كتاب ومقالات

ما بعد معركة أرامكو..!

محمد آل سلطان

أشبه ما حدث منذ إعلان الحكومة السعودية رغبتها في تحويل شركة أرامكو إلى شركة مساهمة ذات ملكية عامة بالمعركة الكبرى التي خاض فيها الأمير الهمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والفريق الذي عمل معه حروباً عديدة منذ بداية الفكرة حتى إعلان الشركة الباهر نتائج الاكتتاب والتخصيص مساء يوم الخميس الماضي بجمع أكثر من 446 مليارا ونسبة تغطية تصل إلى 5 أضعاف تقريباً وأكثر من 5 ملايين مواطن ومقيم وآلاف المؤسسات الاستثمارية المحلية والأجنبية.

حملات تشكيك وشائعات وأكاذيب وافتراضات خاطئة تعرضت لها الحكومة السعودية وقيادتها ومواطنوها لأجل منع تحويل أرامكو إلى شركة مساهمة تتداول أسهمها في الأسواق أو على الأقل إفشال هذا الاكتتاب فيما لو حدث !

لن أتناول ما قالوا فيه وما كذبوا ! منذ أن شككوا في الأمر بداية وأن الحكومة السعودية تذر الرماد في العيون ولن تستطيع تحويل أرامكو إلى شركة مساهمة ومروراً بتحريفهم معنى اكتتاب شركة مساهمة إلى أن السعودية ستبيع مليارات البراميل في عمق حقولها وآبارها النفطية ووصولاً إلى حملات تحذير المواطنين والمستثمرين الأجانب من مغبة وخطورة سرقة أموالهم !

دروس كثيرة يمكن للسعوديين حكومة وشعباً الاستفادة منها فيما بعد ما أسميه معركة أرامكو سواء لطرح مزيد من أسهم أرامكو للتخصيص أو طرح غيرها من القطاعات الحكومية وشركاتها، لأن الحكومة السعودية ماضية لا محالة في طرح مزيد من القطاعات والشركات للاكتتاب العام لتكون حكومة رشيقة رابحة دائماً تعمل وفق أعلى معايير السوق في الاستثمار لزيادة الإنتاجية والشفافية العالية وتنويع الاقتصاد واستغلال مكامن القوة الأخرى فيه والتي لم تستغل بعد ومن جهة أخرى لتوليد مزيد من فرص الثروة لمواطنيها ولمقتنصي الفرص من المستثمرين الأجانب، لأن الفرص والثروة القادمة في رأيي هي لأبناء الذين يمتلكون حصصاً في الشركات الكبرى التي تطرحها الحكومة أو تستثمر فيها.

بالنسبة للمواطن عليك أن تثق في حكومتك وقيادتك ولا تصدق أي مرجف يمرر لك رسالة واتساب أو تقريراً مشبوهاً في صحيفة غربية واستشر مستشارك المالي واستخر الله في قرارك، فكثير ممن أرجف لك بفهم أو بدونه كان من ضمن أكثر من 5 ملايين سعودي وضعوا أموالهم للاستثمار في أرامكو.

أما بالنسبة للحكومة السعودية فسأقول إن التصاعد المستمر لنفوذ المملكة السياسي والاقتصادي وخصوصاً عند القوى الاقتصادية والسياسية الكبرى لن يكون مرحباً به على كل حال ليس بسبب نظرية المؤامرة التي ينبغي ألا نتجاهلها، بل بسبب أن هذه القوى لا تريد منافساً كبيراً قادماً إليهم من خارج مؤشرات الأسواق الصاعدة المصنفة دولياً قبل سنتين ليحتل المرتبة التاسعة ضمن أكبر الأسواق العالمية، وبالتالي فالتحديات ستكون كبيرة وقد خاضتها السعودية بقيادتها وشبابها المؤهل، واستطاعت فعلاً أن تكون على قدر التحدي وأن تفي بما وعدت به في خطوة مهمة نحو سعودية أعظم بكثير عما يتخيل أعداؤها أو محبوها.

* كاتب سعودي

dr_maas1010@