلق من ثوابت المملكة الدينية وقيمها في التعامل مع القضايا بأبعادها المختلفة، والتي تضع المصالح الوطنية والقومية على أعلى الأولويات.

وعندما أكد الملك سلمان أن نهج المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس قائم على تطبيق شرع الله وعلى أسس الوحدة والتضامن والشورى وإقامة العدل واستقلال القرار، فهو يكرس الثوابت السعودية التي تسير في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال «رؤية 2030» بجميع محاورها فيما يتعلق بالاقتصاد.

وعندما أشار الملك سلمان، إلى أن السعودية عازمة على تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد لبناء مكتسبات وطنية جديدة سيكون المواطن فيها الهدف والرافد، فإنه يرسل رسالة ويؤكد المؤكد أن المواطن هو أساس التنمية.

لقد حدد الخطاب الملكي سياسة المملكة الداخلية ومنطلقات المرحلة القادمة وأكد على دور المواطن السعودي باعتباره المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفاعلة، فضلاً عن تمكين المرأة السعودية كونها شريكة في تعزيز منطلقات رؤية 2030.

وقد بشر الملك سلمان عبر خطابه بمرحلة تنموية عظمى لمستقبل أكثر ازدهاراً وقوةً، وصناعة غدنا المشرق..

المملكة ماضية في مواصلة دورها القيادي والتنموي

وهاهي المملكة اليوم تتبوأ مكان الصدارة إقليمياً وعالمياً بما فيها من برامج كبرى للتحول الإستراتيجي، نحو غدٍ مثمر بالإنتاج المشهود ومزيدٍ من العطاء الأكيد، وها نحن بفضل الله ثم برؤى القيادة الحكيمة نعيش في حراك وطني تنموي لا يهدأ، متزامناً ومتكاملاً بما لا تخطئه العين، يبعث في المجتمع الكريم ثقة وافتخاراً..

إنه خطاب الملك سلمان الذي بشر المواطن وحذر الأعداء.