قرار سيحل معضلات دور الرعاية وحقوق المرأة
الجمعة / 09 / ربيع الثاني / 1441 هـ الجمعة 06 ديسمبر 2019 01:32
بشرى فيصل السباعي
من يطالع كتب وتصريحات من صنعوا وأداروا أكبر إمبراطوريات مالية في العصر الحديث يجد أن أحد أهم محدد يعتمدون عليه في نجاحاتهم هو تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، ودائما وأبدا أنسب شخص ليس الذي يحمل أكبر الشهادات والألقاب إنما صاحب الشغف الأكبر بموضوع المنصب الذي يعين فيه، كالشغوف بالتقنية التي يتولى منصبا في شركتها، فالإنسان الشغوف دافعيته ذاتية ولديه محرك حقيقي لإنجازات قصوى في كمالها وامتيازها، ولهذا ومع الكم الكبير من الجدل والمعضلات المتعلقة بكل ما له علاقة بالنساء سواء قضايا المرأة والأسرة في المنظومة الشرطية والقضائية أو دور الرعاية والتعامل مع العنف الأسري، فالقرار الذي يمكن أن يحدث نقلة نوعية تحل معضلات هذا المجال هو الاقتداء بالدول الأوروبية في إيجاد منصب وزيرة لشؤون المرأة والأسرة والطفل وتكون المعينة فيه من اللاتي لديهن شغف حقيقي بقضية حقوق المرأة ومساعٍ حقيقية عملية في هذا المجال كالدكتورة سهيلة زين العابدين والدكتورة إقبال درندري وتمنح الصلاحيات اللازمة لتكون فاعلة في وظيفتها لتحل المعضلات المتعلقة بالمرأة والتي تعتبر أبرز ما يشوه سمعة السعودية عالميا بخاصة مع هرب الفتيات للخارج لتعسر بقائهن في بلدهن بسبب عدم موافاة الإجراءات الواقعية لحاجاتهن في حفظ أنفسهن وحقوقهن، وكما تقول الحكمة القديمة «أعطِ الخبز لخبازه» فلن يحل معضلات قضايا المرأة إلا امرأة بصلاحيات وزارية كاملة لأنها عاشت في نفسها وخبرات من تعرفهن الصعوبات والمعاناة المتعلقة بأوضاع المرأة بعكس الرجل الذي لم يعش تلك المعاناة وقد لا يخلو من انحيازات واعية ولا واعية ضد النساء وحقوقهن بحكم الثقافة التقليدية السائدة و«الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار»، ولذا تكون الإجراءات التي يسنها لا تخدم حقوق المرأة والطفل بشكل فعلي، وبالمثل هو الحال بالنسبة للمسؤولات بوظائف تتعلق بحقوق النساء كمديرات ومشرفات دور الرعاية حيث صدم وبشدة الرأي العام عندما سمع في برامج سعودية أهوال سوء معاملة المسؤولات للنزيلات لدرجة تدفعهن للشغب أو الانتحار أو الهرب إلى الدول الأجنبية خوفا من الوقوع تحت سطوتهن التي باتت لا تخفى على أحد، فهناك نساء كما يسمين بالمصطلحات الشائعة «ذكوريات/مسترجلات» أي مقولبات بقالب الثقافة الذكورية، مفرطة التعصب ضد حقوق المرأة والطفل، ولذا يجب أيضا في جميع الوظائف المتعلقة بحماية المرأة تعيين نساء حقوقيات لديهن شغف حقيقي ودعم حقيقي لحقوق المرأة ليكن مترجمات على أرض الواقع للتوجهات العامة لإصلاح وضع المرأة وليس حجر عثرة في طريقها.
* كاتبة سعودية
* كاتبة سعودية