كتاب ومقالات

الوطنية ليست الهلال

بعد السلام

سلطان الزايدي

حقق الهلال بطولة كأس آسيا بعد أن قدم مهرها كما يجب من كل النواحي الفنية والمعنوية، وهذا أمر جيد يحسب للهلال كناد مستمر في تحقيق الإنجازات، ولا أحد يملك أن يعترض على هذا التصور، وفي نفس الوقت أيضا لا أحد يملك أن يصادر حق أي مشجع آخر من تشجيع أي فريق يريده، فالتشجيع مسألة خاصة جدا، لا يمكن أن تفرضها على أحد، خصوصا إذا كان هذا الأمر يتعلق بالأندية. جميل أن يلتف الجميع حول ناد سعودي يشارك في بطولة خارجية، لكن ليس بالضرورة إن لم يحدث ذلك نجرد الآخرين من وطنيتهم، وحبهم للوطن، وهذا أمر مرفوض، فالوطن أغلى وأسمى من أن نقحمه في صراع الأندية ومنافستها.

هناك فئة من المشجعين لديهم غلو عجيب في حب أنديتهم، وهذه الفئة من المستحيل أن تشجع المنافس التقليدي لفريقهم، والأمثلة على هذا الأمر كثيرة، ولعل آخرها لمسناه في بطولة كأس آسيا الأخيرة التي حققها الهلال، فحين كان يخوض الهلال منافسات دور الأربعة من البطولة كان الإعلام السعودي بمختلف أنواعه يدعم فكرة تشجيع الهلال كممثل للوطن، وكان يرفض فكرة المجاهرة بتشجيع الطرف الآخر المنافس للهلال، ربما هذا دورهم كإعلام سعودي يسعى جاهدا لدعم كل من يمثل السعودية خارجيا، وقد يكون هذا بالفعل واجبهم، حتى لو اختلف معي البعض في هذا الرأي، لكن المحزن أن هذه المبادئ لم تستمر بعد حصول الهلال على كأس آسيا، بل تفرغوا تماما للتشكيك في إنجاز النصر العالمي في عام 2000م، رغم أنه إنجاز وطني يخص السعودية، هذا التباين في المواقف هو ما يُفقد المشجع السعودي المصداقية في تغليب العاطفة الوطنية في أي محفل يتقدم له ناد سعودي، لذلك فإن الحل السليم المقنع لهذا الأمر هو: أن تبقى المنتخبات الوطنية هي الممثل الحقيقي للوطن، وهي التي يجب أن تحظى بدعم إعلامي وجماهيري، هذا أمر لا جدال فيه مهما كانت تفاصيله.

صدقوني لسنا في حاجة إلى أن نعطي المنافسة الرياضية التي تتعلق بالأندية أكبر من حجمها الطبيعي مهما بلغت قوة التعصب، فالوطن ليس له علاقة في هذا الجانب حتى نقحمه في كل منافسة رياضية خارجية يتقدم لها ناد سعودي، فكل ناد له جمهوره، وسعيد بناديه وتاريخه، إن حضر من يساند هذا النادي من جمهور الأندية الأخرى فهذا جميل ويُسعد الجميع، وإن لم يحضر فالكل له الحرية في تشجيع من يريد، دورنا نحترم قراره، ونرفضه متى ما كان الأمر يتعلق بالمنتخبات الوطنية.

دمتم بخير.