كتاب ومقالات

يد عائشة وقُبلة محمد بن زايد!

هاني الظاهري

لو كان هناك مقياس أسبوعي لأكثر الشخصيات شهرة في كل دولة خليجية، لحصدت الطفلة الإماراتية عائشة المزروعي المركز الأول في بلادها هذا الأسبوع على خلفية الموقف الذي حدث لها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وعائشة لمن لا يعرفها طفلة إماراتية مخضبة بالبراءة تكسوها ملامح ملائكية تفيض بعبق الأصالة الخليجية، دفعتها محبتها الكبيرة لشخصية الشيخ محمد بن زايد إلى كسر البروتوكول والقفز بين الصفوف في محاولة لمصافحة يده خلال مراسم استقبال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في الإمارات قبل أيام، لكن ظروف اللحظة خذلتها إذ لم يتنبه لها الشيخ وخسرت معركتها الخاصة لملامسة يده لينسدل الستار على المشهد لكن الحكاية لم تتوقف عند هذا الحد، فالقدر ومحبة الشيخ محمد لأبناء شعبه كانا يخبئان لها مفاجأة أجمل ستبقى ذكرى خالدة تصاحبها لبقية حياتها وتضرب مثالاً رائعاً عن مدى حميمية علاقة الشعب الإماراتي بقادته.

بعد الموقف العابر الذي خسرته عائشة شاهد الشيخ محمد بن زايد فيديو لمراسم الاستقبال وانتبه كعادة الكبار والعظماء لليد الصغيرة التي كانت تحاول مصافحته ولم تنجح، فقرر زيارة عائشة في منزلها وتقبيل يدها التي تجاوزها دون قصد، وكانت الكاميرا حاضرة لتوثيق المشهد كما كانت حاضرة لحظة مصافحة يد عائشة للهواء، ليعرف العالم أجمع أن هذه اليد الإماراتية لا يمكن أن تُخذل في بلاد مضاءة بإرث زايد الخير رحمه الله.

هذه الأخلاق العظيمة هي الأخلاق التي تأسست عليها دولة الإمارات العربية المتحدة وهي سر عظمتها، إنها أخلاق العظماء ونياشين القادة في قلوب شعوبهم لا على بزاتهم العسكرية، القادة الذين لم تصنعهم ظروف سياسية عابرة، بل هم صنعوا التاريخ وما زالوا يصنعون حاضر شعوبهم ومستقبلها.

في مشهد بسيط كمشهد تقبيل الشيخ محمد بن زايد ليد الطفلة عائشة في منزل والديها إجابة شافية وكافية لتساؤلات أعداء الإمارات والجاهلين بها عن سر ولاء شعبها الشديد لقيادته وفشل كل محاولات مد حرائق ما سمي بالربيع العربي إلى هذه الدولة، وهذا بالطبع أمر من الصعب أن يفهمه منظّرو سياسة الثورات والمعارضة والغارقون في أدبيات كراهية السلطة بالولادة!

من حق الإماراتيين أن يفخروا ويفاخروا الأمم والشعوب بقادتهم وثقافة بلادهم وإرث زايد رحمه الله، ومن حق كل الخليجيين كذلك أن يفخروا بهذا الإرث الذي تركه رجل عظيم قال يوماً:

«إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على معاناة الماضي وقسوة ظروفه... وأكبر نصيحة لأبنائي البعد عن التكبر». وهو من قال أيضاً: «سأعطي كل ما أملك وما أقدر عليه من أجل هذه الأرض وهذا الشعب».

رحم الله الشيخ زايد آل نهيان، وحفظ الشيخ محمد بن زايد وإخوته الذين جسدوا واختصروا بأخلاقهم ومواقفهم ومحبتهم لشعبهم سيرة الراحل العظيم.

* كاتب سعودي

Hani_DH@

gm@mem-sa.com