كتاب ومقالات

تجري السفن بما لا تشتهي الرياح

أسعد عبدالكريم الفريح

صلأول وهلة، قد يظن القارئ أن هناك خطأ في العنوان، ولكن أؤكد أنه هو ما قصدت، وما كتبته من قبل عشرات السنين في صحيفة الحائط المدرسية عندما كنت في الثانية إعدادي أو المتوسط كما هو المسمى الآن، كنّا نتبارى كطلاب في النشاطات، فمنها الرياضي وأنا منها براء كبراءة الذئب من دم يوسف، فكان نشاطي الرياضي لا يتعدى الفرجة، أولا لأنها ببلاش، والبلاش كما يقول البعض كثّر منه، ثانيا لأني كنت في وزني الله بالخير لا يتعدى الأربعين كيلو عدا ونقدا. والنقد هذه جاءت من نظرات الزملاء التي ترى أني ضعيف البنية، وبالتالي لا أهش ولا أنش، واعترف أني في شجاعة النفس خذ وخل، ولكن في العراك تدور علي قدامك تلقاني أحتمي وراك، وبالاختصار ينطبق علي في ذلك الحين أغنية «كما الريشة»، وكانت هناك نشاطات مسرحية أيضا رائعة ولكن ما كنت من فرسانها، فأنا لا أهوى التمثيل والذي أصبح في وقتنا الحاضر أكثر من الهم على القلب، وهنا لا أقصد التمثيليات والمسلسلات التي «سلسلت» معظم عوائلنا أمام شاشات التلفزيون، فأصبحوا سجناء لها بلا حراك والتي أصبحت مشكلة العصر والليل وكل الأوقات، أحداث تتكرر وكثير منها يجافي التاريخ والمنطق، عموما التمثيل الذي قصدته هو ما أصبح يجيده الكثر من مدعي العلم والتجارة والضحك على الذقون ويا ما ذهب مع ريحها ضحايا ولا من أحد يعتبر.

كنت في ذلك الوقت أهوى القراءة والكتابة عَلى قد الحال، فكتبت مقالا عنوانه تجري السفن بما لا تشتهي الرياح وعنيت به كل من كان يهزأ بِنَا على أساس أننا أدعياء أدب وكان الهدف هو أننا مستمرون مهما كانت رياح نقدهم عاتية، وسبّب ذلك المقال هرجا ومرجا أولا لقلب المثل وهو شيء لم يكن مألوفا والثاني وهنا مربط الفرس فقد كان وقتها يحكم العراق عبدالكريم قاسم وكان اسمه مشاعا مع مناخ الثورات العربية الانقلابية والتي منذ بدأت عانينا منها واحترنا من هو القائد الماجد ومن هو الذي الخيل والبيداء تعرفه، والحقيقة أني عرفتهم حق المعرفة، فهي من حيث السلطوية والديكتاتورية وَيَا أرض انهدي ما عليكي قدي، المهم أن أخانا الخطاط نتيجة ذلك كتب اسمي على مقالي أسعد عبدالكريم قاسم. وكان يوما بالكاد تخلصت من ضحكات الزملاء ونكاتهم علي، ولَم اتخارج منهم إلا بشق الأنفس. هذا يا سادة ما كان من أمر ذلك المقال في الوقت الموغل في القدم أما الآن فهو عنواني المفضل لما نحن فيه في هذا الوطن العظيم، فمهما عصفت رياح الحاقدين ومهما شحذوا الهمم. وشحتوا الأمم لينالوا من هذا البلد قيادة ووطنا وشعبا. أقول لقد باؤوا بالفشل الذريع فلا يصح إلا الصحيح، والوطن ما هو جريح وهو في قيادة سيد حكيم يعالج قضاياه بمنتهى الشفافية والعمل الجاد وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره، وجعله ذخرا وكذا بيد قبطان ماهر، قاد السفينة في وجه أعتى الرياح، فوصلت إلى مرفأ العلياء والتقدم والأمل الكبير في الحاضر والمستقبل، هذا الربان هو ولي العهد وصادق الوعد الأمير محمد بن سلمان. لقد مرت خمسة أعوام من هذا العهد المبهر. بخطوات متسارعة ومتزنة فاختصرت عشرات السنين من الانتظار الممل في طابور لعل وعسى. هكذا نحن الآن وطن لا يتثاءب ولا ينام. فالأحلام تصنع في الحقيقة وتفسر بالعمل. عشت يا وطني مؤزرا محفوظا رغم كيد الكائدين وليس عندنا إلا العهود لآل السعود وحاشا والله يا حسود ما تخطي أرضنا.